سياسة

اعميمي: خطاب الملك رسالة للفاعل السياسي للارتقاء بممارساته ورسالة مشفرة للجزائر

اعتبر المحلل السياسي وأستاذ القانون الإداري بكلية الحقوق أكدال بجامعة محمد الخامس بالرباط، رضوان اعميمي، أن خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ثورة الملك والشعب هو رسالة للفاعل السياسي من أجل الارتقاء بممارسته السياسية بما يخدم مصلحة الوطن والمواطنين.

وقال اعميمي، في تصريحات إذاعية، إن الانتخابات المقبلة ستجرى في ظرف دقيق بفعل تأثيرات جائحة كورونا الاقتصادية والاجتماعية، مضيفا أن الملك محمد السادس أكد في خطابه أن الاستحقاقات الانتخابية رهان حقيقي وليست غاية في حد ذاتها، مشيرا إلى أن المغرب يحرص على التنظيم الجيد للانتخابات، والسهر على سلامتها من الناحية القانونية.

وذكّر المتحدث ذاته بالدينامية الكبيرة التي عرفها التحضير لهذه الانتخابات، من خلال إعداد النصوص القانونية الخاصة بهذه الاستحقاقات، مشيرا إلى أن النقاش الذي عرفه إعداد هذه القوانين صبت في عمق الممارسة السياسية، عكس ما عرفته، على حد قوله، السنوات الماضية.

وأشار المتحدث ذاته أن الملك ركز أيضا في خطابه على النموذج التنموي الجديد، معتبرا أن هذا الأخير وضع تشخيصات دقيقة رسم من خلالها خارطة طريق للحكومة المقبلة والفاعل السياسي لإيجاد الحلول، دون نسيان، حسب اعميمي، دور الفاعل السياسي في تنزيل هذا النموذج لأن الرهان الحقيقي، على حد قوله، هو تفعيل مضامينه على أرض الواقع.

وأوضح المحلل السياسي أن الملك انطلق في خطابه من قضية مهمة يمر منها المغرب، مذكرا بأن الملك استهل خطابه بالتأكيد على قوة المغرب داخليا وفي محيطه الإقليمي والدولي.

وأشار اعميمي إلى أن قوة المملكة تتجلى في مؤسساتها، مشيرا إلى أن الملك ذكر بأن المغرب يحترم أجندته الدستورية والسياسية، في إشارة إلى أن عددا من الدول غير قادرة على ذلك في ظل التقلبات الإقليمية والدولية التي تعيشها.

وأكد المحلل السياسي على أن الخطاب الملكي كان صريحا حول السياسية الخارجية للمملكة، مشيرا إلى أن الملك بعث برسالة سياسية لإسبانيا شدد فيها حرصه على سهره على إعادة العلاقة التاريخية بين الطرفين، إضافة لرسالة لدول الاتحاد الأوروبي يدعوها إلى إعادة النظر في تعاملها مع المغرب، على أساس ان قواعد اللعب، حسب اعميمي، تغيرت وأن المغرب أصبح قادرا على استغلال لطاقاته وموارده لصالح مواطنيه.

وأشار اعميمي إلى أن الملك وجه أيضا رسالة مشفرة للجزائر في ظل ما تقدم عليه الجارة الشرقية للمملكة من هجومات واتهامات مباشرة للمغرب، معتبرا أن تجاهل الملك محمد السادس للجزائر هو في حد ذاته رسالة بأن المغرب ماض في طريقه بفضل علاقاته وسياساته الاستراتيجية على الصعيد الخارجي، ولا يكترث، على حد قوله، للعقبات التي يضعها النظام الجزائري أمام المغرب لتحقيق حلم الوحدة المغاربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *