منوعات

أغرب قوانين العهد السوفيتي.. التغيب عن العمل يدخلك السجن

لا أحد يمكنه إنكار القوة التي كان يتمتع بها الاتحاد السوفيتي، الذي شكَّل القطب الثاني المسيطر على العالم بجانب الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنه عُرِفَ بحكمه لشعبه بقبضةٍ من حديدٍ وصرامة شديدة، في ظروفٍ غابت فيها كل مقومات احترام حقوق الإنسان.

وكانت هناك قوانين وقرارات قيَّدت كل وسائل التعبير أو التنقل أو الاختيار، وهي القوانين التي سنتعرف على أغربها في هذا التقرير الذي أعددناه لكم:

سنحلق رأس كل من يُقلِّد فرقة البيتلز!

 لم يكن الاتحاد السوفيتي مسروراً بالاجتياح الذي قامت به فرقة البيتلز البريطانية، لمختلف دول العالم، وذلك لاعتبار البيتلز قبل كل شيء امتداداً للثقافة الرأسمالية أو بالأحرى “تلوثاً رأسمالياً”.

فمنع السوفييت دخول ألبومات الفرقة إلى الاتحاد، إلا أن ذلك لم يردع الشباب الذين حاربوا بشراسة هذا القانون، وظهرت سوق سوداء لألبومات البيتلز، التي كان كل من يضبط حاملاً أو مستمعاً لها، يعرض نفسه لعقوبة الطرد من المدرسة أو الجامعة. وتجدر الإشارة إلى أن الطلب الهائل على هذه الألبومات جعل قيمتها تعادل راتب أسبوعين من العمل.

وعلى الرغم من أن الاتحاد السوفيتي لم ينجح تماماً في إيقاف انتشار موسيقى البيتلز، فإنه لم يستسلم، بل تم سن قانون جديد أكثر غرابة يقضي بحلق رأس أي شخص يضبط حاملاً لقصة شعر البيتلز الشهيرة باسم Mop-Top.

النكات أيضاً خضعت للرقابة!

نظراً للمنع التام للسخرية السياسية في الاتحاد السوفيتي، فقد خصص هذا الأخير قسماً خاصاً بمراقبة النكات في وزارة الثقافة، وقد تمت تسميته بـ”قسم النكات”.

قد يبدو الأمر طريفاً أو مثيراً للسخرية، إلا أنه لم يكن مسلياً جداً للكوميديين في تلك الفترة، والذين عانوا من جراء الرقابة المفروضة عليهم والقمع الممارس على حريتهم.

وكانوا مجبرين على عرض النصوص الكوميدية التي يرغبون في إلقائها على القسم المذكور، ليتم تمحيصها واختيار النكات اللائقة وحذف غيرها، ثم إعادة النص لصاحبه الذي ينبغي أن يلتزم به تماماً، ما يعني أنه لم يكن هناك مجالٌ لشيء يُدعى الارتجال.

التغيُّب عن العمل سيتسبب في سجنك!

هل تظن أن رئيسك في العمل شديد الصرامة لأنه لا يقبل التأخير، أو أن قانون بلدك ظالم لأنه يخوِّل لمشغلك حق الطرد إذا تجاوزت عدد ساعات معينة من الغياب؟

ربما عليك إعادة النظر في تفكيرك، فالتغيب عن العمل في عهد الاتحاد السوفيتي كان جريمة تؤدي إلى السجن! أو مؤسسة إصلاحية لمدة 6 أشهر، ثم خصم 25% من الراتب!

لكن هذا ليس كل شيء، فإذا افترضنا أن هذه العقوبة كانت وسيلة لفرض النظام وإجبار العمال على التفاني في عملهم، فيجب أن نعلم أن الأمر لم يكن متعلقاً فقط بالغياب، فالعقوبة كانت تنتظر حتى من يحاول تغيير عمله أو الانتقال من عمل لآخر، دون إذن من صاحب العمل.

وتتراوح مدة السجن بين شهرين و4 أشهر، بالإضافة إلى تعريض المشغل الجديد الذي يقبل تشغيله بدوره إلى المتابعة القانونية.

التقويم الأبدي!

قام الاتحاد السوفيتي بتغيير التقويم الغريغوري أو الميلادي، وقام بصياغة تقويم خاص أسماه “التقويم الأبدي”، وهو تقويم كان يحتوي على خمسة أيام في الأسبوع، وستة أسابيع في الشهر، وقام بالاحتفاظ بعدد الأشهر الـ12، أما الأيام الخمسة الباقية فقد تم توزيعها بين أشهر السنة على أنها عطلة وطنية.

ولم يستمر التقويم طويلاً قبل أن تعود الأيام السبعة للوجود ويلتزم الاتحاد السوفيتي بنفس التقويم الذي تستخدمه بقية دول العالم.

الأوركسترا بلا قائد يوجهها!

ومن بين أغرب القرارات أيضاً منع وجود قائد لفرق الأوركسترا

وقد تم اتخاذ هذا القرار في ضوء مبادرة مفادها صنع “ثورة” في عالم الموسيقى من خلال جعلها خاضعة للروح “الاشتراكية”، باعتبار أن قائد الأوركسترا بمثابة مسيطر على الفرقة ورئيس لها بالمعنى المتسلط الذي صنعته الرأسمالية، ودأبت الاشتراكية على حذفه وتجاوزه، وبالتالي فإن المجال الموسيقي ينبغي عليه أن يكون منسجماً مع الرؤية العامة والتوجه الذي يسلكه الاتحاد.

بالطبع، بإمكاننا الآن تخيل العناء الذي واجهته فرقة الأوركسترا التي لم تتمكن من الانسجام رغم التدريبات المتوالية والمكثفة، ورغم الطرق التي تم سلكها بأن حاولت الفرقة التحايل على القرار بتتبع رأس عازف الكمان الذي كان يوجه الفرقة سراً، إلا أن الأمر لم ينجح ولم تستمر الفرقة لأكثر من 6 أشهر.

إياك وعدم التصفيق للزعيم!

إذا كنت حاضراً أثناء إلقاء خطاب للزعيم السوفيتي “ستالين”، فإن أكبر حماقة يمكن أن ترتكبها هي عدم التصفيق قبل بداية الخطاب أو بعد نهايته، وحتى إن قمت بالتصفيق، فإياك أن تتجرأ أن تكون أول المتوقفين عن ذلك، لأن العواقب ستكون وخيمة، وذلك لاعتبار التصفيق علامة تدل على الولاء.

ويحكى أنه بعد نهاية أحد خطابات ستالين استمر التصفيق لأكثر من 10 دقائق لدرجة لم يعد الحاضرون قادرين على الاستمرار أكثر، إلى أن استسلم أحد الحاضرين وجلس بعد أن توقف عن التصفيق، ليتم اعتقاله في نفس اليوم والحكم عليه بـ10 سنوات سجناً، كعقوبة على جريمة مختلفة تماماً تم تلفيقها له.

في الواقع، لم يكن الحاضرون قادرين على التوقف عن التصفيق إلا بعد أن يؤذن لهم بذلك، وذلك بعد رن جرس يقوم بإخبار المصفقين أن بإمكانهم التوقف.