“تايسون” أشهر مستهلكيها .. ضفادع مهددة بالانقراض بسبب الطلب على سمها المهلوس

تتجه ضفادع صحراء سونوران الأمريكية نحو الانقراض ليس لسوء تكيفها مع وسطها الصحراوي، ولا بسبب تحولات مناخية مفاجئة، أو نتيجة خلل بيئي أضعف وضعها في السلسلة الغذائية، ولا أي شيء له علاقة بالطبيعة. الشيء الوحيد الذي وضع تلك الضفادع على سكة الانقراض هو الطلب المتنامي على سمها الذي يتميز بتأثيراته المهلوسة القوية، والتي يوجد ضمن أشهر مستهلكيها بطل الملاكمة السابق مايك تايسون. الذي طلب مؤخرا مليار دولار كشرط لارتداء القفازات مجددا والعودة إلى حلبة النزال لمواجهة “اليوتيوبر” الأميركي جيك جوزيف بول الذي احترف الملاكمة في المدة الأخيرة.
فما هي قصة تلك الضفادع، وأين تعيش؟ وما هي أسرار سمها المهلوس التي استقطبت عددا من المشاهير؟ وكم تبلغ أسعار سمها المخدر؟
ضفادع صحراء سونوران
تقع صحراء سونوران على الحدود الأمريكية المكسيكية، وتحتل أجزاء من ولايتي كاليفورنيا وأريزونا في أمريكا وولايات سونورا وبها كاليفورنيا وسينالووا في المكسيك، تبلغ مساحتها أكثر من 300 ألف كيلومتر مربع.
في هذه الصحراء التي تعتبر أشد الصحاري الأمريكية حرارة، تعيش ضفادع صحراء سونوران (اسمها العلمي : Incilius alvarius أو Bufo alvarius). وهي من البرمائيات السامة.
وحسب موقع (geo.fr) فضفدع صحراء سونوران يصل طوله 19 سنتمترا، يعتبر أحد أكبر الضفادع في الولايات المتحدة الأمريكية. يوجد في شمال المكسيك وفي الجنوب الغربي للولايات المتحدة الأمريكية. له جلد بلون أخضر، منقط باللون البني. ويشمل جلده على غدد تفرز السم.
وحسب موقع “بورتيو-الألمانية” فوجود السموم في الحيوانات أمر طبيعي يدخل ضمن استراتيجياتها الدفاعية. وتحتوي جلود البرمائيات على نوعين من الغدد، غدد تفرز مواد التزليق المحافظة على رطوبة الجلد، والغدد الحبيبية التي تفرز السم حين تكون في حالة تهديد. وتقوم تلك السموم بإحداث تهيجات مؤلمة في فم مفترسها مما يدفعه إلى التخلي عنها.
وحسب نفس المصدر، إذا كانت قوة سمها قد تقتل كلبا، فإنها بالعكس جد مطلوبة من طرف بعض البشر، مع ما لذلك من تأثيرا على ذلك النوع من الضفادع.
سموم ضفدع سونوران
يتكون سم ضفدع سونوران من ثنائي ميثيل التريبتامين DMT، (2-(1H-Indol-3-yl)-N,N-dimethylethanamine)
وحسب موقع “الطبي”، فهو تركيبة كيميائيّة تتواجد بشكل طبيعي وتتكوّن من قواعد من ذرات النيتروجين أحادي الأمين . وتُنتجه العديد من النباتات اضافةً الى البكتيريا والفطريات والحيوانات، و يُعد من المواد المخدرة ذات التأثير المهلوس .
وحسب نفس المصدر يرجع تأثير ثنائي ميثيل التريبتامين إلى أنه يماثل تركيبة الناقل العصبي السيروتونين (La sérotonine) الذي يوجد بشكل طبيعي في الجهاز العصبي المركزي، ويؤثر بشكل كبير على المزاج، والشهيّة والنوم وانقباض العضلات وغيرها من الوظائف الفيسيولوجية كما له تأثيرات أيضا على الوظائف المعرفيّة مثل الذاكرة والتعلّم .
يُنتج هذا المركب بكميّات قليلة وبشكل طبيعي في جسم الانسان كنتيجة لعمليّات الأيض , كما عُرف عن بعض الشعوب أكل هذا المركب كمادة مخدرة بشكلها الطبيعي أو المُصنّع، وبالتالي فهو ينتشر في السوق الغير مشروعة بشكله الملوّث وذو اللون الأصفر، البرتقالي نظراً لعدم العناية به والتخلص من الشوائب الناتجة عن النبات الذي استخلص منه .
قصة مخدر DMT
حسب موقع (psychoactif) تم تصنيع DMT لأول مرة في عام 1931 من طرف الكيميائي الألماني ريتشارد هيلموث فريدريك مانسكي. ويُعزى اكتشافه كمنتج طبيعي بشكل عام إلى الكيميائي البرازيلي وعالم الأحياء الدقيقة “أوزوالدو غونسالفيس دي ليما” الذي عزل في عام 1946 قلويدًا يسمى نيجيرينا (نيجرين) من لحاء جوريما بريتا (ميموزا تينويفلورا). ولكن تم تحديد DMT بشكل لا لبس فيه في عام 1959، عندما تلقى الكيميائيون الأمريكيون عينة من Mimosa tenuiflora. تم عزل DMT أيضًا وتحديده بشكل إيجابي في بذور وقرون Anadenanthera peregrina بواسطة فريق من الكيميائيين الأمريكيين بقيادة إيفان هورنينج في عام 1955.
ومنذ عام 1955، تم العثور على DMT في مجموعة من الكائنات الحية: في خمسين نوعًا نباتيًا على الأقل تنتمي إلى عشر عائلات وفي أربعة أنواع حيوانية على الأقل، بما في ذلك gorgonian وثلاثة أنواع من الثدييات.
تأثيرات مخدر سم سونوران
حسب “الطبي” يتمثل تأثير هذا المخدر في ايجاد مؤثرات عقليّة لم تكن موجودة من قبل كالمرئيات المكثّفة والشمق (الحالة العاطفيّة التي يشعر فيها الانسان بالنشاط ومرح الجنون الغير طبيعي) ويُعد تعاطي هذا النوع من المخدرات عن طريق الفم الأكثر تأثيراً وفعاليّة خاصةً اذا سبق تعاطيه تناول عقار دوائي يُستخدم لعلاج الاكتئاب، والذي من شأنه ان يمنع تكسُر النواقل العصبيّة أحادية الأمين وبالتالي زيادة وفرتها مما يزيد من تأثيره. اما الطرق الاخرى لتعاطيه كتدخينه أو حقنه فيكون أثرها قصير المدى نظراً لوصوله للدماغ قبل أن يخضع لعمليات الأيض.
تتعدد طرق تعاطي هذا المخدر ويختلف تأثيره والجرعة المطلوبة تبعاً لذلك. فاستنشاقه يتطلب عينة لا يزيد وزنها عن 60 مغ ولا تقل عن 15 مع. ويستمر أثره لمدة 5-15 دقيقة اعتماداً على الكميّة المستنشقة ويُماثل الحقن عملية الاستنشاق في الاثر ومدة التأثير والخصائص. اما عمليّة نفخه فتتطلب جرعة تزيد عن تلك المطلوبة عند الاستنشاق الا أن أثره يستمر لمدة أطول .
سوق “جُزَيءُ الإله”
حسب موقع (geo.fr) أفادت صحيفة نيو يورك تايمز أن الاقبال على استهلاك سموم ضفدع سونوران يتزايد بشكل كبير، وأن السم المهلوس يتم ترويجه تحت اسم “جُزَيْء الإله” لما يعتقد أن له قدرات على إعادة ضبط الجهاز العصبي المركزي بالكامل، مما يجعل من الممكن علاج الاضطرابات العقلية وإدمان المخدرات.
وحسب نفس المصدر، تستغرق التجربة العميقة ما بين 15 و 30 دقيقة. مضيفا أن فجأة تطورت صناعة كاملة حول سم الضفادع في صحراء سونوران، مما يوفر ملاذات بأسعار باهظة، للأغراض العلاجية والترفيهية وحتى الروحية.
ويدفع زبناء سم الضفدع ما بين 230 دولارًا أمريكيًا مقابل حفل في غابة شرق تكساس، و7700 دولار أمريكي مقابل مكان أكثر فخامة على شاطئ البحر في تولوم، المكسيك، لاستهلاك السم.
الضفدع مهدد بالانقراض
وحسب موقع (geo.fr)، فهذه الصناعة المزدهرة لا تخلو من عواقب على تلك البرمائيات. واستنكر العلماء “اندفاع المستخدمين للحصول على الضفادع – بما في ذلك الصيد الجائر والاستغلال المفرط والاتجار غير المشروع في المساحات القاحلة التي تمتد عبر الحدود مع المكسيك”. إنهم يخشون انهيار تجمعات الضفادع الصحراوية.
ونتيجة للاستهلاك المفرط لضفدع صحراء سونوران، والذي كان منتشرًا في جنوب الولايات المتحدة، قد اختفى من ولاية كاليفورنيا، حيث لم يتم العثور عليه في البرية منذ عقود. كما تم تصنيف الضفدع على أنها “مهددة” بالانقراض من قبل سلطات ولاية نيو مكسيكو، لا سيما بسبب الصيد المفرط.
بطل الملاكمة السابق تايزون أشهر المستهلكين
لم يتردد بطل الملاكمة السابق، مايك تايسون، في الاعتراف بمغامراته مع سم ضفدع صحراء سونوران، بل يعتبر من أكبر المدافعين عن تعاطي المخدرات “الترفيهية” في الولايات المتحدة وبقية العالم.
وحسب “العربي الجديد” قال بطل الملاكمة السابق، خلال برنامج “هوت بوكسين” في نونبر من السنة الماضية، إنه “فارق الحياة” خلال تجربته الأولى مع “مخدر الضفدع” معتبراً إياه إحدى أكبر التجارب المخدرة في حياته.
وحسب نفس المصدر، كشف الملاكم الأميركي، أنه خاض التجربة 53 مرة مع هذا النوع من الضفادع الذي يكون في سبات تحت الأرض لمدة سبعة أشهر من السنة، ولكن عندما يكون فوق سطح الأرض، يمكن تدخين سمها لإنتاج رحلة قصيرة ذات تأثير نفسي.
وواصل تايسون الذي كان مغرماً جداً بـ”الضفدع الثلاثي”، لدرجة أنه يمتلك “حضانة” كاملة من البرمائيات في مزرعته جنوب كاليفورنيا: “فعلت ذلك من باب الجرأة قبل أربع سنوات، كنت أعاني من زيادة الوزن وكنت أشرب بكثرة وأتعاطى المخدرات، ولم أكن سعيداً.. فاقترح عليّ أحد أصدقائي أن أجرب سم الضفدع”.
مضاعفات استهلاك سم الضفدع
حسب “الطبي”، تتعدد الآثار الجانبيّة لهذا النوع من المخدرات فعمليّة تبخره تؤدي الى الاحساس بالتنفس الخشن كما ان العديد من الدراسات أثبتت ان تعاطي هذا المخدر يؤدي الى زيادة ضغط الدم، سرعة نبضات القلب، توسع حدقة العين، ارتفاع درجة حرارة المستقيم، اضافة الى زيادة تركيز العديد من الهرمونات في الدم مثل الكورتيزول وهرمون الحليب.
اترك تعليقاً