سياسة

من صدمة إلى أخرى.. البوليساريو تفقد صوابها بعد اعتراف إسبانيا بالحكم الذاتي

بعد كل ضربة تتلقاها عصابة البوليساريو تخرج ببيان إلى الرأي العام الدولي لتقول إنها حاضرة كالديك المذبوح الذي يظنه الناس راقصا من الفرح، بينما هو يتلوى من الألم.

ولا تكاد الجمهورية الوهمية تتجاوز أثر صدمة حتى تأتيها أخرى من حيث لا تحتسب، فبعد العزلة التي وجدت فيها العصابة نفسها، وإعلان العديد من دول العالم دعمها المغرب في تحركه ضد جبهة “البوليساريو” بمنطقة “الكركرات”، جاء الدور على افتتاح العديد من القنصليات لأزيد من 22 دولة بالأقاليم الصحراوية، في إشارة منها لسيادة المغرب على هذه المناطق.

ولم يقتصر الأمر على هذا فحسب، فالموقف الأمريكي الذي يعترف بسيادة المغرب على أراضيه الصحراوي وبعده الموقف الألماني الداعم لمقترح الحكم الذاتي كحل عادل سلمي نهائي للنزاع في الصحراء المغربية، وبعدهما الموقف الإسباني الذي عبرت عنه الحكومة الإسبانية، أمس الجمعة، حيث اعتبرت المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” المتعلق بالصحراء المغربية، كلها ضربات تقضي على أحلام العصابة التي تدعمها جنرالات الجزائر.

ولإظهارها نفسها في موقف الضحية، أطلت علينا الجمهورية الوهمية، أمس الجمعة، مباشرة بعد إعلان إسبانيا عن موقفها ببيان تستغرب فيه القرار الإسباني، مكررة نفس الأسطوانة المشروخة أن ذلك يتناقض بصفة مطلقة مع الشرعية الدولية.

واتهم البيان إسبانيا بالرضوخ لابتزاز المغرب وبكونها “ضحت بالشعب الصحراوي وتجاوزت كل الخطوط الحمراء”، معتبرة إشارتها إلى أن المقترح المغربي هو الأكثر جدية وواقعية وموضوعية لحل النزاع في الصحراء “دعما واضحا للمقاربة الأحادية الجانب”.

كما اعتبر البيان الإشارة إلى الاتفاق على “احترام الوحدة الترابية للبلدين” تبنيا واضحا للأطروحة “التوسعية المغربية”، وفق تعبيره، مؤكدا على أن هذا الموقف “يؤثر بشكل سلبي كبير، على أي دور محتمل لإسبانيا في تسوية النزاع”.

وفي نوع من التحريض ضد الحكومة الإسبانية، دعت العصابة القوى السياسية الإسبانية وكافة شعوب إسبانيا، بالضغط على الحكومة الإسبانية لتصحيح ما سمته بالخطأ الفادح، وإجبار مدريد على تحمل مسؤلياتها الأصلية.

يذكر أن الديوان الملكي أصدر، أمس الجمعة، بلاغا أفاد بأن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز “يعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب”، وذلك في رسالة بعث بها إلى الملك محمد السادس.

وأشار الديوان الملكي ضمن بلاغه إلى أن “إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” المتعلق بالصحراء المغربية.

وأكد البلاغ أن “إسبانيا تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”.

كما أشاد سانشيز ضمن رسالته إلى الملك محمد السادس بـ “الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف”.

وأبرز رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته إلى الملك، أن “البلدين تجمعهما، بشكل وثيق، أواصر المحبة، والتاريخ، والجغرافيا، والمصالح، والصداقة المشتركة”.

وأعرب سانشيز عن “يقينه بأن الشعبين يجمعهما نفس المصير أيضا”، وأن “ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح”.

وأكد رئيس الحكومة الإسبانية في رسالته على أن “هدفنا يتمثل في بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم، والاحترام المتبادل والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب، وفي مستوى أهمية جميع ما نتقاسمه”.

وفي هذا السياق، يضيف رئيس الحكومة الإسبانية فإن “اسبانيا ستعمل بكل الشفافية المطلقة الواجبة مع صديق كبير وحليف”، مضيفا: “أود أن أؤكد لكم أن إسبانيا ستحترم على الدوام التزاماتها وكلمتها”.

من جهة أخرى، جدد رئيس حكومة الاسبانية، في رسالته التأكيد على “عزمه العمل جميعا من أجل التصدي للتحديات المشتركة، ولاسيما التعاون من أجل تدبير تدفقات المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، والعمل على الدوام في إطار روح من التعاون الكامل”.

وخلص رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، في رسالته إلى الملك محمد السادس، إلى “أنه سيتم اتخاذ هذه الخطوات من أجل ضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *