سياسة

“سانشيز” يتجاهل مطلب “فوكس” بتدخل حلف “الناتو” في سبتة ومليلية

تجاهل رئيس الحكومة الإسبانية، “بيدرو سانشيز” مقترح تقدم به حزب “فوكس” المعادي للمغرب، بتعديل المادة 6 من معاهدة حلف شمال الأطلسي المؤرخة في 4 أبريل 1949، لضمان تدخل “الناتو” لحماية سبتة ومليلية المحتلتين.

ونقلت صحيفة “لاراثون” الإسبانية، عن مصادر في حكومة “بيدرو سانشيز” قولها، إنه “ليس على جدول أعمال الحكومة تعديل المعاهدة التأسيسية لحلف الناتو”، وهو ما يعني بشكل رسمي أن إسبانيا لن تطلب تدخل “الناتو” في سبتة ومليلية.

وكانت هذه النقطة مطلبا لعدد من التشكيلات السياسية الإسبانية المعادية للمغرب، من بينها حزب “فوكس”، خصوصا مع قرب انعقاد قمة حلف “الناتو” المقررة شهر يونيو المقبل بالعاصمة مدريد.

يأتي ذلك بعد الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية “بيدرو سانشيز” إلى المغرب، بدعوة من الملك محمد السادس، في إطار تدشين مرحلة جديدة من الشراكة بين المملكتين المغربية والإسبانية.

وكان حزب “فوكس”، قد أصر على ضرورة تدخل حلف شمال الأطلسي لحماية المدينتين المحتلتين، داعيا إلى العمل من أجل تعديل المادة 6 من معاهدة شمال الأطلسي، المؤرخة في 4 أبريل 1949، “بحيث تجمع وتشمل، صراحة، المدن الإسبانية في شمال أفريقيا سبتة ومليلية”.

كما اقترح الحزب الشعبي الإسباني دمج سبتة ومليلية المحتلتين في منطقة “شنغن”، وذلك ردا على المحاولات المتكررة لدخول المدينتين من طرف مهاجرين سريين، كان آخرها تسلق أكثر من 2500 أفريقي من جنوب الصحراء الكبرى السياج الحدودي بين الناظور ومليلية، ونجاح حوالي 850 منهم من الوصول إلى مليلية.

وفي وقت سابق دعا “فوكس” المنتمي إلى تيار أقصى اليمين البرلمانات الإقليمية إلى الاعتراف بإسبانية المدينتين سبتة ومليلية المحتلتين، وذلك بعد الهجمات التي عرفتها الحدود الإسبانية المغربية الأسابيع الماضية، وفق ما أوردته وكالة “أوروبا بريس”.

ويدافع الحزب عن الحاجة إلى هذه المبادرة بعد المحاولات الأخيرة لعبور سياج مليلية، والتي أضيفت إليها محاولات سبتة في الأشهر الماضية، داعيا الحكومة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة بما في ذلك نشر القوات العسكرية إذا لزم الأمر.

فتح الحدود
بعد سنتين من إغلاقها بسبب الأزمة السياسية بين البلدين وتداعيات جائحة “كورونا”، قرر المغرب وإسبانيا، رسميا،  الخميس 7 أبريل الجاري، إعادة فتح الحدود البرية والبحرية بين البلدين، وإطلاق الاستعدادات لعملية “مرحبا 2022”.

جاء ذلك في البيان المشترك الذي تم اعتماده في ختام المباحثات المعمقة بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، الذي يقوم بزيارة رسمية للمغرب بدعوة من الملك.

وأشار البيان المشترك إلى أن المغرب وإسبانيا قررا الاتفاق على تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خارطة طريق تتضمن 16 نقطة، تدشن لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين الجارين.

وأفاد البيان المشترك بين البلدين بأن زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب تشكل لحظة مهمة لتعزيز خارطة الطريق المذكورة، وتحديد الأولويات للاجتماع المقبل، الرفيع المستوى، المقرر عقده قبل نهاية السنة الجارية.

وتتضمن خارطة الطريق الاستئناف الكامل للحركة العادية للأفراد والبضائع بشكل منظم، بما فيها الترتيبات المناسبة للمراقبة الجمركية وللأشخاص على المستوى البري والبحري.

وتم الاتفاق، ضمن خارطة الطريق، على  إعادة الربط البحري للمسافرين بين البلدين، حالا وبشكل متدرج إلى حين فتح مجموع الرحلات، كما سيتم إطلاق الاستعدادات لعملية مرحبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *