أدب وفنون

“خناثة بنت بكار” وثائقي يسرد مسار فقيهة وسياسية محنكة

شرع مساء اليوم الثلاثاء، في بث أولى الأفلام الوثائقية المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان الفيلم الوثائقي الحساني، بعرض خناثة بنت بكار لمخرجه حميد زيان.

الوثائقي الذي تستغرق مدة عرضه 52 دقيقة، يسرد مسار فتاة من قبيلة المغافرة التي كانت مستقرة في الأقاليم الصحراوية، والتي تزوجها السلطان مولاي اسماعيل في زيارته لتلك الأقاليم، لتصبح في القصر الاسماعيلي كامرأة عالمة وفقيهة وسياسية محنكة،كما أضحت مستشارة ووزيرة للسلطان، تجاوز صيتها المغرب وصارت معروفة حتى في القصور الأوروبية، حيث اتصل بها ملوك من أوروبا يريدون منها التوسط لفائدتهم لدى المولى اسماعيل لإطلاق أسراهم وتوقيع اتفاقيات للتعاون مع المغرب.

استمر تأثير هذه المرأة في الحياة السياسية المغربية حتى بعد وفاة زوجها، حيث كانت وراء تنصيب ابنها المولى عبد الله سلطانا على المغرب بعد وفاة والده المولى اسماعيل وسامدته خلال المحاولات التي قام بها جيش البخاري حين أراد ازاحته عن السلطة، وكان لها تاثير كبير حفيدها المولى محمد فهي التي ربته وعلمته وغرست فيه قيم الانفتاح التي ستطبع سياسته الخارجية عندما سيصبح سلطانا على المغرب عقب وفاة والده المولى عبد الله.

الفيلم الوثائقي من تشخيص إنصاف زروال، وإنتاج عاليا للانتاج، وسيناريو عبد الله بنعيسى، وتصوير زياد بنيحياوي، مونتاج زياد بنيحياوي.

ويتنافس على المسابقة 8 أفلام وثائقية، وهي كل من الفيلم الوثائقي “على طرق الصحراء” لخالد الزايري، و”محمية أوسرد بين الصحراء والمحيط” لحسن خر، و”أم الشكاك” لأحمد بوشلكة، و”من طاطا إلى تمبوكتو” لجنان فاتن محمدي، و”الاحتفال ذهابا وإيابا” لمحمد بوحاري، و”خناثة بنت بكار” لحميد زيان الذي عرض اليوم، و”هرما” لأسماء المدير، و”رحلة الشاي الأخضر” لعبد الإله زيرات.

وتتنافس الأفلام الوثائقية المشاركة، على 5 جوائز، وهي الجائزة الكبرى ثم جائزة لجنة التحكيم، فجائزة أحسن إخراج، ثم جائزة أحسن مونتاج، وأخيرا جائزة أحسن موسيقى.

أما لجنة التحكيم التي ستشرف على اختيار الأسماء الفائزة، فتم كل من رئيس اللجنة لحبيب عيديد كاتب وفاعل جمعوي وحقوقي وباحث في الثقافة والتراث الحساني، ليلى ماء العينين إعلامية وباحثة في الثقافة الحسانية، مريم عدو مخرجة أفلام وثائقية، المخرج السينمائي داوود ولاد السيد، والجيلالي فرحاتي.

ويهدف المهرجان الذي يستمر طيلة 4 أيام، التعريف والترويج للفيلم الوثائقي الذي يعنى بالتاريخ والثقافة والمجال الصحراوي الحساني، والتحفيز على الانتاج السينمائي عموما والأفلام الوثائقية على وجه الخصوص، وكذا بإحداث فضاء للقاء والحوار بين السينمائيين من كافة تراب المملكة، تثمينا للهوية المغربية وتعزيزا لاشعاع حضارة وثقافة وتاريخ المغرب.

ويتضمن البرنامج العام للمهرجان مسابقة رسمية للأفلام الوثائقية وندوات تعنى بالفيلم الوثائقي من تنشيط مهنيين ومهتمين من المغرب والخارج