سياسة

الكنبوري: “البيجيدي” تخلى عن مرجعيته الدينية في الحكم.. وعودته للساحة صعبة (فيديو)

تصوير ومونتاج: ياسين السالمي

قال الكاتب والباحث في الجماعات الإسلامية والفكر الإسلامي ادريس الكنبوري، إن حزب العدالة والتنمية فشل في استثمار الخطاب الديني أثناء تواجده في الحكومة، مبرزا أن هذا الفشل من بين الأسباب التي دفعت إلى عدم ثقة الناخبين فيه من جديد إبان انتخابات 2021.

ويرى الكنبوري الذي حلّ ضيفا في الحلقة الرابعة من برنامج “ضيف وقضية” على “العمق”، أنه “من الصعب أن يعود حزب العدالة والتنمية وأن يستدرك ماضيه ويعود إلى إشعاعه السابق، لأن الحركة الإسلامية من طبيعتها إذا سقطت لا تستطيع النهوض إلا بشكل صعب جدا، خاصة في مجتمع مركب كالمغرب، وبالخصوص عندما تكون الدولة طرفا في الاستثمار السياسي للدين”.

في هذه الحالة، يضييف الكنبوري، ظل لحزب العدالة والتنمية هامشا محدودا انضاف إليه فشله على مستوى التدبير الحكومي، وهنا كانت الصعوبة مزدوجة أمام “البيجيدي”، ومن الصعب أن يعيد ماضية وأن يستقطب الناخبين على أساس نفس الخطاب الديني”.

واعتبر الباحث في الفكر الإسلامي، أن الانتخابات الأخيرة التي احتل فيها العدالة والتنمية المرتبة الثامنة، كانت انتكاسة وعقوبة شديدة عليه، وهذا الوضع يرتب عليه مجموعة من التحديات إذا أراد أن يحيي من جديد خطابه السياسي باعتبار الدين جزء منه في حال ما إذا استطاع الحزب أن يقوم بنقد ذاتي أولا”.

وهنا رأى الكنبوري أن مشكل “البيجيدي” “اليوم أنه لم يقم بنقد ذاتي بل انتقل مباشرة إلى التبشير بالقيم الدينية من جديد وإلى التوصية بالمحافظة على المرجعية الإسلامية وهذا هو الخطاب الذي كنا نسمعه قبل الربيع العربي”، مشددا على أن “الأمور اليوم تغيرت  كثيرا، وعلى الحزب أن يغير خطابه السياسي كذلك، وأن يتحدث عن أسباب الفشل من خلال تقديم نقد ذاتي أمام الشعب والكشف عن من هم جيوب المقاومة والتماسيح والعفاريت الذين تحدث عنهم ابن كيران، وأن يتحدث عن الخلفيات الحقيقية وراء تنازله عن قيمه الدينية أثناء تواجده في الحكومة وتنزيله برنامجه الانتخابي حتى يتمكن الحزب من امتصاص غضب الجماهير”.

وفيما يتعلق بتصريح ابن كيران الأخير المتعلق بكون الدين هو المرجعية الأصلية للحزب والتي لن يتراجع عنها، قال الكنبوري بأن “هذا التصريح لم يكن في محله، لأن الناخبين يعرضون هذا الكلام على عشر سنوات من قيادة الحزب للحكومة، فالخطاب الضمني لدى الناخب أو المواطن يقول “أنت كحزب إذ لم تستطع خلال عشر سنوات أن تستثمر هذا الخطاب الديني على مستوى الممارسة كيف تعود له على مستوى المعارضة”.

واعتبر أن الإسلاميين يغترفون من الإسلام ويعتبرونه مرجعيتهم، لكن الممارسة وحضور الدين في خطابهم السياسي يتقلص بشكل كبير نظرا لأن الدين يبقى حكرا على الدولة، أو “من وظائف الإمامة العظمى الممثلة في إمارة المؤمنين، وبالتالي يتابع الكنبوري، فإن “هناك سقف يحد من تنامي الخطاب السياسي المرتبط بالدين لدى الإسلاميين، لكن هذا الخطاب الديني لديهم يبقى حاضرا على مستوى المواجهة مع الخصوم السياسية أو في المعارض”.

وذكر الكنبوري أن حزب العدالة والتنمية “كان دائما يستمد مشروعيته الشعبية من الدين باعتبار غالبية الشعب مسلمة، وكان من الطبيعي أن يلتف حوله الناخبون في 2011، خاصة وأنه لم يمارس الحكم في السابق وظل في جبهة التصدي على صعيد الدفاع على القيم الدينية من خلال طابع احتجاجي الذي كان يتخذه باستمرار، لكن وصوله إلى الحكم جعل القيم الدينية للحزب توضع على محك الاختبار، وهذا أدى إلى نوع من خيبة أمل لدى الناخبين لأنه من وجهة نظرهم على الحزب أن يحافظ على نفس القيم عندما أعطيت له فرصة تطبيق الشعارات والمبادئ التي كان ينادي من قبل أثناء تواجده  في الحكومة”.

كما أن صعوبة استعمال الخطاب الديني في الخطاب السياسي لدى حزب العدالة والتنمية يقول الكنبوري، “أنه وجد نفسه أمام دولة ليست علمانية حتى يجابه باسم الدين وإنما دولة يرأسها أمير للمؤمنين والمفروض أن الدولة إسلامية وهو الخطاب الذي كان ينادي به الحزب، فوجد أن وظيفته هي إحياء القيم الاسلامية المهجورة، علما أن الإسلام هو إسلام الدولة والدولة إسلامية قائمة، وهذا ما فصل العدالة والتنمية عن باقي الأحزاب الإسلامية في العالم العربي كمصر وتونس”، بحسب الكنبوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *