اقتصاد

الرجال استحوذوا على %75 من دعم الدولة خلال كورونا.. والأعراف الاجتماعية تحد من تشغيل النساء

أفادت دراسة حديثة صادرة عن وزارة الاقتصاد والمالية (مديرية الدراسات والتوقعات المالية) بتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة والاتحاد الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية (موجز سياسات رقم  30 ، مارس 2022)، أن الرجال استفادوا بشكل كبير من الدعم الجزافي الذي خصصته الدولة للمستخدمين المصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أكثر من النساء.

وأوضحت الدراسة التي أنجزها كل من زينب بوبا، رئيسة مصلحة التقرير الاقتصادي والمالي وتقرير ميزانية، وعبد الحق ازروال مكلف بالدراسات الماكرو اقتصادية، حول تحليل قائم على النوع لمساهمة استخدام اليد العاملة في تحسين مستوى العيش، أن تدابير الدعم المتخذة للحفاظ على الشغل خاصة في القطاع المهيكل، من خلال منح مبلغ شهري جزافي قدره 2000 درهم لصالح المستخدمين المنخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بالنسبة للشركات المتضررة من جائحة كوفيد19، قد أفادت الرجال أكثر من النساء.

وأكدت الدراسة، أنه ووفقا للبحوث الميدانية التي أجرتها المندوبية السامية للتخطيط، فإن 25 في المائة فقط من النساء المعيلات لأسرهن اللواتي استفدن من آليات المساعدات المقدمة من طرف السلطات العمومية، هن من استفدن فعليا من هذا التعويض الجزافي وذلك بسبب ضعف نسبة النساء المستخدمات المصرح بهن لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

وفي السياق نفسه، تورد الدراسة،  أن المستويات المرتفعة لمعدل بطالة النساء، المسجلة خلال سنة 2020، لا تفسر فقط بفقدان الشغل الناجم عن توقف النشاط الاقتصادي خلال فترة الحجر الصحي، ولكن أيضا باستمرار وضعية عدم النشاط لدى حوالي 22 في المائة من النساء حتى بعد الحجر الصحي ، واللواتي كن نشيطات قبلها ، مقابل فقط 7 في المائة من الرجال.

وزادت الدراسة، أن النساء يواجهن صعوبات أكثر للولوج إلى شغل جديد، وهي صعوبات ترجع أساسا إلى عبء الأعراف الاجتماعية التي لا زالت تعطي الأولوية للرجل، بصفته رب الأسرة الذي يجب أن يتمتع بولوج تفضيلي إلى سوق الشغل عندما تكون فرص العمل محدودة.

وفي السياق ذاته، سجل معدل نشاط النساء، الذي لم يتوقف عن الانخفاض، أدنى مستوى له سنة 2020 منذ سنة 1999، ليصل إلى 19.9  في المائة مقابل  21.5 في المائة سـنة  2019.

في المقابل، تراجع معدل نشاط الرجال بشكل طفيف قدر بحوالي 0.6 نقطة مئوية فقط، حيث انتقل من 70.7 في المائة سنة 2019 إلى 70.3 في المائة سنة 2020.

وفيما يتعلق بمعدل بطالة النساء ، الذي يظل أعلى في المتوسط من ذلك المسجل لدى الرجال، فقد ارتفع بنحو 2.7 نقطة مئوية ليبلغ 16.2 في المائة سنة 2020 مقابل 13.5 في المائة سنة 2019.

أما بالنسبة لبطالة الرجال فقد سجلت ما يقارب 10.7 في المائة سنة 2020، متجاوز عتبة 10 في المائة لأول مرة منذ سنة 2005، مقابل 7.8 في المائة سنة 2019.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *