منوعات

تقدر كتلته بـ500 ألف مليار طن.. “ناسا” ترصد أكبر مذنب فضائي يتجه نحو الشمس

رصد تليسكوب هابل لوكالة الفضاء الأميركية، ناسا، ما اعتبره بيان الوكالة أكبر مذنب يوجه نحو الشمس.

وانتبه البشر إلى وجود المذنبات مند العصور القديمة، وكان الناس يتطيرون منها، ويتوجسون منها خيفة، ونسجوا حولها العديد من الأساطير.

والمذنب هو جسم جليدي صغير يدور في النظام الشمسي يظهر عندما يكون قريبا من الشمس، ويعرض في غيبوبة مرئية، وكذلك في بعض الأحيان يظهر الذيل. هذه الظواهر ليست على حد سواء نظرا لآثار الإشعاع الشمسي والرياح الشمسية على نواة المذنب التي تتكون بدورها من مجموعات فضفاضة من الجليد والغبار والجسيمات الصخرية الصغيرة، التي تتراوح بين بضعة أمتار إلى عشرات الكيلومترات.

وحسب قناة الحرة، تمكن تلسكوب هابل من رصد نواة أكبر مذنب يبلغ قطره نحو 128 كيلومترا، يعرف باسم  (C/2014 UN271  برناردينيلي – برنشتاين)، بحسب بيان صحفي لناسا.

وحسب نفس المصدر، تعتبر نواة هذا المذنب أكبر بحوالي 50 مرة من نواة معظم المذنبات في الفضاء، إذ تقدر كتلته بنحو 500 ألف مليار طن، وحجمه أكبر من ولاية رود آيلاند.

يتجه نحو الشمس منذ أكثر من مليون عام

يعود اكتشاف هذا المذنب أول مرة إلى العام 2014، عندما رصده علماء الفلك، بيدرو برناردينيلي، وجاري برنشتاين باستخدام صور أرشيفية من مرصد سيرو تولولو في تشيلي، عندما كان على بعد ثلاثة مليارات ميل من الشمس.

ديفيد جيويت، عالم متخصص بالفلك في جامعة كاليفورنيا ومؤلف في الدراسة التي نشرتها مجلة “أستروفيزيكال جورنال”، قال إن “هذا المذنب حرفيا يشبه قمة جبل الجليد لعدة آلاف من المذنبات الخافتة جدا بحيث لا يمكن رؤيتها في الأجزاء الأبعد من النظام الشمسي”.

وأضاف “أنه لطالما اشتبهنا في أن هذا المذنب كبيرا لأنه ساطع جدا على هذه المسافة الكبيرة. والآن نؤكد ذلك”.

وقال مان تو هوي، من جامعة ماكوا للعلوم والتكنولوجيا “لقد كان عنصرا مذهلا، بالنظر إلى نشاطه وهو بعيد عن الشمس.. اعتقدنا أن المذنب سيكون كبيرا جدا لكننا كنا بحاجة إلى أفضل البيانات لتأكيد ذلك”، وهو ما حققه تسلكوب هابل الذي التقط 5 صور للمذنب في يناير 2022.

وأشار البيان إلى أن التحدي أمام العلماء كان قياس حجم المذنب، وكيفية التمييز بين النواة الصلبة والأتربة الضخمة التي تحيط به، خاصة وأنه بعيد جدا حيث لا يمكن معرفة نواته بصريا، ما دفع العلماء إلى إنشاء نموذج خوارزمية لتحديد حجمه بدقة.

ويتجه المذنب نحو الشمس منذ أكثر من مليون عام، وهو قادم مما يعرف بسحابة أورت، التي تمتد على مسافة تبلغ 2000 إلى 5000 ضعف المسافة بين الشمس والأرض، وهي تضم مذنبات تشكلت في النظام الشمسي منذ مليارات السنين ولكن مداراتها تعرضت للاضطراب بسبب جاذبية نجم عابر.

ويقع المذنب حاليا على بعد أقل من 2 مليار ميل من الشمس، حيث تبلغ درجات الحرارة أكثر من 348 درجة فهرنهايت سالبة.

الاكتشاف الأول

حسب موقع (scientificamerican) أُطلق على الجرم في البداية اسم 2014 UN271، ثم تمت تسميته رسمسا  C/2014 UN271 (برناردينيلي – برنشتاين) نسبةً إلى مكتشفيه: برناردينيلي وزميله من جامعة بنسلفانيا جاري برنشتاين.

رصد المذنب، حسب نفس المصدر، لأول مرة عام 2014 من خلال مشروع يسمى مسح الطاقة المظلمة (DES)، لكن برناردينيلي وبرنشتاين لم يكتشفا المذنب إلا مؤخرًا، بعد أن تجلى في تحليلهما لنحو 80 ألف صورة تقريبًا التُقطت في إطار مشروع مسح الطاقة المظلمة على مدى السنوات العديدة الماضية، كشفت الصور التي التُقطت عام 2014 أن المذنب كان كامنًا على بُعد مسافة تقدر بـ30 ضِعف المسافة بين الأرض والشمس، أو 30 وحدة فلكية (AU)، الآن، وبعد قرابة 8 سنوات، أصبح الجرم على بُعد 20 وحدة فلكية ويستمر في الاقتراب منا، وأقرب موضع إليه من الشمس سيكون على بُعد 10.9 وحدات فلكية، وسيصل إليه في يناير 2031.

وحسب المصدر ذاته، هذا الموضع لا يبعد كثيرًا عن مدار زحل، بل إنه قريب بما يكفي لدرجة أن البعض قد تخيل إمكانية إرسال مركبة فضائية إلى الجرم في زيارة عابرة، تشير التقديرات الحالية إلى أن المذنب يستغرق ثلاثة ملايين سنة للدوران حول الشمس، ويرتحل لمسافة تقارب 0.9 سنة ضوئية -في أعماق سحابة أورت- قبل الدخول في النظام الشمسي مرةً أخرى.

وأضاف المصدر ذاته أن حجم الجرم وقربه الداني على حدٍّ سواء أسرا عقول علماء الفلك، يقول ديفيد جيويت من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: “إنه اكتشافٌ مثيرٌ للغاية”، وعلى الرغم من أن ما يصل من أشعة الشمس إلى المذنب في موقعه الحالي أقل بـ400 مرة مما يصل إلى سطح الأرض، فإنه مضيء بدرجة تسمح للتلسكوبات برؤيته، مما يشير إلى أن عرضه يجب أن يتراوح بين 100 كيلومتر و370 كيلومترًا، ينشأ عدم اليقين حيال الحجم نتيجةً لانعكاسية الجرم وشكله غير المعروفين، لكن سواء كان عرضه 100 كيلومتر أم 370 كيلومترًا، فإن هذا الحجم التقديري يجعله أكبر بكثير من أي مذنب معروف سابقًا، ويليه من حيث حجم النواة المذنب هيل بوب، الذي أبهر مراقبي النجوم عام 1997، وكان حجمه ضئيلًا نسبيًّا، فلم يبلغ سوى 60 كيلومترًا، يقول آلان فيتزسيمونز من جامعة كوينز في بلفاست: إن مذنب برناردينيلي-برنشتاين هو “بالتأكيد أكبر مذنب رأيناه في العصر الفلكي الحديث”، مضيفًا: “لقد رصدنا مذنبات فائقة السطوع عبر التاريخ المسجل، ولكن كان ذلك قبل اختراع التلسكوب [في القرن السابع عشر]”.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *