منوعات

دراسة جديدة: عشر حالات السرطان عبر العالم تسببها الفيروسات

المغرب

ينتشر اعتقاد سائد مفاده أن مرض السرطان ينتج في الراجح عن وجود استعداد وراثي عند المريض، تتحول بفعله خلاياه السليمة إلى أورام خبيثة تنمو بدون ضوابط ولا قيود، وتغزوا وتدمر مختلف الأنسجة، في تفاعل مع عوامل أخرى مثل العوامل المادية المسرطنة (مثل الأشعّة فوق البنفسجية والأشعّة المؤيّنة)، والعوامل الكيميائية المسرطنة، والعوامل البيولوجية المسرطنة، مثل الالتهابات الناجمة عن بعض الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات.

غير أن الاكتشاف الجديد، يؤكد أن الفيروسات لا تلعب دورها في مرض السرطان فقط من خلال الالتهابات التي تحدثها، مثل باقي الميكروبات المشار إليها، بل يمكنها ان تفضي إلى الإصابة بالسرطان من خلال الارتباط ببروتينات المضيف، والتكاثر عندما يضعف جهاز المناعة البشري، واختطاف الخلايا البشرية، حسب ميدل إيست أونلاين.

ما السرطان؟

حسب منظمة الصحة العالمية، السرطان مصطلح عام يشمل مجموعة كبيرة من الأمراض التي يمكن أن تصيب أي جزء من الجسم، وهناك مصطلحات أخرى مستخدمة هي الأورام الخبيثة والتنشُّؤات. ومن السمات المميزة للسرطان التولّد السريع لخلايا شاذة تنمو خارج نطاق حدودها المعتادة وبإمكانها أن تغزو بعد ذلك أجزاءً مجاورة من الجسم وتنتشر في أعضاء أخرى منه؛ وتُطلق على العملية الأخيرة تسمية النقيلة، وتمثل النقائل المنتشرة على نطاق واسع أهم أسباب الوفاة من جراء السرطان.

كيف تحدث الفيروسات السرطان

تعرف الفيروسات بأنها كائنات صغيرة جدا، ولا يمكن رؤية معظمها بالمجهر العادي. وتتكون من عدد صغير من الجينات على شكل “دي ان اي” أو “ار ان اي” محاطة بغلاف بروتيني.

وفي دراسة نشرت في المكتبة الوطنية للطب بالولايات المتحدة، حسب ميدل إيست أونلاين، تم إجراء مزيد من التحقيق في الفيروسات وسرطان الإنسان.

وأشارت الدراسة إلى أن “الفيروس يجب أن يدخل الخلية الحية ويتولى آلية الخلية للتكاثر وإنتاج المزيد من الفيروسات.

وتقوم بعض الفيروسات بذلك عن طريق إدخال الحمض النووي الخاص بها (أو الحمض النووي شنكالريبي) في الخلية المضيفة.

وعندما يؤثر الحمض النووي أو الحمض النووي الريبي في جينات الخلية المضيفة، يمكن أن يدفع الخلية نحو التحول إلى سرطان.

ويُعتقد أن حوالي 10 بالمئة من حالات السرطان في جميع أنحاء العالم ناجمة عن الفيروسات، ومعظم هذه الحالات تصيب الأشخاص في البلدان النامية.

وقد يستغرق ظهور أعراض على العديد من السرطانات المرتبطة بالفيروس سنوات، ما يجعل من الصعب معرفة هذه النسبة على وجه اليقين.

وإذا تم تشخيص إصابتك بفيروس مرتبط بالسرطان، فقد تكون في خطر متزايد للإصابة بنوع السرطان المرتبط.

وإذا كان لديك خطر معروف، فمن المهم أن تواكب الفحوصات الموصى بها والاستراتيجيات الوقائية لتجنب العواقب الخطيرة المحتملة للسرطان.

تشمل الفيروسات التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان فيروسات الورم الحليمي البشري، وفيروس اينشتاين بار المعروف بالهربس، و فيروس التهاب الكبد بي وسي وفيروس نقص المناعة البشرية وفيروس تي- الليمفاوي البشري، واخيرا فيروس خلية ميركل التورامي

وهناك عدة طرق يمكن أن يتسبب بها الفيروس في الإصابة بالسرطان منها إتلاف الحمض النووي مباشرة في الخلايا المضيفة، ما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان

ويمكن ايضا للفيروسات تعديل جهاز المناعة بحيث يكون أقل قدرة على محاربة الخلايا السرطانية (التي قد تكون نشأت في البداية بسبب شيء آخر غير الفيروس)

كما قد تسبب الفيروسات التهابا مزمنا او إعاقة تنظيم الجسم الطبيعي لانقسام الخلايا.

حقائق عن انتشار السرطان عبر العالم

حسب منظمة الصحة العالمية، السرطان سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، وقد أزهق أرواح 10 ملايين شخص في عام 2020.

وفيما يلي أكثر أنواعه شيوعاً في عام 2020 (من حيث حالات السرطان الجديدة)، حسب المنظمة الدولية:

  • سرطان الثدي (2.26 مليون حالة)؛
  • وسرطان الرئة (2.21 مليون حالة)؛
  • وسرطان القولون والمستقيم (1.93 مليون حالة)؛
  • وسرطان البروستات (1.41 مليون حالة)؛
  • وسرطان الجلد (غير الميلانوما) (1.20 مليون حالة)؛
  • وسرطان المعدة (1.09 مليون حالة).

وفيما يلي، حسب نفس المصدر، الأسباب الأكثر شيوعاً للوفاة من جراء السرطان في عام 2020:

  • الرئة (1.80 مليون وفاة)؛
  • والقولون والمستقيم (000 916 وفاة)؛
  • والكبد (000 830 وفاة)؛
  • والمعدة (000 769 وفاة)؛
  • والثدي (000 685 وفاة).

ويُصاب بالسرطان سنوياً 000 400 طفل تقريباً. وتختلف أنواع السرطان الأكثر شيوعاً بين البلدان، ويمثل سرطان عنق الرحم أكثر أنواع السرطان شيوعاً في 23 بلداً.

أسباب السرطان حسب منظمة الصحة

ينشأ السرطان عن تحول خلايا عادية إلى أخرى ورمية في عملية متعدّدة المراحل تتطور عموماً من آفة سابقة للتسرطن إلى ورم خبيث. وهذه التغيرات ناجمة عن التفاعل بين العوامل الوراثية للشخص و فئات من العوامل الخارجية، لم تذكر منها المنظمة الدولية الفيروسات كما جاء في الدراسة الجديدة، وذكرت ثلاثة عوامل هي:

  • العوامل المادية المسرطنة، مثل الأشعّة فوق البنفسجية والأشعّة المؤيّنة؛
  • والعوامل الكيميائية المسرطنة، مثل الأسبستوس ومكوّنات دخان التبغ والكحول والأفلاتوكسين (أحد الملوّثات الغذائية) والزرنيخ (أحد ملوّثات مياه الشرب)؛
  • والعوامل البيولوجية المسرطنة، مثل الالتهابات الناجمة عن بعض الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات.

وحسب نفس المنظمة، يرتفع بشدة معدل الإصابة بالسرطان مع التقدم في السن، وذلك على الأرجح بسبب تراكم مخاطر الإصابة بأنواع محدّدة منه، والتي تزداد مع التقدم في السن. ويقترن تراكم مخاطر الإصابة بالسرطان بميل فعالية آليات إصلاح الخلايا إلى الاضمحلال كلّما تقدم الشخص في السن.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *