منتدى العمق

آسفي، المدينة الأسطورة ذكرى إنطلاق رحلة “راع 2 “

منذ آلاف السنين سجل التاريخ فعل الإنسان في هذه البقعة الشامخة التي شهد بسموها محيط كبير سمته الحضارات بالأطلسي . أطلت عل على بحرها بجمال و شموخ و أرخت بظلالها على هضاب و سهول و أهدت نورها لكل الفصول. أحب ربيعها زرقة السماء، و أنساق خريفها خلف الوان الخريف و استظل اثيرها بسلطان صيف شريف و أغدق شتاؤها كرما لضيف. على ألافاق بدت أمريكا وا نطلقت أحلام رحلة من الضفاف إلى الضفاف.

و لأن ذكرى إنطلاق رحلة راع جزء من ذاكرة جمعية و من تاريخ كتب بالإرادة و الإيمان بالقدرة على تجاوز الذات ،فإن فعاليات من المجتمع المدني ممثلة في جمعية ذاكرة اسفى عملت على فتح ملف هذه الرحلة من جديد للأجيال الجديدة. و قد لاقت هذه المبادرة صدى دبلوماسيا حيث ستحضر سفيرة النرويج الحفل الذي سينظم بهذه المناسبة.

سألت العارفين عن حلمهم فقالوا أن الكلام عن الحب كبير و أن الرحلة من إفريقيا إلى أمريكا مجرد تجسيد لارادة الاستطلاع و عزم على تجريب لما قام به الأجداد خلال أزمنة غابرة. قبل ما يزبد عن خمسين عاما هاجت مشاعر حب الآفاق و قررت القلوب سفرا و تجسدت إرادة وانطلق حلم و هاجت الأنفاس. بين عطاء الطبيعة وغضبها لعبت الأقدار، هاجت الأمواج و ضاقت الآفاق و عم الصمت و سكنت الآهات و بقي الإنتظار سيدا في غياب النور. و هي إلا سويعات طويلة حتي انجلى الغمام و بدت في الظلام أنوار يابسة أمريكية أعلنت نهاية معاناة المغامرة كادت أن تأتي على الصبر عن استنفاذ الماء و الطعام .

وفي البدء كانت الإرادة لتنطلق رحلة راع الثانية يوم 17 ماي 1970 من ميناء آسفي.

وخاطب الملك الهمام الحسن الثاني رحمه الله رئيس الرحلة السيد هيديردال بقوله أن هذه الرحلة ستشكل علاقة إضافية بين القارتين الإفريقية و الأمريكية و التي سبقتها رحلات أخرى قام بها أبطال آخرون. و هو ما يعد مبعث فخر و اعتزاز. و اعتبر الملك الراحل أن هذه الرحلة التي تابع مراحل إعدادها تعتبر استمرارا لرحلات سبقتها قبل آلاف السنين من طرف سكان هذه المناطق في إطار علاقات إنسانية ضاربة بجذورها في القدم. و لازالت كلمات قائد الرحلة التي وجهها إلى المرحوم الحسن الثاني راسخة في الأذهان حيث أكد على أهمية التقارب الثقافي و التفاهم بين الشعوب.

ووجه قائد هذه الرحلة رسالة إلى سكان مدينة آسفي عبر فيها عن شكره للدعم الذي لاقاه من طرفهم و على رأسهم رفيقه المغربي في الرحلة و إلى باشا المدينة و سفراء الولايات المتحدة و مصر و الإتحاد السوفياتي السابق و اليابان و المكسيك وسكان آسفي . وسيتم الإحتفال بهذه الذكرى يوم الجمعة المقبل بمدينة آسفي بدعم و تحضير من جمعية ذاكرة هذه المدينة التي تعمل على إعادة الحياة لمدينة كانت في يوم من الأيام ميناء الدولة المغربية و التي تحتاج إلى كثير من الإهتمام لاسترجاع هيبتها و دورها التاريخي و الحضاري و الثقافي. و سوف يعلن خلال هذا الحفل عن الطابع البريدي الذي سيصدره بريد المغرب بالمناسبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *