سياسة

حرب خفية بين قيادات البوليساريو حول من سيقود الجبهة بعد رحيل غالي

تعيش جبهة البوليساريو، منذ الإعلان عن تدهور الحالة الصحية لزعيمها إبراهيم غالي ونقله إلى إسبانيا للعلاج، حرب داخلية خفية بين قياداتها، حول من سيعوض غالي في قيادة الجبهة الانفصالية.

وأشار منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، نقلا عن مصدر خاص من المقربين من قيادات الجبهة، إلى استفحال الصراع بين صقور الجبهة تحسبا لرحيل مرتقب لابراهيم غالي، خاصة بعد تواجده المفاجئ في اسبانيا للتداوي من مرضه العضال.

وأضاف المنتدى المعروف اختصارا بـ”فورستاني”، أن “هذه الحرب الخفية التي لا هوادة فيها ولا تراعي أخلاقيات ولا جانب إنساني، ولا يهمها تجاوب “الرئيس” من عدمه مع بروتوكول العلاج، فكل ما يهمها هو الحضور وقت تقاسم كعكعة إن توفي غالي”.

وبحسب المصدر ذاته، فقد “بدت ملامح هذه الحرب الخفية تظهر بعد تعدد الخرجات المتكررة والغير المببرة لوجوه كثيرة، منها خرجات البشير الكديديب، وممثلي الجبهة بأوروبا واسبانيا والأمم المتحدة، وزير الداخلية، وتسارع أزلام بعض القيادات في الخروج لتلميع صورة قيادات على حساب آخرين”.

ولعل المتابع للشأن الصحراوي، يضيف منتدى “فورستاين”، “بدأ يتفطن لهذه الأمور، ففي ‘السلك الدبلوماسي” لاحظ الجميع خرجات ممثل الجبهة في اوروبا، ابي بشرايا البشير، والذي لم يفوت أي مناسبة من اجل الظهور في ثوب المتحكم في خارجية البوليساريو”.

وأضاف أنه “في المقابل لوحظ غياب أو تغييب محمد ولد السالك، عن الساحة السياسية، ومن جهة أخرى، فإن سيدي عمار، ممثل الجبهة في الأمم المتحدة، يغرد خارج السرب، بإخراجه لبيانات خارج السياق، يخاطب من خلالها بشكل فردي الصحراويين، كمحاولة منه لتقمص دور المدافع عنهم أمام المنتظم الدولي، همه الوحيد والأخير، هو كسب دعم في الحصول على منصب، أمام أي تعديل مرتقب في الجبهة”.

وبخصوص ما يسمى بـ”وزير داخلية البوليساريو”، مصطفى سيد البشير، فقد دشن خرجات متوالية، للتخفيف تارة من تداعيات غياب غالي، وتارة من أجل الدفاع عن “انجازاته” وتبرير إخفاقه في الحد من مظاهر الجريمة بالمخيمات، والدفاع عن قراراته الكارثية.

واعتبر المنتدى أن الغاية من كثرة خرجات البشير هو أن يصبح وجها مألوفا لدى الصحراويين طمعا في كسب قاعدة شعبية تؤهله للدفاع عن حظه في أفق تعديل مرتقب في صفوف القيادة.

أما البشير مصطفى السيد، الذي حاول تفنيد تواجد غالي بإسبانيا، مع تأكيد تواجده بالجزائر، غير أن قيادات أخرى تعمدت تكذيب روايته بأساليب غير مباشرة، والهدف من التكذيب هو توريطه أكثر، وقد تورط فعلا أمام الأتباع، يضيف “فورستاين”.

ومن جهة أخرى، لا يفوت ولد البوهالي فرصة من أجل الظهور بثوب العسكري المحنك المدافع عن الكفاح المسلح، حيث اكتفى بالاستيلاء على منطقة اشركان القريبة من بئر مغرين، والمعروفة بالذهب وبأنشطة التهريب.

وبحسب منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، فإن هذه القيادات تسعى إلى خلق تكتلات قبلية وتحالفات تراعي المصلحة الشخصية أولا، وبقاء المجموعة في السلطة حسب قوة كل طرف.

ومن الناحية العسكرية، قال “فورستاين”، إنه لم يعد أحد مهتما بالبلاغات العسكرية، مضيفا نقلا عن مقاتلين بالنواحي العسكرية، أن القيادات الميدانية أصبحت مقتنعة بالفخ الذي نصب لهم من طرف إبراهيم غالي وبعض القيادات العسكرية، وأدى لتوريطهم في حرب غير متكافئة، وتعريضهم للخطر، وانتظار الموت في سبيل إرضاء متطلبات القيادات المدنية، بل إن المقاتلين أصبحوا على قناعة تامة بأن الحرب ما كانت الا تقديمهم كقرابين لجلوس الجبهة على طاولة المفاوضات، والعسكر يؤدي فاتورتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • عبدو
    منذ 3 سنوات

    مجرد كلاب متوحشة غررت بالصحراويين المغاربة وخاصة الاطفال والنسوة