منوعات

تحذير أممي: العالم سيواجه 560 كارثة سنوية بحلول عام 2030

بعد تنبيهات سابقة لخصها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في قوله إننا “نسير نائمين حول كارثة مناخية”، حذر مكتب الأمم المتحدة، الثلاثاء، من أنه بحلول عام 2030 سنواجه 560 كارثة حول العالم كل عام، أي بمعدل 1,5 كارثة يوميا.

وجاء تحذير الأمم المتحدة في تقرير شدد على أن البشرية تعاني من “تصور خاطئ للمخاطر”، وأن ذلك يفاقم الأنشطة والسلوكيات التي تسبب تغير المناخ وعدد متزايد من الكوارث في أنحاء العالم.

وحسب قناة الحرة، خلص مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في تقرير جديد إلى وقوع ما بين 350 و500 كارثة متوسطة إلى واسعة النطاق على مستوى العالم سنويا على مدى العقدين الماضيين.

وقال إن ذلك يزيد بخمس مرات عن المتوسط خلال العقود الثلاثة السابقة.

وفي ظل تغير المناخ، من المتوقع أن تقع أحداث كارثية ناجمة عن الجفاف ودرجات الحرارة القصوى والفيضانات المدمرة بشكل متكرر أكثر في المستقبل.

وأضاف مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في بيان، حسب نفس المصدر، أن الارتفاع الحاد في عدد الكوارث على مستوى العالم يمكن أن يُعزى إلى “تصور خاطئ للمخاطر على أساس التفاؤل والتقليل من الأهمية والشعور بالمناعة”.

وقدر أن ذلك يقود إلى قرارات تتعلق بالسياسة والتمويل والتنمية أدت إلى تفاقم مواطن الضعف وتعريض الناس للخطر.

من جانبها، حذرت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد في البيان من أن تجاهل المخاطر الكبيرة التي نواجهها “يضع البشرية في دوامة تدمير ذاتي”.

البلدان منخفضة الدخل أكثر المتضررين

كان لتجاهل المخاطر ثمن باهظ، إذ خلص التقرير إلى أن الكوارث في أنحاء العالم كلفت ما يقرب من 170 مليار دولار سنويا على مدى العقد الماضي.

لكن معظم الكوارث تحدث في البلدان منخفضة الدخل التي تخسر في المتوسط 1 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي بسبب الكوارث سنويا، مقارنة ب0,1 إلى 0,2 بالمئة فقط في الدول الأكثر ثراء.

ولفت التقرير إلى أن منطقتي آسيا والمحيط الهادئ تعانيان من أكبر الخسائر الاقتصادية

ومع زيادة عدد الكوارث، سترتفع التكاليف أيضا.

وقدر التقرير أن 37,6 مليون شخص آخر سيعيشون في ظروف فقر مدقع بحلول عام 2030 بسبب آثار تغير المناخ والكوارث.

ومعظم الخسائر المتعلقة بالكوارث لا تغطيها شركات التأمين، فمنذ عام 1980 تم تغطية حوالي 40 بالمئة فقط من الخسائر على مستوى العالم، لكن النسبة تتراجع في البلدان النامية إلى أقل من 10 بالمئة

وشددت رئيسة مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث مامي ميزوتوري في البيان على أنه “يمكن منع الكوارث، ولكن فقط إذا استثمرت الدول الوقت والموارد لفهم مخاطرها وتقليلها”

لكنها حذرت من أنه “من خلال التجاهل المتعمد للمخاطر وعدم اعتبارها في عملية صنع القرار، فإن العالم يمول فعليا تدميره”.

“التفاؤل الساذج”

في تصريح سابق قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الهدف المتمثل في الحفاظ على 1.5 درجة مئوية يمر بمرحلة حرجة وهو في “العناية المركزة”.
وتحدث الأمين العام عبر الفيديو في حدث نظمته مجلة الإيكونيميست الأسبوعية حول الاستدامة، حيث تركزت كلمته على الجهود الجارية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وإبقاء الهدف 1.5 درجة مئوية في متناول اليد، حسب موقع “أخبار الأمم المتحدة”.

وفي نفس كلمته قال الأمين العام، حسب نفس المصدر، إن العالم خرج من قمة غلاسكو للمناخ ببعض “التفاؤل الساذج.”

فبرغم إشارته إلى التقدم الذي تم إحرازه في القمة التي عقدت العام الماضي، مثل الالتزامات التي تم قطعها بإنهاء إزالة الغابات، والالتزامات بتقليل انبعاثات غاز الميثان، “لكن المشكلة الرئيسية لم تحل وهذه المشكلة الرئيسية هي الفجوة في الانبعاثات الهائلة.”

وتساءل أنطونيو غوتيريش: كيف يمكننا إبقاء هدف 1.5 درجة مئوية في متناول اليد؟

ثم أجاب قائلا: “من خلال تسريع التخلص التدريجي من الفحم وجميع أنواع الوقود الأحفوري، وتنفيذ انتقال سريع وعادل ومستدام للطاقة … من خلال احترام التعهد الذي تم قطعه في غلاسكو بتعزيز خطط المناخ الوطنية كل عام حتى تتوافق مع 1.5 درجة مئوية. من خلال تحقيق نتائج ملموسة هذا العام بشأن تحالفات المناخ لمساعدة الاقتصادات الناشئة على التخلص التدريجي من الفحم…. من خلال الإسراع في إزالة الكربون من القطاعات الرئيسية مثل الشحن، والطيران، والصلب، والأسمنت. ومن خلال حماية الفئات الأكثر ضعفا وضمان التركيز المتساوي على التكيف (مع آثار المناخ).”

وشدد الأمين العام على أن هذا هو السبيل الوحيد الذي سننقذ به هدف الـ 1.5 درجة مئوية، مشيرا إلى أن الحفاظ على هذا الهدف في متناول اليد يتطلب “انخفاضا بنسبة 45 في المائة في الانبعاثات العالمية بحلول عام 2030 وحياد الكربون بحلول منتصف القرن. هذه المشكلة لم تحل في غلاسكو. في الواقع، المشكلة تزداد سوءا.”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *