مجتمع

ماذا يعني الإعلان عن نهاية جائحة “أوميكرون” بالمغرب؟ .. خبير صحي يجيب

بعد الإعلان رسميا عن انتهاء موجة متحور أوميكرون، خلق الموضوع ارتباكا، حيث تساءل عدد من المواطنين هل يعني ذلك انتهاء الجائحة بصفة عامة، بينما تحرر البعض الآخر من ارتداء الكمامات في الفضاءات العمومية وكأن الحياة خلت من المرض، ولتوضيح هذا اللبس، طرحت جريدة “العمق”، أسئلة في هذا الموضوع على الطبيب والباحث في النظم الصحية الطيب حمضي.

انتهاء الجائحة

وأكد الطبيب والباحث في النظم الصحية الطيب حمضي، في تصريح خص به جريدة “العمق”، أن “الإعلان عن انتهاء موجة متحور أوميكرون، يعني نهاية موجة ولا يعني انتهاء وباء كورونا”، مشيرا إلى أن انتهاء الجائحة بالمغرب، يجب أولا أن تنتهي عالميا، مردفا، “أن الفيروس سيستمر بإصابات يومية مع بعض الحالات الخطرة وسط الأشخاص غير المحميين باللقاح أو أصحاب الهشاشة، لكن بأرقام قليلة ووفيات أقل”.

وقال حمضي إن “الفترة التي نقبل عليها ستعرف استقرارا وبائيا، مع التشديد على الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة فما فوق إكمال الجرعة الثالثة، وأيضا على الأشخاص أقل من هذا العمر ويعانون أمراضا مزمنة، لأننا سنبدأ العودة إلى الحياة الطبيعية، كالسفر مثلا، والإنسان المحمي يستطيع الاستفادة من هذه الإجراءات، وغير الملقحين يمكن أن يصابوا بالفيروس، وقد يصل بعضهم إلى حالات حرجة”.

وسجل حمضي أن “الإجراءات الاحترازية ما زالت مستمرة ولكن سيتم التخفيف منها كباقي الدول، إلا أن ذلك لا يعني أننا تجاوزنا خطر الجائحة”، مبرزا أن “متحور أوميكرون مستمر أو يمكن أن يظهر  متحور جديد وريث لأوميكرون، حيث سيظل هذا المتحور قائما إلى نهاية الجائحة وبعد سنوات من انتهاء الجائحة”.

الكمامات وجواز التلقيح

وحول انتهاء أو التخفيف من الإجراءات الاحترازية الإجبارية، قال حمضي في أجوبته على أسئلة “العمق”، “إن جواز التلقيح أو الجواز الصحي أو الكمامات والتباعد الاجتماعي، هي قرارات تتميز بالإلزام، وهي قرارات جماعية، هدفها دائما هو مواجهة أخطار جماعية بمعنى أن وجود خطر مرض لدى فرد قد ينتشر على نطاق واسع سيتم عزله إجباريا، وهكذا بالنسبة للفيروس”، مشيرا إلى أنه “في الأشهر المقبلة لن نعود إلى الخطر الجماعي وإنما ستبقى أخطار فردية، بمعنى أن الفيروس مستمر ولكن لن نجد مئات الحالات في أقسام الإنعاش، ولن نصل إلى الوفيات بأرقام كبيرة جدا”.

وهنا يضيف حمضي، عندما ننتقل من الخطر الجماعي إلى الخطر الفردي، “سنلغي الإجبارية والقرارات الجماعية لتعوض بالقرارات الفردية والإرشادات، فبدل أن نرغم الأفراد على ارتداء الكمامة ودفع غرامة، سنتحول إلى إرشادهم، بارتدائها حماية لصحتهم في حال لم يكن الفرد ملقحا أو يعاني مرضا مزمنا، وأيضا بالنسبة لجواز التلقيح، لن يبقى له دور في حماية المنظومة الصحية، لأن هذه المنظومة لن تنهار ذلك أن الأفراد غير الملقحين سيخرجون للحياة العامة، ما يعني أن المنظومة ستستقبل يوميا إصابات وحالات خطرة ووفيات لكن أعدادهم ستكون قليلة، وبالتالي فنحن مقبلون على الانتقال من المسؤولية الجماعية إلى المسؤولية الفردية”.

ووجه حمضي رسالة إلى المواطنين، مشددا على أن “انتهاء التدابير الجماعية لا يعني أننا تجاوزنا الخطر، وهذا خطأ كبير قد يقع فيه كثيرون، لأن غير الملقحين والذين لم يصابوا بالمتحور من قبل، يظل تعرضهم للإصابة به بنسبة 99 في المائة، إن لم يصب في مارس قد يصاب في أبريل أو السنة المقبلة أو السنة التي بعدها، لأن الفيروس سيظل على الأقل عشر سنوات بعد انتهاء الجائحة”.

من المناعة الجماعية إلى المناعة السكانية

وبخصوص تحقيق المناعة الجماعية بتقدم عملية اللقاح للحماية من أي متحور قد يظهر مستقبلا، سجل الطيب حمضي، “على أن هذه المناعة لم تبق ممكنة خاصة مع ظهور الدلتا والأوميكرون، لأن درجة انتشارهما كانت قوية، بحيث إن الدلتا كان يصيب غير الملقحين، لكن متحور أوميكرون، أصاب غير الملقحين والملقحين، ولو تم  تلقيح 80 في المائة ضد الفيروس، ما يعني أن مسألة المناعة الجماعية لم تعد مطروحة، وإنما ما هو مطروح اليوم ما يصطلح عليه بالمناعة السكانية”.

وأوضح حمضي  أن المقصود بالمناعة السكانية، “تلقيح أكبر عدد من السكان الذين سبق وأصيبوا بالفيروس ما يعني أن لديهم مناعة طبيعية، رغم إصابتهم مرة أخرى فلن يتأثروا عكس الذين لم يلقحوا بالمرة فهم يتأثرون أكثر، كما أن المناعة السكانية لا تحمي الأشخاص غير الملقحين، وإنما تحمي المنظومة الصحية”.

واسترسل “بمعنى ذلك أن وجود 80 في المائة من الأشخاص ملقحين، فالمناعة السكانية تعني وجود إصابات وحالات حرجة ووفيات ولكن لا تكون المنظومة الصحية مهددة بالإنهيار وإنما ستكون حالات محدودة، وبالتالي المناعة السكانية تحمي الحياة المنظومة والحياة الاجتماعية من الإغلاق والحجر الصحي، لكن يظل الخطر الفردي قائما، وبالتالي تأتي أهمية العودة للحياة الطبيعية عن طريق المناعة السكانية التي تقتضي من جميع الأشخاص المستهدفين بالتلقيح  أن يلقحوا لأن الفيروس سيصلهم بأي طريقة، علما أن الناس الذين يعانون أمراضا مزمنة من المحتمل أن يلقحوا دوريا ليظلوا محمييمن من الإصابة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *