مجتمع

لماذا لم ينجح “القانون المستحيل” في التغلب على الأزمات والكوارث الطبيعية؟

إيمان لخزامي – العمق المغربي

شهد العالم العديد من الحرائق في مختلف البلدان الأوروبية والأفريقية والأمريكية، إضافة إلى فيضانات وعواصف جعلت الهلع يتسلل إلى أنفس من عاشوا هذه الأزمات البيئية.

ولقد اتضح جليا مع مطلع القرن الـ 21 أن النشاط الإنساني يغير البيئة بشكل سلبي، وبشكل لا يماثل ما جرى في العصور الفارطة.

فالجهود الكبيرة والمبالغ فيها لاستغلال الموارد الطبيعية وصرف الطاقة على أنماط غير مقننة وليست ضرورية للحياة والتصنيع والإسهاب في النمو الإقتصادي. كل ذلك مرتبط بدمار البيئة في حدود الدولة وعبر حدود الدول المختلفة.

قانون فيينا

إن تدهور طبقة الأوزون يعد أول مشكلة بيئية عالمية لها أبعاد كونية تتحدى المجتمعات العلمية والديبلوماسية.

ويعتبر الباحثون بأن المفاوضات القائمة إلى حد الآن حول تدهور طبقة الأوزون ناجحة جدا، ليتم تكليل هذا النجاح بمؤتمر المناخ الأخير، الذي دعا إلى زيادة تكثيف الجهود للحفاظ على البيئة المستدامة.

ويرى آخرون أن أغلبية الكوارث البيئية الحالية ناتجة عن تغيرات المناخ والأبحاث التي لم يتم ضبطها بشكل دقيق.

في حين أعلن خبراء البيئة، أن الأبحات المتوفرة لحدود الساعة لم تساعد بعد في تخطي العديد من العقبات التي تشكل عائقا كبيرا أمام استخلاص استنتاجات معمقة حول ما جاء به قانون فيينا الذي يشكل مجموعة قواعد إدارية، ومكون من 21 بندا، كما لا يحتوي على أهداف ثابتة أو إجرائية بل يقتصر على فقط على الإلتزامات العامة التي تبين أهمية البحث العلمي.

القانون المستحيل !

إن هذا القانون يسمى في الأصل بقانون “مونتريال”، وسمي بالمستحيل لأنه لا يملك أية فاعلية لحل مشاكل المناخ. بالإضافة إلى عدم حسمه في الجدل القائم حول المساواة بين الدول النامية والدول المتقدمة.

ويشرح القانون المستحيل ظاهرة البيوت الزجاجية، حيث تقوم الغازات التي توجد في الجو بشكل طبيعي، وهي ثنائي أكسيد الكربون، وغاز المثين، وأكسيد النتروجين وأزون التروبوسفير وبخار الماء ومركبات الـ CFCs التي لا توجد بشكل طبيعي في الجو، بامتصاص الأشعة تحت الحمراء الحرارية.

مما يتسبب في تغير درجة حرارة الأرض، ما ينتج عنه مشكل الإحتباس الحراري الذي أبرز حولة سابقا علماء ألمان متخصصين في المناخ، أن النظر إلى بدائل الطاقة الناتجة عن الوقود الأحفوري وبث أحكام حول مسببات الإحتباس الحراري الرئيسية والتضييق على الدول التي تخلف نفايات صناعية قاتلة لطبقة الغلاف الجوي، سيساعد في كسر ظاهرة البيوت الزجاجية.

إدارة الأزمات البيئية

يقول جاسم الحسين، باحث في علوم البيئة، إن أهمية العلوم والمؤسسات العلمية تسهم بشكل كبير في توجيه الإدارة البيئية. فدور العلماء مهم في حشد الرأي العام العالمي، ولتحريك دور الحكومات في مواجهة المشاكل البيئية، ومن تم إجراء الأبحاث العلمية لمواصلة معرفة الحقيقة والمتغيرات البيئية وإثراء معرفة المشرعين بالحقيقة البيئية التي ينبني عليها التشريع البيئي.

ويضيف أن العلماء والباحثين لا يسلمون من النقد لتغطرسهم، وشعورهم بأنهم هم الذين لهم الحق في توجيه إدارة البيئة.

فمؤخرا، شبت العديد من الحرائق على مستوى العالم، لكن التباين الذي لم يحسم فيه القانون المستحيل مازال قائما، ونرى ذلك من خلال تباين الحصول على معدات إطفاء الحرائق مثلا، وتوفير الموارد البشرية وتأهيليها لذلك، وفك الأزمات البيئية.

فالمغرب مثال حسن في المثابرة على الإستمرارية في مجال التطور وتحسين المهارات وتدارك كل ما مضى وتعويض البنى بما هوا أفضل للوطن والصالح العام فيكل المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *