داخل مغارة بتمارة.. علماء يكتشفون آثار لصناعة الملابس قبل 120 آلف سنة (فيديو)

تصوير ومونتاج: عصام الصوفي

كشفت دراسة نشرتها مجلة “iScience”، عن العثور على آثار عظام حيوانية، داخل مغارة “المهربين” نواحي تمارة، كانت تستخدم في صناعة الملابس قبل حوالي 120 ألف سنة.

وحصل العلماء على هذه النتائج، بعد إجراء أبحاث ميدانية على 62 أداة من أصل 10 ألف مصنوعة من عظام الحيوانات، حيث كانوا يسلخونها ثم يستخدمون عظامها في خياطة الجلد والفراء. 

وأكد عبد الجليل الهجراوي، أستاذ باحث في الآثار، في تصريح لجريدة “العمق” المغربي، أن “هذا الاكتشاف يعود تاريخه إلى ما بين 90 و120 آلاف سنة، حيث كانت تستعمل الأدوات في صنع الملابس من قبل الإنسان”.

وأضاف عبد الجليل الهجراوي، أن “الأدوات المكتشفة بمغارة “المهربين” تعتبر أقدم دليل في العالم على ممارسة الخياطة”، موردا أن “عُثر أيضا على الأصداف البحرية كانت تستعمل كحلي للتزيين”.

وأبرز أن “الأبحاث بدأت بتمارة منذ الأربعينيات بينما داخل المغارة في أواخر الخمسينيات، وظلت مستمرة إلى نهاية السبعينيات ثم توقفت إلى حين سنة 2001، لكن استأنفت بعد إطلاق برنامج مغربي أمريكي أثري خاص بمنطقة تمارة الهرهورة”. 

ولفت الأستاذ الباحث إلى أن “تمارة تضم مغارات بحرية أخرى أبرزها “الهرهورة 2″ و”دار السلطان” و”لمناصرة”، مسجلا أن “المنطقة كانت مغمورة بالمياه لكن بعد تراجع مستواها تحولت إلى أماكن للعيش من قبل الإنسان”. 

وتابع مدير البرنامج الأثري بالقول إن “هذه الأدوات خضعت للدراسة داخل المغرب ما عدا التحاليل المخبرية”، مؤكدا أنها “تراث وطني ولا يمكنها أن ترحل خارج المغرب إلا في حالات نادرة مثل الدراسة”، داعيا إلى “إنشاء متحف وطني يضم أثار المغارة”.

ومن جهتها، أوضحت عائشة أوجع، في تصريح مماثل، أنه “وجدت داخل المغارة جمجمة غير كاملة وفك سفلي لإنسان عاقل وإنسان بالغ، إلى جانب هيكل عظمي طفل لا يتعدى عمره 9 سنوات يعود تاريخه إلى 110 آلاف سنة وهو الوحيد من نوعه في العالم”. 

وأبرزت الأستاذة الباحثة بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في الرباط أن “هذا النوع البشري هو إنسان (homos sapien) متطور ويمكن أن يكون من سلسلة إنسان جبل “إيغود” لأنه لديهم طابع مورفولوجي متشابه”، مشيرة إلى أنه “اكتشفت بقايا عظمية إنسانية ثانية داخل مغارات مجاورة”.