العمق TV، مجتمع، من الذاكرة

من الذاكرة.. معنينو يروي “صدفة” ظهوره الأول في التلفزة واحتفال والدته بالتمر والزغاريد (فيديو)

بين رغبة والده الراحل بأن يصير محاميا لدعم المظلومين، وأمنية والدته بأن يمتهن الطب على اعتبار أن الصحة عماد الحياة السعيدة للناس، اختارته مهنة الصحافة.

الإعلامي محمد معنينو الصديق، دخل ميدان الصحافة في بداية الستينيات، لم يكن حينها عمره يتجاوز 21 ربيعا، أصدر جريدة المعركة من قبل، لذلك تم رفض طلبه إلى حين وصوله لسن 21.

أرادت الصدفة أن يدخل إلى التلفزيون، كانوا حينها يحتاجون إلى مترجم من اللغة الفرنسية إلى العربية، وبالرغم من اشتغاله في التعليم كمعيد، ومن أجل تحسين مدخله الشهري، اختار الاشتغال بالتلفزة ليلا كمترجم، بالإضافة إلى مزاولته للأنشطة الموازية، في الجمعيات والكشفية، كأي شاب من شباب الستينات.

 

شاءت الصدف يوما، أن يذهب للتلفزة من أجل ترجمة بعض الوثائق، حيث كان المغاربة يحتفلون بأحد الأعياد الدينية، تأخرت مقدمة الأخبار عن الحضور للعمل، فطلب منه مدير التلفزة تقديم الأخبار لاستدراك هذا الخطأ لا سيما، وأن الملك الحسن الثاني، سيباشر بعد وقت وجيز صلاة العيد.. من هناك كانت بداية شاب طموح في المجال الإعلامي.

يقول معنينو في حواره لـ”العمق”: “دخلت الصحافة بالصدفة.. في أول مرة مررت بالتلفزة تفاجأت والدتي بظهوري في التلفزة، فاعتبرت وكأنني حققت معجزة، وحين عدت للبيت، استقبلتني بالحليب والتمر والزغاريد”.

زار الإعلامي معنينو أكثر من ستين دولة بحكم عمله، وهناك من الدول التي لا يعرف منها سوى المطار والفندق، عايش كثيرا منَ الأحداث، لِيحمل معه ذكريات عقود من العمل الإعلاميِ، دونها في كتبٍ قيِّمة صارتْ بمثابة وثائق لكل باحث في تاريخِ المغربِ.

في هذه الجزء الثاني من برنامج “من الذاكرة”، سيتحدث “الصديق معنينو” الذي يعتبر ذاكرة وطنية، عن أحداث وكواليس مهمة في تاريخِ المغرب، بِرؤية عميقة، تتجاوز السرد إلى قراءة الخلفيات المسكوت عنها.

أصدر عدة كتب قيمة من بينها سلسلة “أيامِ زمان” وهي مذكرات في ستة أجزاء، تضمنت وقائعَ وأحداث أربعين عام من حياته المهنية، كان شاهدا على مختلف فصولها، كما صدر له أخيرا كتاب قيِم حول “سلا في القرنِ السابعِ عشر: جمهورية القراصنةِ”، حاول من خلاله نفض الغبار عن النادر من الأخبار، في تاريخ المغرب، والانتقال من الأسطورة، والخرافة إلى المقترب المعتمد على الحجج والوثائق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *