حماية النشء (18): نماذج تطبيقية للسلوك التوكيدي في مواقف التحرش والتنمر عند الأطفال (فيديو)

في الحلقة الـ18 من برنامج “حماية النشء”، قدم الدكتور والطبيب النفساني، محمد السعيد الكرعاني، نماذج تطبيقية لمهارة السلوك التوكيدي، هذه المهارة التي تطرق لها بالتفصيل في الحلقات السابقة ضمن سلسلة المهارات النفسية والاجتماعية التي تبثها جريدة “العمق” على قناتها في “اليوتيوب”.

وأوضح الكرعاني أن أهم مهارة يجب تعلمها وتعليمها في السلوك التوكيدي، هي مهارة الرفض الفعال؛ متى نقول لا بطريقة فعالة في موقف يستدعي ذلك، وكيف نتجنب قول نعم في موقف يستدعي منا الرفض، مشيرا إلى أن عدد كبيرا من الناس يقولون نعم في موقف يرفضونه، وهذا يسبب مشاكل لهم في علاقتهم بذواتهم ومصالحهم، ويؤثر على صحتهم وجودة العلاقات بينهم وبين الناس.

وأوضح المتحدث أن أهم المهارات المهمة للأطفال والمراهقين، هي أن يتعلموا أن من حقهم قول “لا” في مواقف يرفضونها، وأن هذا من واجب التربية التي يجب عليها أن تفهمهم هذا الحق، عكس التربية التي ترسخ عند الطفل أو المراهق أن قول “لا” عيب وليس من اللباقة في شيء.

وزاد الكرعاني أن التربية التي ترسخ فكرة الموافقة على كل شيء خطيرة جدا، لأن هناك مواقف في الحياة تستدعى أن يقول الطفل والراشد لا بكل قوة وشجاعة، وبدون الحاجة إلى العدوانية.

وأشار هنا إلى أن الأبحاث العلمية أبانت أن عددا من ضحايا التحرش الجنسي، تكون تربيتهم ترسخ فكرة الموافقة على كل شيئ، وأنه من العيب أن تبدي الرفض في مواقف الحياة، مشيرا إلى أننا في الحاجة إلى مراجعة أنفسنا من أسلوب التربية هذا.

وقال أيضا، إنه المواقف التي ينفع فيها السلوك التوكيدي، هي تلك المرتبطة بالتنمر الذي يعرفه المجال المدرسي بالعالم، ويأثر بشكل كارثي على الصحة النفسية للضحايا وللمعتدين.

ويضيف؛ “لما نشرح للطفل أن مثل هذه المواقف يمكن أن يرفضها وأن يستنجد بالكبار، وأن الكبار على وعي بهذه الظواهر، ويحسنون التصرف معها، سيكون لذلك وقاية في مجال الصحة النفسية للأطفال وفي مجال السلوك، لا بالنسبة للضحية ولا بالنسبة للمعتدي”.

واسترسل أن السلوك التوكيدي مهارة عرضانية، تطبق في مواقف متعددة، بين الأزواج كذلك وفي إبداء الرأي وفي الحاجة لطلب أو خدمة، وهي من أهم المهارات الوقائية التي تحدثت عنها منظمة الصحة العاملية.