أخبار الساعة، أدب وفنون

عبد السلام الفقير يحاكي “الهامش” في معرض “استبطان”

يحتضن المركز الثقافي الروسي للعلم والثقافية بالرباط، بتنسيق مع الجمعية المغربية للتنمية والتكوين والإدماج، معرضا تشكيليا جديدا للفنان التشكيلي عبد السلام الفقير، تحت عنوان “استبطان”، سفر الفن التخييلي الروسي بعيون فنان مغربي”، وذلك ما بين الفترة الممتدة ما بين 12 و30 من يناير الجاري.

وقال “عبد الله مطيع”، أستاذ التربية الفنية بكلية علوم التربية عن ما اعتبره “تشكيلا للهامش” في تجربة “الفقير” إنه “يعكس مفهوم الهامش حساسية هجينة خبرها عبد السلام الفقير الباحث السوسيولوجي والفنان التشكيلي، حيث وطّن هذا الشاب القلق ما تعذر عن المَوضِعة السوسيولوجية في تجربته التشكيلية لونا وشكلا، باحثا عن الجمال في القبح وتداعي النظام. هكذا هو الهامش في حجره الطيني غير المرصوص وأشكاله الممزقة وألوانه “الملوثة” التي استلهمها الرجل من طفولته البدوية بضواحي سيدي سليمان، حيث يتداعى مفهوم الزمن حدّ التوقف.”

وأضاف الأستاذ “لايزال الهامش كما كان يبني العلاقات بين الناس على حيل تنحرف عن نظام اللغة الاعتيادي، أغلبها صمت وإيماء وعلامات محسوسة تظهر في الآهات خلف الضحكات. تعابير الأوجه غير مكشوفة، لكن الكل يراقب ويترقب ويعيش أحلاما قلقة”.

وينفي أستاذ التربية الفنية كون الهامش قدحا، بل هو “اختلافا يحرّف خطوط النظام البصري الذي ألِفْناه في عصر التقنية.إنه أشبه بحلم سكيزوفريني يتعذر تحليله بأدوات منهجية نفسية أو اجتماعية لأن لديه نظاما خاصا لا يستشعر فاعليته سوى أهل الهامش”.

ومن جهته، أوضح  الكاتب والشاعر “محمد صولة”، أن “لوحة عبد السلام فقير تعتبر “مكاشفة لمصائر عماء الوجود، ويكمن السر  في علاماتها الفارقة، وشكلها الذي قد يظهر مبهما للوهلة الأولى يتضح في تماثلات الكتل والأحجام، وفي الضوء، وفي اللون ومدى تأثيراته الأسلوبية في نمط الحياة، لذا فاللوحة قد تتعدد مخاييلها واستيهاماتها.

ويتمظهر الهامش في لوحات الفنان “الفقير”، في الفضاء والإنسان ويعكس تقابلات صدامية في تجربته التشكيلية؛ إذ يقابل الأسود الأبيض مجترحا كثافة الألوان، ويقابل الشكل العضوي الخطوط الهندسية، كما يقابل الامتلاء الفراغ.

ويحتفي الفنان عبد السلام الفقير في لوحاته بتجريد عناصر الكون اللامرئي من لبوس بدائل اليقين والمطلق، إذ ترصد فرشاته مخططات الهيئات اللامتوقعة، كأن يكتفي باستبدال ما هو طبيعي  نمطي بما وراء طبيعي مراوغ، ما يجعل من اللوحة خلية مثيرة وحية، تتمثل تغيرات الحياة في أبعادها الكلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *