أدب وفنون

بلخمار: الوثائقي يعرض الحقائق بلمسة ذاتية وليس بتجرد

اعتبر الناقد السينمائي عمر بلخمار، أنه من الوهم اعتقاد أن الفيلم الوثائي يعرض الحقائق بتجرد وموضوعية دون لمسة ذاتية”.

وتساءل بلخمار في كلمة له خلال ندوة عقدت صباح اليوم بالعيون، حول النقد السينمائي والفيلم الوثائقي، على هامش الدورة الثانية للفيلم الوثايقي الحساني، أي مصداقية في الفيلم الوثائقي، مشيرا أن هذا الأخير يحاكي الواقع ويستعرض حقائق وقضايا موثقة في أماكن وفترات زمنية مدققة، والمشاهد العادي يحكم عليه بأنه ذو مصداقية.

وأشار المتحدث ذاته، أن الفيلم التخييلي ولول كان واقعيا فهو مستوحى من الواقع، ويكفي إعادة الواقع في قالب تمتيعي للمشاهد.

وأكد بلخمار، أن الفيلم الوثائقي يجب أن يدافع عن نفسه فهو لا يحتاج لتبريرات، و”بما أنه يوهم بأن له مصداقية، فرض نفسه في الساحة وأصبح ينافس الروائي، وحاول الروائيون أن يستفدوا من مصداقيته لإنتاج أفلام واقعية، فالحدود بين الواقعي والروائي أصبحت تختفي.

وأوضح المتحدث ذاته، أنه لمعرفة مدى مصداقية العمل الوثائقي، يجب أن نركز على الواقع ثم قوة الواقع ثم الموضوع وكيفية معالجته ثم صاحب الفيلم الذي يمكن أن يكون له أثر سلبي على ميصداقية الفيلم، وتؤثر جميعها على مصداقية الفيلم.

بالمقابل، سطر عضو الجمعية المغربية لنقاد السينما، زايد بوشتة، أنه يستحيل إنجاز فيام وثائقي دون سيناريو، والشريط الوثاقي عملية معقدة تتأرجح بين الموضوعي والذاتي”.

وأكد بوشتة، أن الشريط الوثائقي ينبني على مجموعة من الأشياء منها الصورة، فهو يقدم صورة عن الواقع وتوهم المتلقي بأنه الواقع، مشيرا أن الصورة السينمائية الرقمية الآن أصبحت تنتج واقعا ليس موجودا بالفعل خارج الإطار، “إذ يمكن أن تفبرك ونقدم صورة مفبركة ونوهم المتلقي أنها صورة تحيل على مرجع في الواقع”.

كما ينبني يضيف المتحدث ذاته، على التوظيب إذ لا يمكن اللجوء إلى مادة سينمائية دون التوظيب. ثم مسألة التوثيق إذ لا يمكن لمخرج يرغب في إنجاز شريك دون أن يغامر في مجال يجهله، خاصة المجال التاريخي، الذي يعتبر من أصعب الأفلام.

ومن جملة ما ينبني عليه الوثائقي أيضا، أوضح بوشتة، أن التنويع في اللقطات مهم إذ يجب أن تخدم اللقطة اختيار الموضوع، ثم الموسيقى التي اعتبرها لا تخدم الشريط الوثائقي، قصورة موسيقى خارج الحكاية وصوت المعلق الذي يحكي ثم كتابة داخل إطار فتصبح الصورة مليئة جدا يصعب تشفيرها.