اقتصاد، مجتمع

“رصاص” الصباغة يهدد صحة المغاربة.. وضعف المراقبة والفراغ القانوني يزيدان من المخاطر

يجري الحديث على الشروع في تشديد المراقبة حول نسب مادة الرصاص في الصباغة، وبالرغم من أنه تم تحديد الكميات القصوى من هذه المادة التي يجب أن تكون في الصباغة، إلا أن معايير المراقبة تبقى أمرا  لا يخضع لأي ضوابط إلى حدود الآن.

وفي هذا السياق حذر بوعزة الخراطي رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك من خطورة الكميات الكبيرة من مادة الرصاص التي تتوفر عليها الصباغات على صحة المستهلك.  ودعا الخراطي، في تصريح للعمق، إلى إعمال الشفافية في مجال المراقبة وفرض احترام الكميات المسموح بها من الناحية الصحية والقانونية.

وأشار إلى أن الجامعة سبق أن راسلت الوزارات المعنية بهذا القطاع، ومنها وزارة الصناعة والتجارة ووزارة الصحة،  أكثر من ثلاثة مرات غير أن الجامعة لم تتلق أي رد إلى الآن.

وبحسب مصادر متتبعة لهذا القطاع، فإن القوانين الوطنية لم تضبط بعد معايير استعمال الرصاص في الصباغات، بالرغم من أن منظمة الصحة العالمية قد حددت النسبة القصوى للرصاص في الصباغة عند حدود 90 جزء في المليون.  ووفق تقرير لمنظمة الأمم المتحدة صدر سنة 2019 ، فالمغرب لا يتوفر على قانون يضبط كميات ونسب استعمال الرصاص في الصباغات.

وذكر الخراطي، أنه قبل سنوات تم إنجاز دراسة حول نسب الرصاص في الصباغة، قامت بها مؤسسات وطنية بتعاون مع مؤسسات أمريكية، وهي الدراسة التي وقفت عند ارتفاع نسب الرصاص في الصباغة بالمغرب، كما وقفت عند خطورة هذه النسب على صحة المستهلك.

وإذا كانت النسب التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية لا يجب أن تتجاوز 90 جزء في المليون، فإن منتجات كثيرة بالمغرب تتجاوز نسب الرصاص فيها 10 ألاف جزء في المليون.  هذا بالإضافة إلى عبوات الصباغة في الغالب لا تتم الإشارة فيها إلى نسبة الرصاص التي تحتوي عليها.

خطورة الرصاص

تشير البوابة الرسمية لمنظمة الصحة العالمية  إلى أن الرصاص مادة تراكمية سمية تؤثر على العديد من أجهزة الجسم وتلحق الضرر بصغار الأطفال تحديدا، ويتوزع الرصاص في الجسم على الدماغ والكبد والكليتين والعظام ويُخزّن في الأسنان والعظام حيث يتراكم مع مرور الوقت. وتضيف أنه عادة ما يُقيم تعرض الإنسان للرصاص عن طريق قياس مستوى الرصاص في دمه، ولا يوجد مستوى معروف من التعرض للرصاص يعتبر آمنا.

وأوردت منظمة الصحة العالمية، أن الأطفال يتعرضون بوجه خاص لخطر آثار الرصاص السامة ويمكن أن يعانوا من آثار ضارة جسيمة ودائمة تلحق بصحتهم، ولاسيما تلك التي تؤثر على نماء الدماغ والجهاز العصبي. كما يخلّف الرصاص أضراراً طويلة الأجل على البالغين، ومنها زيادة مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي. ويمكن أن يتسبب تعرض الحامل لمستويات عالية من الرصاص في الإجهاض وولادة جنين ميت والولادة المبكرة وانخفاض وزن المولود، والإصابة كذلك بتشوهات طفيفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *