سياسة

بركة يهاجم حكومة العثماني: خيبت آمال المغاربة وأهدرت كل فرص الإصلاح

هاجم الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، حكومة سعد الدين العثماني، مؤكدا أنه يحُزُّ في النفس، أن ينقضي عمرها وهي منشغلة عن المغاربة بالخصومات والملاسنات والمناكفات بين مكوناتها، مما أفقدها القدرة على المبادرة والانسجام والنجاعة.

وأضاف بركة، في العرض السياسي الذي قدمه أمس في افتتاح أشغال الجلسة الأولى من الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب المنعقدة عبر تقنية التناظر عن بعد، “كم يَحُزّ في النفس، أن هذه الحكومة استنفذت ولايتها في خضم التوترات، وافتعال الأزمات وتقاذف المسؤوليات”.

واعتبر أن الآمال العريضة التي كانت معقودة عليها لإجراء الإصلاحات الضرورية وإحداث القطائع المنشودة والانتقالات اللازمة، وتحسين ظروف عيش المغاربة، قد خابت لأن الحكومة أخلفت الموعد وأهدرت كل الفرص المتاحة للإصلاح، لذلك كان حزبنا الذي اختار الوضوح، محقا في الاصطفاف في المعارضة وسحب الثقة منها منذ أبريل 2018.

وأبرز الأمين العام لحزب الاستقلال، أنه كان حريا بهذه الحكومة التي عرفت ولادة عسيرة في بدايتها أن تتصالح مع المغاربة في نهاية عهدتها وتركز جهودها، ولو على الحد الأدنى من الإصلاح وخدمة المواطنات والمواطنين، لكن مع الأسف، يضيف بركة، فقد نَفِدَزمنها في الإصلاح، ولم تعد مهووسة إلا بالتسابق الانتخابي، وهو ما عطّل كل توجه نحو الإصلاح.

فما كان يَضِيرُهَا، يتساءل بركة، لو تواضعت واستحضرت الصالح العام، وأنصتت وتفاعلت مع ما قدمناه من اقتراحات وحلول وبدائل جادة لخدمة مصالح المواطنات والمواطنين، مضيفا “ما كان يَضِيرُها، لو تفاعلت إيجابا مع مذكرة الحزب حول تنمية المناطق الحدودية”.

وفي هذا الصدد، قال بركة “نبهنا إلى خطورة مظاهر الهشاشة والفقر والتهميش، وتفشي الآفات الاجتماعية وانتشار حالات اليأس والإحباط وتفاقم معدلات البطالة في صفوف الشباب بهذه المناطق الحدودية، ولو استجابت لمطلبنا بضرورة وضع مخطط وطني لتنمية الشريط الحدودي، لَمَا رأينا تلك الصور المؤسفة للحشود الشبابية والنسائية من أبنائنا وبناتنا في هجرة جماعية نحو مدينة سبتة المحتلة برا وبحرا، في نماذج خادشة لسمعة المغرب ومكانته الإقليمية والدولية”.

وشدد على أن حزبه كان يأمل أن تبادر الحكومة إلى إجراء القطائع والانتقالات الضرورية لتحفيز المبادرات وتحرير الطاقات وتثمين الرأسمال البشري واعتماد المنظور الشمولي في تدبير الأزمات والرؤية الاستشرافية المدمجة للنهوض بمواطن الهشاشة والخصاص الاجتماعي والمجالي.

لكنها، بحسب بركة، “تجاهلت كل ما اقترحناه، ليتم تكريس منطق الاستمرارية في نفس السياسات التي أبانت عن محدوديتها وفشلها، وليتم تعميق الفوارق الاجتماعية والمجالية، وليتواصل الإجهاز على القدرة الشرائية للمواطنين”.

وأكد أنه “لو فَعَّلَتْ مقاربة الإشراك وتنازلت عن منطق الأنانية والعناد، وانقادت لمصلحة الوطن، وتجاوبت مع مضامين مذكرة حزبنا بشأن الخروج من الأزمة التي أفرزتها جائحة كورونا، لوفرت لبلادنا فرصا حقيقية للمساهمة في تحقيق الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي واستئناف المسار التنموي، وفق بدائل خلاقة ومسالك جدية للإصلاح، وبناء مغرب ما بعد الجائحة، قويا اقتصاديا ومتماسكا اجتماعيا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *