منوعات

“الكعب العالي” ألم النساء اللذيذ .. حكاية حذاء انتعله الرجال أولا

إيمان لخزامي

قال “كريستيان ديور” أشهر مصمم أزياء فرنسي في العالم، إن “النساء يرتدين الألم اللذيذ”، واصفا هوسهن بانتعال الكعب العالي حفاظا على مظهر مؤقت بأنه شيء “جذاب يشبع ويؤلم أنوثتهن”.

الكعب العالي معيار الرجولة والنبل

يعود انتعال الكعب العالي إلى القرن التاسع، وكان الفرس هم السباقين له. وحسب الروايات التاريخية القديمة فقد كان خيالة الجيش يرتدونه لتثبيت أقدامهم في سرج الحصان عند ركوبه والثبات أعلاه، كما كان يسهل عملية الرمي بسرعة.

انتشر بعد ذلك ارتداء الكعب العالي بعد زيارة وفد فرنسي للفرس وهناك لاحظوا انتعالهم للكعب العالي. فأخذ النبلاء الفرنسيين أو البورجوازيون الفكرة وعمل عليها خدامهم من مصممين وحرفيين.

وكما هو متعارف عليه فنبلاء فرنسا كانوا معروفين ببذخهم فغيروا فكرة انتعال الكعب وربطوها بالطبقية والمستوى الإجتماعي لكل شخص، فكلما ارتفع طول كعبك كرجل دل ذلك على سموك ورجولتك، وكان الملك “لويس” الرابع عشر أول رجل انتعل حذاءً بطول العشر سنتيمترات. وبحلول القرن الـ17 بدأ الأوروبيون الأرستقراطيون يرتدون الكعب، ثم بدأت نساء الطبقة العليا يرتدين الكعب تشبها بالرجال.

إثارة وقوة شخصية غامضة

ترتدي العديد من النساء الكعب العالي لإبراز أنوثتهن حاليا، وهناك من ترهق نفسها باختيار كعب يؤلم ساقيها لكنها ترتديه غصبا. هو شعور لن يفهمه الرجال .. لكن تفهمه النساء فقط، ففي نشوة انتعاله علو وسمو شخصية غامضة.

تحكي بعض النساء أن الكعب العالي ساعدهن في إعادة الثقة لذواتهن بعد تعرضهن للعديد من الضغوط النفسية، تقول “كريستين” إحدى المتطوعات للقيام بالتجارب النفسية العلمية التي تخص “المظهر”، في لوس أنجلس، “إن الكعب العالي ساعدني في الخروج من حالة اكتئاب عانيت منها بعد انفصالي عن زوجي الذي لم يعد يحب شكلي بعد إنجاب طفلنا “ماثيو” .. لقد حزنت كثيرا لدرجة فكرت في الإنتحار .. رغم بطني المحرج ارتديت فستانا ضيقا وحذاء بكعب رفيع .. وحين رؤية نفسي في المرآة أحسست أن شيء ما لامس قلبي وآثاره”.

وأرجع العلماء ما أحست به “كريستين” ومثيلاتها، إلى نقص وضعف الثقة وتقبل أجسادهن، وفسروا أيضا أن الإحباط الذي تعاني منه المرأة وعدم تصالحها مع جسدها راجع إلى نظرة زوجها بالدرجة الأولى ثم المجتمع.
وهناك بعض الرجال لا يحبون رؤية المرأة بكعبٍ عال، خوفا من أن تبدو صورتهم مشوهة أمام حسناء أكثر طولاً منهم، فيما معظم الرجال ينجذبون نحو الجنس اللطيف المُنتعل كعباً عالياً، فهم يعتبرون أنّ ساقَي المرأة مع الكعب، تبدوان أجمل وأكثر إثارة. ومع ذلك تبلغ نسبة النّساء اللواتي ينتعلن الكعب العالي 21% فقط.

وتعتبر أول حالة نسائية مسجلة لارتداء حذاء بكعب عال في القرن الـ16 لامرأة تدعى “كاثرين دي ميديسي”، والتي أصبحت زوجة الملك الفرنسي “هنري الثاني”، ويقال إنها أرادت أن تبدو أطول في حفل زفافها، إذ كان طولها 150 سنتيمترا.

أضرار “الهيلز” مقابل مساواة الرجل

في القرن الـ 17 قررت النساء ارتداء الكعب العالي للمساواة بينهن وبين الرجل، وبدأت حركة التنوير التي جعلت المرأة في ذلك الحين تقص شعرها وتدخن السجائر وتقوم ببعض النشاطات التي يقوم بها الرجال.
وخلال مطلع القرن الـ 18 بدأ الرجال يتركون فكرة ارتداء الكعب العالي، بسبب انتشاره الكبير بين النساء، وقد بدأوا يتجهون للملابس الأكثر عملية حتى تتناسب مع عملهم اليومي.

وحسب دراسات علمية، فارتداء الكعب العالي يتسبب في توقف الدورة الدموية الطبيعية أثناء المشي، لأنه يضع القدم في وضع مستقيم وذلك يضغط على الركبة أثناء الحركة مما يسبب آلام في عضلات المفاصل وقد يصل الى حدوث التهابات المفاصل الحاد والمزمن عند لبس الكعب العالي بشكل مستمر.

يؤثر “الهيلز” أيضا على غضروف الركبة نتيجة التقسيم غير المتوازن للجسم والوزن الكبير الذي تحمله، وأضافت أبحاث علمية أخرى أنه يؤثر على المرأة الحامل وهو غير صحّي إطلاقا إذا تم إدمان انتعاله باستمرار.

الكعب العالي يؤدي إلي الجنون

أشارت دراسة أجريت سنة 2011 في مجلة “هيوبو ثيسيس” الطبية، أن هناك علاقة بين انتعال الكعب العالي، وارتفاع معدلات الإصابة “بالشيزوفرينيا” أو “الفصام العقلي” (الجنون) بين النساء، حيث تؤدي الإصابة به إلى إتلاف خلايا الدماغ كما تؤثر على الذكاء وسرعة الاستيعاب.

ويقول الباحث “فلينزمارك” معد الدراسة، إن نظريته تفسر سبب ارتفاع معدلات الإصابة بالشيزوفرينيا بين النساء في الدول الغربية التي يكثر فيها ارتداء النساء للكعب العالي، مؤكدا أن الكعب العالي يصيب المرأة بتوتر شديد في قدمها على نحو يجعلها لا تسير بطريقة صحية. وهذا قد يؤدى إلى منع المستقبلات العصبية في عضلات القدم من إطلاق الدوبامين، وهو مركب مهم للغاية لسلامة العقل.

وأضاف أن انتعال الأحذية ذات الكعب العالي “بدأ قبل 1000 عام وأدى إلى ظهور أول حالات الإصابة بالشيزوفرينيا، وأضاف أنه كانت قد بدأت آلية تصنيع هذه الأحذية في ولاية “ماساشوستس” الأمريكية، وانتشرت بعد ذلك في انجلترا وألمانيا ثم باقي بلدان العالم الغربي”.

وأشار “فلينزمارك” أنه أجرى دراسة تتبع لأول مكان في العالم ارتدت فيه المرأة الكعب العالي، وكان فى “ميسوبوتاميا” وهي أرض ما بين النهرين في العراق حاليا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *