أخبار الساعة

تكنولوجيا تسخين التبغ الجديدة.. حل لتقليل ضرر التدخين؟

أدخلت شركة “فيليب موريس” أخيرا إلى المغرب جهازها الجديد “أيكوس” الذي يعتمد على تكنولوجيا تسخين التبغ بدلا من احتراقه كما هو الحال في لفائف التبغ التقليدية. وتقترح شركة التبغ الأولى عالميا هذا المنتوج الجديد، ذو التصميم المستلهم من منتجات التكنولوجيا الجديدة، كبديل للسجائر التقليدية، وذلك في إطار استراتيجيتها المستقبلية الهادفة للانتقال من صناعة السجائر إلى تصنيع منتجات خالية من الدخان، تبعا لالتزام فيليب موريس من أجل “مستقبل بدون تدخين”.

وتنطلق الشركة العالمية في هذا التحول التكنولوجي من افتراض أن العناصر الأساسية المضرة بصحة المدخنين، وعلى الخصوص المواد المسرطنة، تكمن في الدخان الناتج عن احتراق التبغ في السجائر التقليدية. وبالتالي فإن تفادي احتراق التبغ، واستعماله في شكل رذاذ عبر تسخينه في  جهاز أيكوس، بدل ارتشافه في شكل دخان عبر احتراق التبغ، سيؤدي إلى الحد من الأضرار الصحية التي تسببها المواد الناتجة عن الاحتراق. ويستند موقف الشركة إلى نتائج الدراسات التي أنجزتها فيليب موريس منذ 2016، والتي توجت في يوليو 2020 بحصول أيكوس على تصنيف “منتج التبغ معدل المخاطر” من قِبَل الهيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ليكون بذلك أول منتج تبغ يحصل على هذا التصنيف.

ومن أبرز النتائج التي خلصت إليها هذه الدراسات أن نسبة المواد المضرة بالصحة في الرذاذ الناتج عن تسخين التبغ تقل بنسبة تصل إلى 95 % مقارنة من الدخان الناتج عن احتراق التبغ في السجائر واللفائف وغيرها وسائل التدخين التقليدية. وللإشارة فإن جهاز أيكوس يسخن التبغ كهربائيا ، بينما تصل حرارة التبغ عند الاحتراق إلى نحو 900 درجة، حسب فيليب موريس. وترى الشركة أن هذا الفرق في درجات الحرارة يترتب عنه فرق كبير في العناصر المكونة بين الرذاذ الناتج عن التسخين والدخان الناتج عن الاحتراق، الشيء الذي يجعل متناول الرذاذ أقل تعرضا بنسبة تصل إلى 95 % للعناصر الموجودة في الدخان.

شركة فيليب موريس تركز كل مجهوداتها على مسألة تطوير بدائل التبع المحترق، حيث أن 98 % من نفقات البحث والتنمية توجهها الشركة لتطوير هذه المنتجات البديلة، سعيا منها للحد من الأضرار الناتجة عن التدخين.. وشرعت الشركة في تسويق منتجها الجديد أيكوس في 70 سوقا، وتقدر عدد المدخنين الذين تحولوا من “السجائر” إلى “التبغ المُسَخَّن” عبر العالم بأكثر من 20 مليون شخص، في حين يقدر عدد المدخنين في العالم بنحو مليار شخص.

وفي المغرب، يقدر عدد المدخنين بحوالي 5.5 مليون شخص. ويقدر تقرير لوزارة الصحة نسبة المدخنين بالمغرب بحوالي 13.4 % من البالغين. وصنفت وزارة الصحة التدخين مشكلة للصحة العامة، مشيرة إلى أنه يعتبر سببا أساسيا في حدوث وفيات يمكن تفاديها وفي الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها.

من جانبها، أشارت مؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان أن معدل انتشار التدخين في المغرب يقدر بنسبة 18 % لدى المغاربة البالغين 15 سنة فما فوق، وقدرت نسبة التعرض للتدخين السلبي بحوالي 41 % تقريبا. وحسب الجنس، تشير معطيات المؤسسة أن ظاهرة تدخين التبغ بكل أصنافه تنتشر بنسبة 31.5 % بين الرجال و3.3 % بين النساء.  ودقت المؤسسة ناقوس الخطر حول الأضرار الصحية لانتشار آفة التدخين في المغرب، مشرة إلى أن: « 90 % من حالات سرطان الرئة بالمغرب ناجمة عن التدخين. كما أن التدخين يعد مسؤولا عن 25 % من حالات القصور التاجي، بما فيها الجلطات القلبية.»

وتضيف المؤسسة أن المغرب يعد أحد أكبر مستهلكي الدخان في المنطقة المتوسطية، حيث يصل معدل استهلاكه السنوي إلى ما يزيد عن 15 مليار سيجارة في العام.

أما على الصعيد العالمي، فيتسبب استهلاك التبغ في وفاة ما يقرب من 8 ملايين شخص سنويا، من بينهم حوالي 1.2 مليون شخص معرضون للتدخين اللاإرادي، حسب منظمة الصحة العالمية، التي تتحدث عن “وباء التدخين العالمي”.

وبخصوص الإطار القانوني للتبغ المسخن في المغرب، فتجدر الإشارة إلى أنه عرف تطورا مهما في الآونة الأخيرة مع صدور الظهير المنفذ للقانون 66.20 بتغيير وتتميم القانون 46.02 المتعلق بنظام التبغ الخام والتبغ المصنع في الجريدة الرسمية يوم 28 ديسمبر 2020، والذي أدرج التبغ المسخن كصنف جديد ضمن أصناف التبغ التي تسوق بالمغرب، وحدده كالتالي “منتج التبغ الذي يتم تسخينه دون حرقه ويطلق رذاذا أو بخارا يحتوي على النيكوتين”. كما تم إدراجه ضمن قائمة أسعار التبغ التي تعدها اللجنة الخاصة التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية. وأدرجت المعالجة الجبائية للتبغ المسخن لأول مرة ضمن قانون المالية لسنة 2021.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *