اقتصاد، حوارات

شكيب عاشور: المغرب في حاجة إلى مركز بيانات وطني لضمان سيادته الرقمية

قال شكيب عاشور مدير التسويق والاستراتيجية بهواوي- المغرب، إن المغرب في حاجة إلى إنشاء مركز بيانات وطني لضمان سيادته الرقمية، وأشار إلى أن مثل هذه المراكز هي التي تكون قاطرة للابتكار بفضل كم البيانات التي توفرها والتي يمكن توظيفها في عدد من المجالات والقطاعات.

وفضلا عن ذلك، أوضح عاشور، في حواره له مع جريدة “العمق”، أن هناك أيضا حاجة إلى إنشاء قاعدة رقمية صلبة والتي تحتاج هي الأخرى إلى رؤية سياسية واضحة لمغرب رقمي، وأبرز أن هذه الرؤية يمكن أن ترتكز على عدد من الدعامات، منها الكفاءات المغربية المكونة في هذا المجال، والمنظومة الرقمية التي يجب أن تكونها المقاولات المغربية، زيادة على التشريعات القانونية المرتبطة بالمجال الرقمي.

وبخصوص تقنية الجيل الخامس، أكد عاشور أن هواوي جاهزة في أي لحظة، تكفي فقط إرادة السلطات الحكومية بالمغرب، والتي تبقى هواوي رهن إشارتها في أي وقت، يضيف عاشور

 النص الكامل للحوار:

كيف ترون التحديات التكنولوجية التي يواجهها المغرب وما هي سبل تقليص الفجوة الرقمية؟  

من الأمور الأساسية أن تكون هناك رؤية سياسية واضحة لمغرب رقمي، والتي يمكن أن ترتكز على عدة دعائم أساسية، الدعامة الأولى ترتبط بالكفاءات المكونة في مجالات التكنولوجيا الجديدة ( البيانات الضخمة، الذكاء الاصطناعي، التخزين، الابتكار، الحوسبة السحابية). ثم الدعامة الثانية التي تتعلق بالمنظومة الرقمية، وهذه المنظومة يجب أن تكون مغربية بحيث تكونها المقاولات والشركات المغربية التي تتوفر على قدرة الاشتغال في مشاريع ابتكارية. أما الدعامة الثالثة، فترتبط بالقوانين المؤطرة ( التقنين) قصد تسهيل الأمور والإجراءات العملية في هذا المجال، وإطار قانوني لتأمين المعطيات. والدعامة الرابعة، فتهم القرار السياسي للدفع بالمغرب الرقمي خاصة في بعض القطاعات مثل قطاع الصحة، على اعتبار أنه لإدراج التقنيات التكنولوجية والرقمية في هذا القطاع لابد من مراسيم قانونية مؤطرة. هذه العناصر كلها تشكل القاعدة الأساسية للمجال الرقمي، ولكنها رغم ذلك تبقى غير كافية.

ولهذا المغرب اليوم، في حاجة إلى إنشاء قاعدة رقمية صلبة (تكنولوجيا المعلومات والاتصال  ICT ) التي تتأسس على عدة ركائز، منها ركيزة الاتصالية ( connectivité ) وتعني أن تتوفر شبكة انترنت قوية وتغطية كاملة، بحيث هناك العديد من المناطق في المغرب لا تغطيها شبكة الانترنت، هذا بالإضافة إلى مخطط للصبيب العالي للأنترنت الذي يجب أن يحترم، باعتبار الانترنت أصبحت ضرورة أساسية في عالم اليوم.

مثل هذه الأمور التي تحدثتم عنها ظهرت أهميتها خلال فترة الحجر الصحي بالنسبة إليكم ما هو الدرس الذي استخلصه المغرب في العلاقة مع ضرورة توفير الانترنت والتغطية الشاملة والبنيات التحتية الضرورية؟

طبعا الحاجة إلى التغطية الشاملة بالانترنت، تعتبر من الدروس المستخلصة خلال هذه الفترة التي مر منها المغرب، كما تعتبر في الوقت نفسه فرصة لتطوير المغرب الرقمي. ومن أجل ذلك، وبالإضافة إلى ما أشرت إليه سابقا، أذكر أن هناك حاجة إلى تغطية الانترنت على اعتبار أن هناك مناطق لا تشملها تغطية الانترنت ما يعتبر عائق أمام الساكنة خاصة بالنسبة للمتمدرسين وعملية التعليم عن بعد.

إذا استطعنا أن نوفر تغطية جيدة على مستوى شبكة الانترنت على الصعيد الوطني، يمكن تجاوز العديد من العراقيل وتوفير الكثير من الحاجيات والخدمات الضرورية. هذا بالإضافة إلى إمكانية التغلب على إشكالات العلاجات الصحية، حيث يمكننا وبتوفير خدمة الانترنت أن نؤمن حلولا وعلاجات صحية عبر تقنية المتابعة وتقديم العلاجات عن بعد ( Télé médicine). ومع هذه الجائحة والمستشفيات المملوءة، تبين أن هناك إمكانية متابعة بعض المرضى عن بعد، بحيث تمكننا التقنية الرقمية من تتبع علاج المرضى ببيوتهم عبر هذه تقنية ( Télé médicine) والتي يمكن القيام بها بفضل التكنولوجيا الرقمية.

هذه القناعة وصلنا إليها خلال الجائحة أكثر من أي وقت مضى، والفاعلون في قطاع الاتصالات بالمغرب هم شركاء أساسيين بالمغرب في هذا المجال، على اعتبار أن الانترنت شيء أساسي وضروري.   فضلا عن ذلك، نحن في حاجة إلى منصات خاصة ومراكز بيانات، وعلى هذا الأساس لابد من التفكير في إنشاء مركز بيانات وطني مع حوسبة سحابية لتخزين البيانات، ليكون مركز بيانات سيادي.

هل هناك إمكانية لدى المغرب لإنشاء مركز بيانات خاص به وكيف يمكن تأمين البيانات؟

مع الأسف اليوم، الشركات التي تقوم بخدمة تخزين البيانات كلها توجد بالخارج، وهذا ما يطرح إشكالية ضمانات حماية البيانات الوطنية، ولهذا يجب  التفكير والعمل على بناء مركز بيانات مغربي ولما لا توكل إدارته إلى وكالة حكومية في حالة ما تم إنشاؤه.

بالنسبة للإمكانيات، فالمغرب لن تعوزه الإمكانيات لبناء مركز من هذا النوع، الشيء الأكثر أهمية  على هذا المستوى هو الخدمات التي يمكن أن يوفرها ويقدمها هذا المركز لمجموعة من القطاعات، مثل التعليم والصحة والحكومة الرقمية وغيرها من القطاعات. وأعتقد أنه أمر أساسي، وسيضمن سيادة الدولة في هذا المجال على اعتبار أن البيانات الوطنية ستبقى بالمغرب، ولن تبقى بالخارج وبالتالي ضمان السيادة الرقمية وحماية البيانات الوطنية، ثم مسألة أخرى وهي أن كل ما ترتبط بالابتكار فهو يرتبط بالبيانات وهو تكمن أهمية مراكز البيانات الوطنية وتطور المشاريع الابتكارية.

هل يمكن أن نصل يوما إلى تغطية جميع مناطق المغرب بشبكة الانترنت؟

نتمنى ذلك، لكن الإشكال المطروح لتحقيق ذلك،  يرتبط بالاستثمار، فالفاعل في المجال حين يستثمر  يقوم بذلك بناء على حسابات المرودية. والإشكال الثاني المطروح هو طبيعة التوزيع الجغرافي والكثافة السكانية حسب المناطق، ولهذا فالفاعل في مجال الاتصالات لوحده، لا يستطيع أن يستثمر في ظل هذه الإشكالات، ولهذا لابد من تعاون من الدولة. قصد توفير التغطية بالشبكة الانترنت. وبالإضافة إلى ذلك، نجد أن بعض المناطق حتى المجال الحضري تعاني من نقص التغطية. لهذا يجب أن نوظف مختلف التقنيات التكنولوجية المتوفرة، سواء عبر الألياف البصرية أو عبر موجات الراديو والأقمار الاصطناعية لتوفير تغطية شاملة للانترنت.

ما مدى جاهزية هواوي لإطلاق الجيل الخامس بالمغرب؟

نحن رواد في تقنية الجيل الخامس، وعلى هذا المستوى ف “هواوي” وقعت أزيد 90 اتفاقية عبر العالم، كما أطلقت الجيل الخامس من الانترنت في مختلف القارات، في آسيا في افريقيا في اوروبا وفي امريكا اللاتيينة، فضلا على أنها أدخلت تقنيات الجيل الخامس في قطاعات مثل قطاع الفلاحة قصد استغلال أمثل للموارد وترشيدها.

هل هناك تفاوض مع الحكومة المغربية في هذا الاتجاه؟

كما قلت سابقا، هواوي رائدة في هذا المجال، وتبقى رهن إشارة السلطات الحكومية، وقتما قررت اعتماد هذه التقنية فهي جاهزة، تبقى بعض التغييرات  التي ستحدث على مستوى الترددات، والتي لابد منها في حال قررت السلطات الحكومية والفاعلين اعتماد هذه التقنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *