خارج الحدود

هل تقود العقوبات “القاسية” على روسيا بوتين إلى جر العالم نحو حرب نووية؟

تتجه أنظار العالم صوب روسيا التي أكملت اليوم السابع على شنها حربا عسكرية ضد جارتها الغربية أوكرانيا، في وقت لا تتوانى فيه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ومؤسسات عالمية مالية ورياضية في إعلان فرض عقوبات “قاسية” على روسيا على مدار الساعة.

آخر هذه العقوبات الاقتصادية والعسكرية والمالية كانت بإعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن حظر تحليق الطائرات الروسية في الأجواء الأميركية بدءا من الساعة التاسعة مساء اليوم بتوقيت واشنطن.

أمام هذا التصاعد للعقوبات ضد روسيا واستعدادات جارية مساء اليوم لاستئناف جولة مفاوضات جديدة بين طرفي النزاع، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من إمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون نووية ومدمرة.

وفي هذا السياق، قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية في تصريح لجريدة “العمق”، إن “التصريحات الأخيرة للجانب الروسي حول الحرب تفسرها بعض المحددات، من بينها التصعيد في العقوبات الغربية ضدها والتي فعلت فعلتها وبدأت تحقق انعكاسات خطيرة على الاقتصاد الروسي والوضع الداخلي بشكل عام”.

وأوضح بلوان في حديثه لـ”العمق”، أن “روسيا والعالم والغرب تفاجأ بحجم المقاومة التي استقبل بها الأوكرانيون الحرب الروسية على أرضهم، وهذه هي المحددات التي تفسر تصريحات وزير الخارجية الذي عبر عن إحباط روسيا من العقوبات الغربية عليها ومن المقاومات الرسمية والشعبية داخل أوكرانيا”.

ويضاف إلى ذلك يقول بلوان، “التركيبة النفسية والسيكولوجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تعمل دوائر المخابرات الغربية والأمريكية على وجه الخصوص هذه الأيام في التحقيق في المزاج السيكولوجي والعقلي لبوتين، ومدى إمكانية تأثير ذلك على إعطائه أوامر استعمال السلاح النووي”.

وأكد الخبير في العلاقات الدولية، أن الغرب في كل الأحوال، يأخذون تهديدات الرئيس الروسي التي صرح بها وزير خارجيته على محمل الجد، مشيرا إلى أن “مؤشرات اندلاع حرب عالمية ثالثة تظل ضعيفة جدا ما دامت لم تتدخل الصين لحدود الساعة، لأنه حسب بلوان “الصين لن تنجر إلى المستنقع الذي وضع فيه بوتين نفسه”.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن لافروف اليوم قوله: “إن أسلحة نووية ستستخدم، ودمارا واسعا سيحل إذا نشبت حرب عالمية ثالثة” مضيفا “أن روسيا التي شنت ما وصفه بأنه عملية عسكرية خاصة ضد أوكرانيا الأسبوع الماضي، ستواجه “خطرا حقيقيا” إذا حصلت كييف على أسلحة نووية، مشددا على أن روسيا “لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية”.

هذا، وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مخاطر القتال قرب المحطات النووية في أوكرانيا حيث يعمل 15 مفاعلا نوويا في أربع محطات للطاقة، وكانت كييف قد أبلغت في وقت سابق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها لا تزال على اتصال بجميع المحطات النووية في أوكرانيا وأنها تعمل بشكل طبيعي. 

ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية، “استولت وحدات روسية على محطة الطاقة النووية المغلقة في تشيرنوبيل الأسبوع الماضي. وزادت قراءات الإشعاعات بشكل طفيف في موقع الكارثة النووية التي وقعت عام 1986 بعد أن أثارت المركبات العسكرية التربة الملوثة بالإشعاع هناك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *