مجتمع

خاص .. حينما منعت سلطات الحماية الفرنسية تداول قصائد الرايس الحاج بلعيد (وثيقة حصرية)

حصلت العمق على وثيقة تاريخية خاصة صادرة عن سلطات الحماية الفرنسية سنة 1940، حيث منع بموجبها المقيم العام الفرنسي تداول وتوزيع مقطوعتين موسيقيتين، للرايس الحاج بلعيد، تحملان عنوانين هما “قصيدة سوس” و”قصيدة أيت بعمران” وهما قصيدتان تتغنيان بالمقاومة.

وبحسب الوثيقة ذاتها، فإن قرار المنع حينها الموقع من قبل الجنرال قائد القوات الفرنسية بالمغرب، وممثل المقيم العام الفرنسي بالمغرب، بتاريخ 6 ماي 1940، جاء بعد الأمر الصادر عن المقيم العام الفرنسي بالمغرب بتاريخ 1 شتنبر 1939.

ويقضي هذا الأمر بمنع نشر وإشهار وتوزيع المقطوعتين الموسيقيتين “قصيدة سوس” وقصيدة “أيت باعمران” في المجال الذي يقع تحت الاستعمار الفرنسي بالمملكة الشريفة.

وصدرت المقطوعتان الموسيقيتان للرايس الحاج بلعيد عن دار “بايدافون” تتغنيان بمقاومة المستعمر، وتذكي الحماس في نفوس المقاومين. وهو الأمر الذي دفع سلطات الاستعمار إلى منع تداول ونشر هاتين المقطوعتين.

وتشير بعض المصادر إلى أن قصيدة سوس ركزت على معركة “أيت عبد الله” تحت قيادة المقاوم عبد الله زاكور سنة 1934، وتعتبر هذه الملحمة أخر فصل من المقاومة المغربية للاستعمار الفرنسي.

وعرف الرايس الحاج بلعيد برمزيته في الأغاني والقصائد التي كان يؤديها وخاصة تلك المرتبطة بالمقاومة والتغني بها بالنظر إلى السياق التاريخي والسياسي الذي عرفه المغرب خلال الفترة الاستعمارية، حيث كانت السلطات الاستعمارية تراقب جميع مناحي حياة الناس.

ويعتبر العديد من الباحثين والمهتمين الرايس الحاج بلعيد، بأنه الأب الروحي والمؤسس الأول لفن “تريوسة”، وباني صرح الأغنية الأمازيغية.

ولا تعرف سنة ولادة الحاج بلعيد بالتدقيق، وهو ينحدر من أسرة فقيرة، استقرت في مدشر “آنو ن عدو” بجماعة “ويجان” الواقعة شرقي إقليم “تيزينت”. قضى معظم طفولته راعيا أجيرا، وهناك نمت موهبته إلى أن توفي سنة 1945.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *