خارج الحدود

الجزائر تعيش أزمة عطش خانقة وأصابع الاتهام توجه إلى “التقشف” و”سوء التدبير”

تعيش مجموعة من الولايات والمدن الجزائرية، بينها العاصمة، على وقع أزمة عطش حادة وانقطاعات متكررة في الماء الصالح للشرب، فيما عزى متتبعون سبب الأزمة إلى “فشل المخططات السابقة نتيجة نهج سياسة التقشف وسوء تدبير الملف”.

ويتم حاليا تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب لساعات محددة خلال أيام دون أخرى، مع انقطاع شامل في الليل بعض ساعات النهار، حسب ما ذكرته مصادر إعلامية جزائرية، فيما يقدر مستوى النقص المسجل بما يزيد 600 ألف متر مكعب يوميا.

وفي الوقت الذي يصب حديث الحكومة وتوجيهاتها على ضرورة حل أزمة الماء في العاصمة، كشف المفتش بوزارة الموارد المائية الجزائرية عبد العزي لرجوم أن أزمة المياه لا تخص ولاية الجزائر العاصمة فقط، بل تمس 9 ولايات أخرى، وأشار إلى الأزمة تشمل ولايات تيبازة وتيزي وزو وبومرداس، والمسيلة والمدية ووهران، وتلمسان ومعسكر وعين الدفلى.

وفي إشارة إلى استمرار الأزمة طيلة فصل الصيف على الأقل، أكد مدير الموارد المائية لولاية الجزائر كمال بوكريشة، أن البرنامج الاستعجالي لتزويد بلديات العاصمة بالمياه لن يتغير ولن تضاف إليه ساعات جديدة وسيستمر إلى غاية عودة تساقط الأمطار، مبرزا أن النقص المسجل يتجاوز 600 ألف متر مكعب يوميا، وطلب من المواطنين تفهم الوضعية.

7 أسباب بينها التقشف وسوء التدبير

وعن أسباب الأزمة التي تعود بالجزائر 20 سنة إلى الوراء، اعتبر الخبير  في مجال الموارد المائية على مستوى المنتدى الاقتصادي الجزائري حسان كريم، وفق جريدة “الشروق” الجزائرية، أن أزمة المياه اليوم في العاصمة متعددة الأبعاد، تقف وراءها 7 أسباب رئيسية، منها سوء التسيير وتوحّل السدود وتضاؤل كميات تساقط الأمطار خلال الفترة الأخيرة، وتبذير الماء، وعدم الشروع رسميا في استغلال المياه الجوفية بالصحراء الجزائرية التي تنام على ثروة 5 آلاف مليار متر مكعب من المياه، وأيضا عدم تجسيد مشاريع جديدة لمحطات تحلية المياه.

وانتقد الخبير المذكور خطاب مسؤولي قطاع الماء بالجزائر الذين يعللون الأزمة بقلة التساقطات، معتبرا أنها “ليست السبب الرئيس لأزمة التوزيع التي تشهدها العاصمة”.

وشدد على أن مياه التساقطات “لا تتم الاستفادات منها بسبب توحل السدود” ونظرا لأن “معظم المياه تصب في البحر، كما أن الفلاحة تستنزف 80 بالمائة من مياه الأمطار، نتيجة التبذير وعدم استغلال أحدث التكنولوجيات في الري”، على حد قوله.

واعتبر كريم أن عدم تشييد السدود في المناطق الرطبة، وإغفال السبل والطرق العلمية والتكنولوجية للحفاظ على الماء وانعدام الصيانة الدورية للسدود، وتجميد مشاريع الموارد المائية منذ 7 سنوات بسبب التقشف، من أبرز أسباب الأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *