نور الدين مفتاح ينتقد سيطرة الإعلام العمومي على سوق الإشهار بالمغرب

انتقد نور الدين مفتاح، رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، سيطرة الإعلام العمومي على سوق الإشهار بالمغرب مقارنة بالمقاولات الصحافية الخاصة.

واعتبر مفتاح، في لقاء تشاوري عقده محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، مع الهيئات المهنية الأكثر تمثيلية في مجال الصحافة والإعلام، أنه من غير المعقول أن 3 مليار درهم كرقم معاملات للإشهار يسيطر فيها الإعلام العمومي على 35 في المائة، مطالبا بتحديد حصة استفادة الإعلام العمومي من الإشهار إسوة بفرنسا.

وسجل رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف تراجع حجم استفادة الصحف الورقية من الإشهار من 25 في المائة إلى 5 في المائة، وهو نفس الرقم الذي يستفيد منه، على حد قوله، الإعلام الإلكتروني، منتقدا تفضيل مؤسسات عمومية الترويج لإعلاناتها على منصتي “فيسبوك” و”غوغل”، وحرمان المقاولات الإعلامية من هذه الموارد المالية الضخمة.

وأوضح المتحدث ذاته أن 400 مليون درهم التي خصصتها الحكومة لدعم المقاولات الإعلامية ساهمت في إخراجها من غرفة الإنعاش وإنقاذها من الانهيار، مشيرا إلى أن “الموضوع المطروح اليوم ليس هو تأهيل الصحف ووسائل الإعلام بل إنقاذها وكسب رهان البقاء”، معترفا أن النتائج التي حصدتها الصحف المغربية في السنوات المنصرمة غير مرضية.

واعتبر مفتاح أن الدعم المخصص للصحف قبل جائحة كورونا كان محدودا للغاية مقارنة بدول أخرى، ومقارنة أيضا، على حد قوله، برقم معاملات الصحف، مسجلا أنه إلى حدود نهاية سنة 2019، كان رقم معاملات الصحف سنويًا في حدود مليار درهم، في حين أن الدعم السنوي لم يكن يتعدى 65 مليون درهم.

وشدد رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف على أن التحدي الذي يواجه المقاولات الصحفية هو اكتساب ثقة القراء بغض النظر عن حجم الموارد المالية التي تملكها، لأنه من الاستحالة، على حد قوله، شراء ثقة القراء.

وركز المتحدث ذاته على العدد الكبير للصحف بدولة الهند والتي تبلغ، على حد قوله، حوالي 180 ألف جريدة واستطاعت، يضيف مفتاح، التغلب على الآثار السلبية لجائحة كورونا، عكس المقاولات الصحافية بالمغرب، مشيرا إلى أن الإعلام العمومي في الهند يستفيد بحوالي 46 في المائة من سوق الإشهار.