سياسة

لكريني: علاقات المغرب والجزائر تمر بمنعطف ولم يعد هناك مبرر لعدم التجاوب مع الدعوة الملكية

اعتبر أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض في مراكش، ورئيس منظمة العمل المغاربي إدريس لكريني أن العلاقات المغربية الجزائرية تمر بمنعطف يقتضي تحلي صانعي القرار في الجزائر بالمسؤولية التاريخية، مشددا على أنه لم يعد يوجد مبرر لعدم تجاوب حكام الجزائر مع الدعوة الملكية لطي صفحة الماضي وتغليب صوت العقل.

وأبرز لكريني في تصريح لجريدة “العمق”، أن عدد كبيرا من المواطنين والنخب الجزائرية يتفقون مع مضامين الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش، وأن المستفيدين من حالة الجمود في العلاقات بين البلدين سيجدون أنفسهم مكشوفين أمام الشعب الجزائري.

وقال لكريني إن “الكرة الآن في مرمى المسؤولين الجزائريين الذين لم يبق لهم مبرر لعدم فتح الحدود، إلا إذا كان هناك بينهم من يستفيد من هذا الوضع”، وتابع “واستمرار الأمور على حالها سيجعل من يقف وراءها مكشوفا أمام الشعب الجزائري”.

وأضاف الخبير في العلاقات الدولية “إذا لم يكن هناك تجاوب فمعناه أن هناك أطرافا داخل السلطة الجزائرية تستفيد من هذا الوضع الجامد والذي يغلب عليه الارتباك والشك وعدم اليقين، وهذه الفئة سيكشفها الشعب الجزائري بكل تأكيد وسيسجل التاريخ أنها لم تتحمل مسؤوليتها التاريخية في هذه المحطة التي تقتضي التعاون واليقظة”.

وأشار لكريني إلى أن الخطاب الملكي كان واضحا في الدعوة إلى التحلي بالحكمة وبعد النظر والانفتاح على المستقبل في سياق التعاطي مع كل الخلافات القائمة، وفتح الحدود كسبيل لتجاوز حالة الترقب وحالة الحذر، والواقع المناقض للمعاهدات الدولية ومعاهدة مراكش المنشئة للاتحاد المغاربي.

وأبرز أن الدعوة الملكية للجزائر ليست جديدة على اعتبار أنها تأتي ضمن مجموعة من الدعوات التي تبرز أن المغرب متمسك بفضاء مغاربي منسجم وجوار مبني على التواصل والتعاون والاحترام المتبادل.

وأضاف “ونتذكر هنا الدعوة الملكية السابقة لإنشاء لجنة مشتركة لتجاوز الخلافات القائمة علاوة على الخطابات الدائمة التي تؤكد على تعزيز الاتحاد المغاربي وتجاوز حالة الهدر القائمة حاليا”.

إلى ذلك، وقف رئيس منظمة العمل المغاربي على أن “تعزيز العلاقات بين المغرب والجزائر أخذت جزءا كبيرا من الخطاب”، وهو ما اعتبره “إبرازا لرغبة المغرب الحقيقية وحسن النية اتجاه الجارة الجزائر”، وهو ما أشار إليه الملك بالتأكيد على حرص المغرب على أمن واستقرار الجزائر وأنه لن يأتيها منه شر.

وأبرز لكريني أن توجيه الملك الكلام مباشرة إلى الرئيس الجزائري للجلوس معا لفتح صفحة جديدة دون شروط مسبقة في سبيل استقرار وأمن وطمأنينة وتقدم البلدين، هو إشارة إلى أن “الأمر برسالة موجهة من أسمى سلطة في البلاد، تحسم مع كل الخطابات التي تبرز هنا أو هناك وتستغلها بعض الأطراف الجزائرية التي تحاول أن تروج المغرب كأنه عدو للجزائر”.

واعتبر أن الدعوة ليس فيها “أي توسل أو  مبنية على مصالح ضيقة بقدر ما يعكس رؤية استراتيجية وبعد النظر الذي يحيل إلى ضرورة التكتل والتعاون لتجاوز المخاطر العابرة للحدود، سواء تعلق الأمر بالهجرة والجماعات المسلحة واختلال ميزان التفاوض بالنسبة للدول المغاربية في مواجهة دول الاتحاد الأوروبي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *