مجتمع

المغرب يرشح الزربية الواوزكيتية وفن البلدي والبناء الطيني لإدراجهم ضمن التراث العالمي

خالد هلالي

أعدت المديرية الجهوية للثقافة بجهة درعة تافيلالت، ملفات ترشيح عدد من المهارات والمعارف والفنون التقليدية الخاصة بالجهة، قصد رفعها إلى منظمة “اليونيسكو” لتسجيلها ضمن قوائم التراث الثقافي الوطني الإنساني اللامادي كمرحلة أولى، في انتظار عرضه على لجنة التراث العالمي.

ويتعلق الأمر بكل من الزربية الواوزكيتية، البناء الطيني، إضافة إلى فن البلدي، حيث تأتي هذه الخطوة تفعيلا لاتفاقية “اليونسكو” المتعلقة بصون التراث الثقافي اللامادي التي صادقت عليها المملكة المغربية.

وبحسب  المديرية الجهوية للثقافة بجهة درعة تافيلالت، فإن هذه العملية تعتبر خطوة أولية في مسار إنعاش هذه المعارف والمهارات والفنون حتى تستمر في أداء دورها الأصلي وإعادة توظيفها في برامج تنموية أخرى.

وتُعد الزربية الواوزكيتية التي تنتمي إلى منطقة تازناخت بآيت واوزكيت بورززات، فنا وثراثا استمر قرونا، وهي من أقدم الزرابي بإفريقيا، وتتميّز بتصاميمها الهندسية مختلفة الأحجام، وبألوانها الزاهية الطبيعية المصنوعة من الأعشاب الموجودة بالمنطقة من قبيل “تانيلكا” و”تاروبيا” و”افزضاض”.

كما تُعدّ مهارات البناء الطيني من الخصوصيات الثقافية لجهة درعة تافيلالت، إذ شيّدت قصور وقصبات عمّرت لقرون طويلة ومازالت ماثلة لحد الآن، وهي مباني طينية تعتمد في بنائها على الحجر والطين المخلوط بالتبن والقصب وجذوع الأشجار، حيث تتطلب عمليّة البناء تحتاج اكتساب مجموعة من التقنيات القائمة على الدربة والإتقان والدّقة.

وبخصوص فن البلدي، فهو من الفنون الغنائية التراثية الأكثر صيتا في تافيلالت والمناطق المجاورة، ويتميّز بخصائص لحنية ومقامية وشعرية وإيقاعية تميّزه وتجعله تراثا وطنيا.

كما يُعتمد هذا القن في بنيته على كلمات بسيطة وذات معنى عميق تعكس عمق وبساطة أهل تافيلالت، وترتكز النصوص المغناة في هذا الفن التراثي على مجموعة من التقنيات منها “القياسات” بالإضافة إلى “الحبات” أي الأسطر الشعرية، زيادة على اللاّزمة.

المدير الجهوي للثقافة بجهة درعة تافيلالت، عمر بسعيد، أوضح أن تقديم ملف ترشيح هذه العناصر التراثية يأتي في إطار العناية التي توليها وزارة قطاع الثقافة لحماية وتثمين التراث الثقافي بنوعيه المادي واللاّمادي.

ويرى المسؤول المذكور أن الهدف من هذا الترشيح هو إنعاش وإحياء المعارف والمدارك والمهارات التقليدية التي تتعرض لخطر الاندثار في الجهة، والتي تتميّز بتنوعها وغناها الثقافي، ممّا يتطلّب الحفاظ عليها من خلال إعداد مخطّطات الصون والإحياء والتثمين وفق مقاربة تشاركية مع جل المتدخلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *