منوعات

“صرار الليل” موضة الطعام المقبلة

يعمل مزارعون في الولايات المتحدة على تربية صُرار الليل أو “الجداجد” في مسعى لاحتلالها مرتبة متقدمة في أبرز الأطباق الحديثة.

وفي إحدى العمليات المتزايدة المخصصة لتربية الجداجد من أجل الاستهلاك البشري التي يقول عنها مزارعو ولاية فيرمونت الأمريكية إنها سليمة بيئيًا أكثر من اللحوم، إلا أنهم يقرّون أن الفكرة “ستزعج بعض الأشخاص”.

ويشير المزارعون إلى أنه عند التخلص من عامل الشعور بالاشمئزاز سيكون بانتظارهم الكثير من الفوائد الناتجة عن استهلاك الحشرات.

ويقول روبرت ناثان آلين التي، مؤسس ومدير “ليتل هيردز” وهي منظمة غير ربحية تعليمية في أوستن عاصمة الولاية الأمريكية تكساس تشجع على استخدام الحشرات للاستهلاك من قبل الإنسان وعلف للحيوانات: ” نحن لا نرغب بأن يأكل الجميع الحشرات. الفكرة التي نرغب في تسليط الضوء عليها مع التثقيف هي أنه لو أضافت نسبة قليلة من الناس الحشرات لنظامهم الغذائي، سيكون لذلك أثر بيئي هائل”.

ويقول مشجعو تناول الجداجد إنه لو استبدل 1% من سكان الولايات المتحدة 1% فقط من استهلاكهم للحوم بالحشرات عندها سيتم توفير ملايين الجالونات من مياه الشرب والري جنباً إلى آلاف الأطنان من انبعاثات الغازات الدفيئة من الآلات والحيوانات.

وبالرغم من أنه توجد دراسة تشير إلى أن الادعاء بأن صُرار الليل ” الجداجد” مصدر للبروتين يمكن استبدال اللحوم به، إلا أن الأمر المؤكد هو أن تربية وحصاد “الجداجد” تحتاج لمصادر أقل من تربية الماشية.

وعُزّز الاهتمام بـ”النتوموفاغي”، استهلاك الحشرات جزئياً بتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة حول مدى إمكانية تناول الحشرات من أجل المساعدة في الحدّ من الجوع العالمي.

ويشير آلين إلى أنه منذ ذلك الوقت، ارتفع عدد منتجي الطعام الذي يحتوي على الجداجد، من ألواح البروتين إلى رقائق البطاطا، من 0 إلى 20 منتجًا وبلغ عدد مزارع الجداجد للاستهلاك البشري 12 مزرعة في الولايات المتحدة.

ويمكن طحن الحشرات المليئة بالبروتين إلى مسحوق لإضافته على أطعمة أخرى أو أن تؤكل الحشرة كما هي مجففة أو مقلية أو متبَّلة. وتملك الجداجد طعماً يشبه طعم المكسرت أو طعما أشبه بالتراب يتم إخفاؤه بأطعمة أخرى في الألواح البروتينية.

في حين يقول ماثيو مونرو من مدينة بورتلاند في ولاية أوريغون المعتاد على المغامرة في تجربة الأطعمة الغريبة إنه مُولع بالألواح البروتينية على طعم الفانيلا والتوت من شركة إكسو والتي تحتوي على طحين الجداجد وذكر أنه يتعشى عليها عندما “يرغب بتناول ألواح بروتينية”. وهذه الألواح لها طعم أفضل من غيرها بحسب قوله.

إلى ذلك، لا توجد مشكلة في بيع الجداجد طالما يؤكد المنتجون أن الطعام الذي ينتجونه للسوق الأمريكية آمن ويتوافق مع جميع القوانين وأنظمة إدارة الغذاء والدواء بما في ذلك إضافة الملصقات الغذائية المناسبة. بينما لا تتطلب تربية الجداجد مساحات كبيرة لكن هناك تعقيدات لذلك.

ويقول ستيفن سوانسون مالك مزرعة ” توموروز هارفست” إنه يتحقق بشكل مستمر من الظروف البيئية المختلفة كالماء والطعام ودرجة الحرارة وتدفق الهواء والرطوبة في القبو حيث ينمّي قرابة نصف مليون صُرار ليل.

ويأمل سوانسون الذي بدأ حديثاً في بيع مسحوق بروتين الجداجد عبر الإنترنت بأن يتمكن من الانتقال إلى مستودع حيث يمكن أتمتة بعض الأعمال. حيث قال: ” السماء هي الحد. هذا هو العصر الحجري لتربية الحشرات، لذلك لا مجال أمامنا سوى التقدم”.

ووفقاً لآلين يدرك كيفين باشوبر ما قاله سوانسون حيث أنشأ أول مزرعة لتربية صُرار الليل للاستهلاك البشري في الولايات المتحدة في منطقة يونغستاون في ولاية أوهايو. حيث أدار المزرعة إلى أن تسبب وجود الرصاص في إمداداته المائية إلى إغلاقه.

ويشير باشوبر إلى أنه يساعد مزارعي صُرار الليل الجدد على البدء أو المزارع الموجودة التي تربي الجداجد من أجل إطعام الزواحف وكطُعم للأسماك على رفع إنتاجهم إلى معايير الطعام، حيث قال: ” خلال الأعوام القليلة الأولى كما تعلم، كنا نعاني من أجل توفير ما يكفي من الإمدادات. وبما أننا بدأنا نضيف بعض المزارعين القدامى إلى سلسلة التزويد الخاصة بنا.. لم نعد نعاني كثيراً من الضغوط”.

وعُقد أول مؤتمر أكاديمي في الولايات المتحدة مكرّس للحشرات في الطعام في مدينة ديترويت في أيار/ مايو الماضي. والآن بدأ القطاع في إنشاء مجموعة تجارية مع وضع الأبحاث والتثقيف أولوية لديهم.

وقال سوانسون: ” نصف المعركة إن لم تكن أكثر تتمثل في تثقيف الناس واعطائهم سببا. لا تستطيع مواجهة الناس والقول تناولوا الجداجد، أرجوكم. بل يجب عليكم أن تخبروهم لماذا”.