تدوينة رحلة: فلنزرها لنداوي بعض آثار الجوائح

الأجمل في هذه الصورة ليس شعري المصفوف على نسق آخر صرخات موضات الكوافورات،

الأجمل في هذه الصورة ليست رشاقتي اللي فرحانة بيها ولابسة xS،

الأجمل في هذه الصورة ليس تلك الأشعة التي تضيء الروح وذرات رمال الصحراء،

الأجمل في هذه الصورة ليست نيران لكوشة (اينّور) ورائحة خبزه الممزوجة برائحة التراب،

الأجمل في هذه الصورة ليست حركتي البهلوانية لتوگيد العافية بجريد النخل،

الأجمل في هذه الصورة هو: هي

تلك السيدة التي تتقاسم معي بطيبة كيفية صنع خبزها، خبزها باش كتعيش وكتعيّش ولادها.

الأجمل هو صمودها، هي، ومقاومتها، هي، ليس لحرارة الفرن وحريق الخبز الساخن ليديها، وليس حتى لقساوة الصحراء وحرها، فهي بنت الصحراء وسعيدة باستقرارها في موطنها وموطن أجدادها، ولكن مقاومتها وصمودها أمام قساوة واقع الحياة والفقر، فقر ازدادت حدته بعد أن تعطل أبناؤها وزوجها عن العمل، عمل مصدره السياحة، عمل غيبه كوڤيد كما غيّب الفرحة على قلوب العاملين في هذا القطاع…

هذه المنطقة لم تعد زراعة واحاتها كافية لسد رمق سكانها بكرامة، وثمورها إن لم تباع فسكرها لن يكفي لتحلية عيش كريم لأبنائها. وحتى الماء قل ولم يعد يكفي لإرواء عطشهم وعطش جمالهم واثقال نخيلهم بمختلف الثمر وأشهاه بسبب جشع فلاحي البطيخ الذي انضاف لمرض البيوض الذي لم يجدوا له دواءا بعد…

الواحات السبع للإقليم هي من أروع ما يضفي جمالا على بلادنا. تتميز بغنى موسيقي وثقافي وعرقي وطائفي وديني وجيولوجي كبير جدا، لكن وللأسف هذا الجمال والغنى لا يسعد أهلها إلا بما شاركته مع الغير، مع السياح، فتعالوا لمشاركتهم هذا الجمال ولنغتني جميعا، فأرواحنا قد أفقرها الكوفيد وأمراض الزمن الراهن.

فلنزر هذه السيدة وأخريات، لنتعلم منهن الصمود والصبر والأنفة ولنتشبع من غنى تراث وطننا متضامنين.

#زاگورة

#تامگروت

حينما تزورها، تتأكد أن نعمان لا ينطق عن الهوى.