ملف

“مملكة التناقضات”: كم نسبة المغاربة الذين يسافرون نحو الخارج؟ (ح 80)

تنشر جريدة “العمق”، على حلقات، ترجمة حصرية لكتاب “مملكة التناقضات .. المغرب في مئة سؤال”* الذي قام بتأليفه المؤرخ الفرنسي الشهير بيير فيرمورين.

ويتكون الكتاب من مقدمة، بالإضافة إلى ثمانية أقسام؛ الأول تحت عنوان: “التاريخ .. مملكة ذات شرعية” ويشمل 14 فصلا، والثاني تحت عنوان: “الجغرافيا .. صلة الوصل بين فضائين كبيرين” ويشمل 8 فصول.

أما القسم الثالث فهو تحت عنوان: “المجتمع .. رصيد من التراكمات”، ويشمل 15 فصلا، في حين تمت عنونة القسم الرابع بـ “الديانة .. قوة إسلامية واعية بدورها”، ويشمل 10 فصول، أما القسم الخامس فقد جاء تحت عنوان: “السياسة .. تحت قيادة أمير المؤمنين”، ويشمل 15 فصلا.

القسم السادس، والمكون من 12 فصلا فقد جاء تحت عنوان: “الاقتصاد .. من الحمار إلى القطار فائق السرعة”، في حين اهتم القسم السابع المكون من 12 فصلا أيضا بالثقافة، بينما تم تخصيص القسم الثامن والأخير لمسألة العلاقة الدولية للمغرب، حيث “كل شيء من أجل الصحراء”.

وتكمن أهمية الكتابة في أنه يقدم نظرة حول المغرب بعيون مؤرخ فرنسي، حاول قدر الإمكان، أن يكون محايدا في قراءته لتاريخ المغرب، كما أن الكتاب سيكون وثيقة مهمة للباحثين المغاربة وغيرهم من أجل معرفة الشيء الكثير عن المغرب، الذي قال المؤلف إنه “مملكة التناقضات”.

الحلقة 80: كم نسبة المغاربة الذين يسافرون نحو الخارج؟

في عام 2015، أحصى المهنيون في مجال السياحة في المغرب 3.75 مليون رحلة سياحية قام بها مغاربة باستثناء مغاربة المهجر الذين يعاملون كالسياح الأجانب، وتسجل سلطات الشرطة كل مغادرة للتراب الوطني لأن كل سفر يمر بالطائرة أو الباخرة.

في الواقع، الحدود الجزائرية مغلقة، ولا أحد يذهب في عطلة إلى موريتانيا. والبوابات البرية الوحيدة المفتوحة هي سبتة ومليلية والمغاربة الذين يعيشون بالقرب من هاتين المدينتين لديهم تصريح قنصلي ولكن التأشيرة ضرورية للمرور إلى إسبانيا القارية.

ويسافر نحو 10% من المغاربة في إطار الجولات الدائرة التجارية أو إلى الخارج، ومنهم من يسافر عدة مرات في السنة. وهذا لا يشمل إلا الطبقات الميسورة أو بعض أفراد الطبقة المتوسطة العليا في بلد لا تذهب فيه الغالبية العظمى من السكان في عطلة بسبب قلة الإمكانيات.

وبالنسبة لحوالي مليوني زيارة إلى الخارج، بلغ الإنفاق 1.9 مليار يورو في عام 2018 وفقاً لـمكتب صرف العملات الأجنبية ( 1.8% من الناتج الداخلي الخام الرسمي للمملكة). وقد ارتفعت هذه الميزانية بنسبة 8.8٪ بين عامي 2017 و 2018، مما يشهد على ارتفاع مستوى المعيشة لهذه الفئة من السكان. وفقا لمنظمي الرحلات السياحية المغاربة، يبلغ متوسط إنفاق الفرد لكل جولة حوالي 500 يورو، ولكن الأقلية تنفق أكثر بلا حدود.
لا تشمل هذه الأرقام 31,000 مغربي الذين حجوا إلى مكة المكرمة في عام 2016، وفقا للنسبة التي حددتها المملكة العربية السعودية للمغرب، وأكثر من نصف السياح المغاربة (54%)، أو مليوني شخص، يسافرون داخل المغرب. وكما هو الحال مع الجولات نحو الخارج، تتبنى هذه الفئة من المسافرين عادات السياح الغربيين، لأن لها مخيالا نمطيا.

تفضل العائلات الشقق والنوادي وفنادق الترفيه والأحواض المائية وهي أحدث منتجات صناعة السياحة بينما الأزواج يفضلون الفنادق الفاخرة على شاطئ البحر. إن الواجهات المطلة على البحر الأبيض المتوسط (السعيدية والمضيق وكابو نيغرو) وأكادير (ومؤخراً مدينة الداخلة في الصحراء) هي الوجهات التي تستوعب غالبية هؤلاء السياح بما فيهم الألمان أو الروس في المغرب أو تونس.

في الخارج، تم بيع 1.9 مليون جولة في عام 2015. فالمغاربة يفضلون الآن السفر المنظم والوجهة الأولى هي تركيا: فقد أصبحت المركز السياحي الرئيسي في الشرق الأوسط، وخاصة أن الوصول إليها ممكن بدون تأشيرة والرقم هو375,000 مسافر مغربي في عام 2015-

ومع ذلك، فإن بلدان البحر الأبيض المتوسط في أوروبا هي إلى حد بعيد الوجهة الأولى للمغاربة لأنها على مقربة من المغرب، وتصلها رحلات جوية منتظمة أو منخفضة التكلفة، ولذلك فإنها تجذب 830،000 مسافر،منهم 300،000 إلى إسبانيا (هناك عدد المغاربة الأثرياء يملكون منزلًا ثانيًا على ساحل كوستا ديل سول)، و190،000 إلى فرنسا (مما يسمح باللقاء بأفراد العائلة)،ونفس الرقم بالنسبة إلى إيطاليا ثم 150،000 إلى البرتغال، التي أصبحت وجهة محبوبة منذ الأزمة.

أما الوجهات الأخرى فهي أقل استقطابا، باستثناء تايلاند (5% من الجولات أو 190 ألف، غالباً من الأطر الشباب)، والإمارات العربية المتحدة، حيث تستقطب دبي وترفها العربي المعولم 112 ألف مغربي. وأخيراً، يذهب عدد مماثل من السياح المغاربة في رحلات بحرية، في البحر الأبيض المتوسط أو في آسيا. في جميع أنحاء العالم، تمثل المنتجعات أقل من 3٪: أمريكا والعالم العربي وجزء من أوروبا وآسيا. من بين 56 دولة لا تطلب من المغاربة تأشيرات دخول، لبنان أو الأردن يستقطبان بعض المغاربة ويعتبر المغاربة أن العالم العربي أو غبار المدن والأطلال القديمة لا تستحق الزيارة كثيراً، كما يفعل بعض نظرائهم الأوروبيين.

ترجمة: العمق المغربي

يتبع …

تنويه: ما يرد في هذه السلسلة هو وجهة نظر الكاتب وليس تعبيرا عن رأي جريدة “العمق المغربي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *