مجتمع

عمره أكثر من 120 سنة.. سوق الزرابي بمراكش يصارع الموت ويحن إلى تاريخه المجيد (فيديو)

نائب أمين تجار سوق الزرابي بمراكش

“البايع يربح والشاري يربح ولي صلى على النبي يربح، من شرا حاجة يشريها بالضامن ومن عطى حاجة يعطيها بالضامن”، عبارة معمرة في أقدم سوق للزاربي التقليدية بالمغربية، كان يفتح “الدلال” عملية بيع وشراء السلع التي يحملها أصحابها من كل ربوع المغرب إلى مراكش، وأصبحت تواجه اليوم خطر الانقراض بفعل تغير البنية الاقتصادية للمدينة الحمراء وآثار جائحة “كورونا”.

مولاي الحبيب الدفالي الإدريسي الذي يعد واحدا من أقدم تجار السوق، ويشغل مهمة نائب أمين التجار، بدت واضحة عليه الحسرة والأسف وهو يحكي لجريدة “العمق” عن تاريخ السوق وواقعه الحالي، وكذا تأثير جائحة “كورونا” على التجار والمهنيين والحرفيين.

يلخص الدفالي الإدريسي الواقع المرير بقوله “كورونا أثرت على كل شيء، وأغلبية أهل السوق من الصنايعية، وهذا سوق مركزي يتعدى عمره 120 سنة وهو عالمي”، وتابع “في السوق 50 حانوتا في كل حانوت 3 أشخاص، هذا سوق الزرابي فقط، ما فيه لا تأمين ولا تغطية صحية، فقط الناس تأتي بمنتوجاتها لبيعها وربح بعض المال”.

ووفق ما أفاده الدفالي الإدريسي فكان السوق المركزي للزرابي والملابس الصوفية يتوفر على محتسب وأمين، ويشتغل فيه الدلالة والتجار، ويعم فيه نظام خاص يسهر على منع كل أشكال الخروقات في السلع وعمليات البيع والشراء، متحسرا “كلشي اليوم تشتت ما بقى منو والو… كل شيء قضى ومضى”.

وأوضح أن المحتسب كان يهتم بمراقبة جودة السلع ويحسم إلى جانب أمين التجار قضايا الخلاف حول البضائع المعروضة، في حين كان الدلال يهتم بتنظيم عملية البيع والمزايدة بين التجار على السلع الوافدة إلى السوق، ويوثق ضمانات حامل السلع على أنها تخصه وغير مسروقة، ويحفظ التجار من عمليات النصب.

وتابع، كان أصحاب السلع يأتون ببضائعهم إلى السوق ويسلمونها إلى الدلال، فيفتتح عملية البيع بقوله “البايع يربح والشاري يربح ولي صلى على النبي يربح، من شرا حاجة يشريها بالضامن ومن عطى حاجة يعطيها بالضامن”، فيشرع في عرض الزربية أو البضاعة على التجار واحدا وحدا ويأخذ مقترحاتهم في الثمن إلى أن ينتهي فيخبر صاحب البضائع بأعلى سعر قدر به ثمن البضاعة، ثم يسأله إن لم يكن من تجار السوق “هل لديك ضامن؟”، فإن كان له ضامن من أهل السوق أو من المشهود لهم بموثوقيتهم تمت علمية البيع، وإن لم يكن يتم إخبار التاجر صاحب السعر الأعلى بعدم وجود الضامن، إن شاء اشترى وإن لم يشأ أعرض، يقول المتحدث.

أما فيما يخص الأزمة التي يعانيها السوق وإعراض الزبناء المغاربة عليه، فقد أوضح الدفالي الإدريسي أن الأزمة بدأت بمنع وصول السيارات والعربات ذات المحرك إلى ساحة جامع الفنا، مما جعل السوق المتواجد داخل فضاءات الرحبة القديمة بعيدا عن بائعي السلع عن الزبناء، وهو ما تسبب في خلق سوق عشوائية في مراكن السيارات وساهم في القضاء على مهنة الدلالة وبروز حالة من التسيب في بيع الزرابي التقليدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *