مجتمع

لماذا يتجه العالم بقوة نحو عصر “الجزر الاصطناعية”؟

منذ مئات السنين، بنى شعب “لاو” في جزر سليمان حوالي 80 جزيرة اصطناعية في بحيرة، ووضع أجزاء من الشعاب المرجانية والصخور في الماء، قطعة بقطعة. واستغرق هذا الأمر قرونا.

وعلى مر التاريخ، سعى البشر إلى إنشاء أراض جافة داخل البحيرات والأنهار والمحيطات، من أجل تزويدها بالسكان بعد ذلك. لكن القرن الحادي والعشرين جلب طموحًا جديدًا – وربما لمسة من لمسات الغطرسة – لهذا المسعى.

إننا نعيش في “عصر الجزر”، وفقًا لما ذكره عالم الجغرافيا الاجتماعية “أليستر بونيت”، من جامعة نيوكاسل بالمملكة المتحدة، والذي يقول: “تُبنى جزر جديدة بأعداد غير مسبوقة وعلى نطاق لم يسبق له مثيل”.

ويتسم هذا الجيل الجديد من الجزر بأنه أكثر جرأة وأكبر – وربما أكثر ضررًا – من أي شيء بناه أسلافنا، كما كتب “بونيت” في كتابه “في مكان آخر: رحلة إلى عصر جزرنا”.

وزار هذا الجغرافي جزرًا من صنع الإنسان في جميع أنحاء العالم، واستكشف مجموعة متنوعة من الإنشاءات: أرخبيل اصطناعي عملاق أنشيء عن طريق صب ملايين الأطنان من الرمال في المحيط، وجزر مرجانية مغطاة بالخرسانة ومصممة لتعزيز القوة العسكرية والسياسية، ومنصات النفط الشاهقة المذهلة التي تمتد مئات الأمتار إلى قاع البحر.

وفي حين تستعيد الطبيعة بعض الهياكل الاصطناعية، فإن هذه العملية تستغرق وقتا طويلا. وفي كثير من الأحيان، توجد حياة قليلة تحت المياه المحيطة بالجزر التي يصنعها الإنسان. كتب بونيت عن ذلك: “غالبًا ما تكون الجزر الاصطناعية مناطق ميتة، ويكون من الصعب للغاية إحياؤها من جديد”.

وفي أماكن مثل بحر الصين الجنوبي، “يجري تشويه الشعاب المرجانية البكر التي لم تمس من قبل وتصب الخرسانة فوقها”.

لكن مع ذلك، وجد “بونيت” نفسه منجذبًا إلى هذه الإبداعات الاصطناعية، لمحاولة فهم كيفية بنائها ولماذا بُنيت من الأساس. وسواء كنت توافق على ذلك أم لا، فإن هذه الجزر ستخبر الأجيال القادمة قصة كيف كانت البشرية ترى نفسها في أوائل حقبة الأنثروبوسين.

ولكي تفهم كيف تبدو حقبة الجزر، انتقل للأسفل لتأخذ جولة قصيرة وترى بعض الأمثلة الأكثر لفتًا للنظر والأكثر تأثيرًا من جميع أنحاء العالم – من دول الخليج، والبحار قبالة آسيا، وسواحل المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

المصدر: بي بي سي عربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *