منوعات

دراسة جديدة تكشف أسرار النمل في بناء الجسور

يستمر النمل في استقطاب اهتمام العلماء بسلوكه وحياته الاجتماعية، والعمل على كشف أسرار مظاهر في التنظيم والتنسيق والتعاون تضاهي ما لدى الإنسان.

والنمل لا توقفه بعض الفجوات أو مناطق لزجة عن مواصلة سيره لبلوغ أهدافه، إذ يستطيع بناء جسور موصلة بين طرفي مجاله من أجساد أفراده أو من الأتربة. وهو سلوك يستبطن مستويات من “الذكاء” حاولت دراسة جديدة الكشف عن أسراره.

وعلى الرغم من امتلاكه نحو 250 ألف خلية عصبية فقط مقارنة بمليارات الخلايا التي لدينا نحن البشر، حسب الجزيرة نت، فإن مملكة النمل ما زالت تضرب أروع الأمثلة على المآثر التي يمكن لأفرادها تحقيقها بتعاونهم معا. فممالك النمل أظهرت في دراسة سابقة قدرة على تجنب الازدحام، كما أن أفراد النمل يعرفون جيدا متى يتراجعون حتى يفسحوا المجال لفريقهم ليصبح أكثر فاعلية وكفاءة في أداء مهامه.

مهارات متنوعة

وحسب نفس المصدر، أشارت دراسة بحثية نشرت في دورية “إينسكت ساينس” (Insect Science) ونقلها باختصار موقع “ساينس ألرت” (Science Alert) إلى أن نمل النار الأحمر من نوع “سولينوبسيس إنفيكتا” (Solenopsis invicta) يستخدم مهارة خاصة لتمهيد طريقه وبناء جسور تمكنه من المرور على الأسطح اللزجة.

ويشتهر هذا النوع من النمل عامة بقدرته على استخدام أجساد أفراده لبناء الجسور وتحويل أنفسهم إلى أطواق نجاة تعصمهم من الفيضانات. ويستطيعون تحقيق ذلك بالتشبث ببعضهم بعضا مستخدمين الأقدام والمخالب والأفواه. ولكن، ما الآلية الدقيقة التي تمكنهم بالفعل من النجاح في هذه المهمة؟

في الواقع، تقوم كل نملة مفردة بإنشاء 14 اتصالا مع النمل المجاور لها، وذلك يخلق فقاعات حولها بمساعدة هيكلها الخارجي المقاوم للماء وهو ما يساعدها على الطفو على سطح الماء.

كما يستخدم النمل أيضا حيلة لنقل المؤن التي يصعب عليه نقلها مثل السوائل، إذ يترك مخلفاته وبعض أوراق الشجر في تلك السوائل، ومن ثم ينقل هذه المواد المبللة بتلك السوائل إلى أعشاشه. وبعض العلماء ذهب إلى أن النمل يفعل ذلك -إضافة إلى استخدام ماصَّاته الأنبوبية- كآلية لشفط الماء ومن ثم تقليل مخاطر الغرق.

وفي الدراسة السابقة، أظهر باحثو جامعة جنوب الصين الزراعية (South China Agricultural University) أن النمل يستخدم الفتات المحيط به (في هذه الحالة جزيئات التربة) لإنشاء جسر فوق سطح لزج من البرافين، كما أوضحت الدراسة أن هذا الفعل يزداد حدوثا إن توفر طعام للنمل في نطاق 20 سنتيمترا من محيطه.

بناء الجسور

وطبقا للتقرير الذي نشره موقع “ساينس ألرت” عن الدراسة في 16 أبريل/نيسان الجاري، فقد أوضح الفريق أن “النمل استطاع نقل المواد الغذائية بعد تكوين هذه الجسور فوق الأسطح اللزجة، لكنه أخفق في نقل المواد الغذائية على الأسطح اللزجة مباشرة أو على الأسطح اللزجة التي احتوت على قليل من الجزيئات المكونة لتلك الجسور”.

وقد لاحظ الفريق أيضا أن النمل قد كوّن هذه الجسور فوق الأسطح اللزجة التي لم تحتو على طعام، وذلك يشير إلى أن سلوك بناء الجسور يعتمد في الأساس على وجود أسطح لزجة وليس على الطعام.

ومن ثم، فإن العلماء يعتقدون أن النمل قد طوّر هذه الآلية لتغطية الأسطح الرطبة التي يتعذر عليه الوصول إليها عندما يقوم بالبحث عن الطعام، وذلك “منح هذا النوع من النمل ميزة تنافسية على غيره من أنواع النمل الأخرى” كما يقول الفريق.

غير أن الأمر الأكثر غرابة تمثل في قدرة النمل على بناء جسر من جزيئات هذه التربة فوق سطح مادة لزجة تعدّ من المواد الطاردة والمُنفِرة للنمل، كما أن قدرة النمل على إعادة تدوير الفتات من حوله تساعد في عملية التعكر العضوي (Bioturbation) التي تقوم فيها الحيوانات أو النباتات بخلط وتحريك الرواسب والتربة من حولها، على نحو يزيد من نفاذية الماء ويحسن من خصوبة التربة.

والنمل الناري، حسب ويكيبيديا، هو أحد أنواع النمل اللاسع، تقوم كل مستعمرة ببناء تلة كبيرة في مناطق مفتوحة، تتغذى على النباتات والبذور، تستطيع مهاجمة الحيوانات وقادرة على قتلهم، ولها لسعة قوية مؤلمة للإنسان والعوارض الجانبية للسعة ممكن أن تكون قاتلة للبعض. وقد عرف النمل الناري بخطورته وآذاه للإنسان، وخاصة في أمريكا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *