أدب وفنون

تمثال أبو الهول يثير جدلا واسعا في مصر .. هل أغمض عينيه؟

يكشف الجدل الدائر في مصر حول إغماض تمثال أبو الهول عينيه كأنه نائم بعد أن كانتا مفتوحتين طوال أزيد من 45 قرنا من الزمن، الأدوار التي تلعبها مواقع التواصل الاجتماعي وتكنلوجيا التصوير في التلاعب بالحقائق، والتلاعب نتيجة لذلك بالعقول.

وانقسم المصريون في مواقع التواصل الاجتماعي بين مصدق لقصة نوم التمثال والتندر منه باحثا عن تفسير ذلك، وبين مستهزئ بالرواية مفندا لها.

وتمثال أبو الهول في منطقة الأهرامات بمحافظة الجيزة بمصر يعد من أشهر التماثيل التاريخية الخاصة بالحقبة الفرعونية وأقدمها، ويرجع إلى نحو 2500 قبل الميلاد، حسب الجزيرة نت، وفق علماء الآثار. والتمثال هو تجسيد لمخلوق أسطوري بجسم أسد ورأس إنسان، ونحته الفراعنة من الحجر الكلسيّ، ويقول علماء الآثار إنه كان مغطا بطبقة من الجص وملون، ولا زالت آثار الألوان الأصلية ظاهرة بجانب إحدى أذنيه، إلا أنه تأثر بفعل العوامل الجوية والطقس.

أبو الهول يغمض عينيه

تشهد مصر جدلا واسعا على خلفية مقطع فيديو وصور متداولة في منصات التواصل الاجتماعي يظهر فيها تمثال “أبو الهول” الأثري الشهير وهو مغمض العينين، وفق رصد الأناضول، الأحد.
و ادعت حسابات على منصات التواصل أن أبو الهول أصبح فجأةً مغمض العينين، بينما قالت أخرى إن ذلك مجرد تخاريف وخزعبلات وشائعات.

وتنوعت التفاعلات حول الواقعة المزعومة، إذ أكد بعض الناشطين صحة الرواية التي تفيد بـ نوم أبو الهول دون ترميم أو تنظيف في منطقة الوجه.

وبينما أظهر مصريون قلقهم وتخوفهم بشأن هذه الصور إذا ثبتت صحتها. مشيرين إلى أنها ربما تكون “علامة” على أمر سيحدث قريبا، حسب وصفهم، تطرق آخرون للسخرية من الأمر عن طريق نشر تعليقات ورسوم مضحكة تشكك في صحة تلك الرواية وتحاول دحضها.

ووفق ما أظهرته أداة (كرواد تانغل) المتخصصة في رصد البيانات وقياسها على منصات التواصل، فإن كلمة أبو الهول ظهرت في 4325 منشورًا عبر فيسبوك، وأحدثت أكثر من 830 ألف تفاعل خلال 24 ساعة فقط.

وظهرت الكلمة نفسها في 42 منشورًا مختلفًا عبر منصة إنستغرام، ونتج عنها ما يقرب من 70 ألف تفاعل، خلال الـ24 ساعة الماضية أيضًا.

في المقابل، أظهرت أداة (تريندس ماب) -المتخصصة في رصد البيانات وقياسها عبر تويتر- ظهور الكلمة في 12500 تغريدة، محدثة أكثر من 5000 إعادة تغريد خلال 24 ساعة فقط.

ماذا حدث لعيني التمثال؟

وفق بحث أجرته وكالة سند للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة، فإن زاوية التصوير تعد السبب الرئيس في حالة الجدل المثارة، إذ ظهر أبو الهول نائمًا في صور قديمة التقطت من الزاوية المتداولة نفسها.

ونفت مصادر في وزارة السياحة والآثار المصرية الخبر المتداول، ورجحت أن تعديلًا قد جرى على الصور بأحد برامج تعديل الصور (فوتوشوب).

وقال أحمد عامر -الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات- إن تمثال أبو الهول لم تتغير ملامحه منذ آلاف السنين، ولم يتأثر بأي شيء، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية بينها أخبار اليوم الحكومية.

وأضاف تعليقًا على الفيديو أن التمثال منذ القدم مثار للجدل والأقاويل والشائعات نظرًا لغموضه وندرته بالحضارة المصرية القديمة.

ونقلت الصحيفة عن مجدي شلبي -الخبير الأثري في وزارة السياحة المصرية- قوله إن تمثال أبو الهول كما هو، ولم يحدث له أي تغيير.

وأفاد بأن من نشر تلك الصور استخدم الفوتوشوب أو صوّر أبو الهول بزاوية تصوير معينة أظهرت عينيه كأنهما مغمضتان ليس أكثر.

الأخبار الزائفة

وتقدم قصة نوم تمثال ابو الهول نموذجا حيا للأخبار الزائفة التي تولد من رحم الكذب وتتغدى وتنمو من الإثارة والخوف.

والأخبار الزائفة ظاهرة اتسع نطاقها من خلال وسائل الإعلام الرقمي بعد التوسع في قدرات نشر الأفلام على موقع يوتيوب ونشر الأخبار والصور على فيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. كما أن للصحافة الصفراء نصيبها في الترويج لمثل هذه الأخبار.

وتُعد الأخبار الزائفة أو كما يطلق عليها “The Fake News” ، حسب الجزيرة نت، من أخطر الأسلحة فتكاً بالمجتمعات والدول، وذلك بما تشكله من خطر على عقل ونفسية الإنسان، واستقرار وأمن المجتمع، خصوصا مع انتشارها غير المتحكم فيه، في ظل هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي على الحيز الأكبر منها، وهو ما يتطلب حزما في مواجهتها وتوعية الرأي العام بكيفيات التعاطي معها.

وحسب نفس المصدر، كشفت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سنة 2018، أن انتشار الأخبار الكاذبة والإشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي أسرع بكثير من الأخبار الحقيقية، حيث أوضحت الدراسة أن علة هذا الانتشار، ترجع إلى قدرة هذا النوع من الأخبار الكاذبة أو المضلّلة على خلق مشاعر الخوف أو الاندهاش الكبير لدى القراء والمتابعين، مما يضاعِف إقبال الناس على قراءتها ومشاركتها مع آخرين، ووجد هذا النوع من الأخبار ضالته في انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب سهولة الولوج إليها، ووفرة الإمكانيات اللوجستية والتقنية كاللوائح الإلكترونية والهواتف الذكية، حيث أصبحت تعرف طفرةً مضاعفة وعابرة للحدود، وذلك لطبيعة هذه المنصات المساعدة على النشر دون تكلفة ودون رقابة، كما تساعد طبيعتها المثيرة للجدل في الانتشار بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال بحثهم عن السبق في نشر الأخبار، خصوصا إذا تعلق الموضوع بقضايا تستأثر باهتمام الرأي العام، سعيا منهم إلى حصد المزيد من الإعجابات والمشاركات والتعاليق، بغية كسب قاعدة جماهيرية على هذه المنصات بهدف تصنيفهم ضمن خانة “المؤثرين”.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *