خارج الحدود

منفذ هجوم ملهى اسطنبول: جئت من إيران

نشرت صحيفة “حرييت” التركية تقريرا؛ تناول الاعترافات الأولوية التي أدلى بها، عبد القادر ماشاريبوف، منفذ هجوم الملهى الليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة الميلادية، والذي أسفر عن مقتل 39 شخصا.

وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته “عربي21″، إن منفذ الهجوم اعترف بأنه تلقى تدريبات عسكرية في مخيمات القاعدة في أفغانستان، قبل أن ينضم لتنظيم الدولة.

وفي مطلع سنة 2016، وبعد فترة من مشاركته في الحرب السورية، تلقى ماشاريبوف تعليمات بالتوجه إلى تركيا، وبناء على ذلك دخل الأراضي التركية عبر إيران.

وذكرت الصحيفة أن ماشاريبوف قد تلقى أمرا للقيام بعملية في تركيا ليلة رأس السنة. وامتثالا للأوامر، توجه ماشاريبوف إلى ميدان تقسيم في اسطنبول لمعاينة المكان. وفي أعقاب ذلك، تم الاتفاق على تنفيذ الهجوم في ميدان تقسيم، إلا أنّ الإجراءات الأمنية المكثفة في المنطقة حالت دون ذلك، مما استدعى تواصل منفذ الهجوم مع مسؤوليه في تنظيم الدولة في سوريا لإعلامهم بالوضع، فطلبوا منه تحديد هدف جديد.

ونقلت الصحيفة اعترافات ماشاريبوف، الذي أورد تفاصيل العملية في تلك الليلة، حيث انطلق في رحلة لاستكشاف موقع مناسب لتنفيذ عمليته. وأفاد أنه استقل سيارة أجرة وتوجه إلى طريق الساحل. وفي الأثناء، لفت انتباهه أنّ الإجراءات الأمنية في محيط ملهى “رينا” الليلي عادية ويُمكن تجاوزها، فأرسل على الفور هذه المعلومات للمسؤولين في الرقة، الذين وافقوا على تنفيذ الهجوم هناك.

وحسب اعترافات ماشاريبوف، تمت الموافقة على تنفيذ الهجوم في الملهى الليلي في تمام الساعة العاشرة مساء، وإثر ذلك، توجه إلى بيته في منطقة “زيتين بورنو”، وأخذ سلاحه وعددا من القنابل، واستقل سيارة أجرة وتوجه إلى ملهى “رينا”، ونفذ الهجوم.

ونقلت الصحيفة جملة من المعلومات عن مصادر أمنية في جهاز الشرطة، حيث بيّنت أن منفذ الهجوم قدم إلى اسطنبول من قونية بتاريخ 16 دجنبر، ومكث في بداية الأمر في أحد البيوت التابعة لتنظيم الدولة بمنطقة “باشاك شهير”. وقبل يومين من تنفيذ الهجوم، قدم منفذ العملية إلى منطقة “زيتين بورنو”.

وخلال الهجوم، انفجرت إحدى قنابل “فلاش بانغ” في يده، وأصيب بجروح بليغة، وهو ما سهّل عملية فراره مع المصابين الذين تدافعوا هربا من الملهى.

وأضافت المصادر الأمنية أنه في أعقاب ذلك، استقل منفذ الهجوم سيارة أجرة، ونزل في منطقة “كوروتشمة”، وركب سيارة أجرة أخرى، ليصل إلى “زيتين بورنو”، ودفع لسيارة الأجرة بعد استلافه المبلغ من مطعم يديره أشخاص من الأويغور.

ونوهت المصادر الأمنية إلى أن ماشاريبوف مكث تلك الليلة في “زيتين بورنو”، لكنه في الصباح الباكر غادر إلى “باشاك شهير”، ومن هناك قاده شخصان، أحدهما عراقي، إلى منزل في منطقة “اسان يورت”، حيث توارى عن الأنظار إلى أن اعتقلته الشرطة التركية هناك يوم الاثنين.

وأوضحت الصحيفة أنّ الشرطة التركية ضيّقت الخناق على منفذ الهجوم، من خلال تحريات واسعة بمساعدة جهاز الاستخبارات، وتوصلت الجهات الأمنية إلى معلومات حول الشقة التي كان يقيم بها في المجمع السكاني في منطقة “اسان يورت”. وإثر ذلك، قامت الشرطة بمراقبة المكان على مدار ثلاثة أيام كاملة، حيث تمت متابعة ارتباطاته، ومراقبة الداخلين والخارجين. وفي اليوم الرابع، اقتحمت قوة من مكافحة الإرهاب المنزل، وكانت الجملة الأولى التي قالها منفذ الهجوم: “لا تقتلوني”.

وبيّنت الصحيفة أن الشرطة التركية عثرت على أطباق بيض عديدة فارغة داخل المنزل، وفواكه، وشوكلاتة، وعسل، وغير ذلك من الأطعمة. وحسب فاتورة الشراء، فإنّ هذه المواد جميعها تم شراؤها قبل شهر. علاوة على ذلك، عثرت الشرطة التركية على مواد تجميل خاصة بالنساء الثلاث اللواتي تواجدن في الشقة لحظة اعتقال المنفذ.

عربي 21