منوعات

دراسات توضح أسباب تفوق النساء على الرجال على مستوى الإنتاجية في العمل

عاملات كابلاج

يوم عن يوم تفقد الصورة النمطية حول تفوق الرجال على النساء في العمل مصداقيتها، وتكشف أن الأرضيات التمييزية التي تحرم النساء من حقهن في العدل في الأجور وتولي المناصب القيادية لا تقوم على أسس موضوعية.

وإذا كان من غايات العمل الأساسية رفع الإنتاجية، فإن الدراسات والأبحاث العلمية تقدم الحجج على أن النساء يتفوقن على الرجال في الإنتاجية في العمل.

ومن النتائج المهمة التي كشفت عنها الأبحاث العلمية، حسب الجزيرة نت، أن النساء يعملن بجد بنسبة 10% أكثر من الرجال، ولديهن معدل إتمام عمل مساو قليلا أو أكثر من الرجال، وفقا للنتائج التي تم إصدارها عام 2018 من منصة الإنتاجية “هايف” (Hive)، بناء على بيانات 3 آلاف مستخدم من الذكور والإناث لمنصتها، حيث تأكد أنه في مكان العمل، تكون النساء أكثر إنتاجية من الرجال.

لماذا يتم إعطاء النساء المزيد من العمل للقيام به؟

وحسب نفس المصدر، وجد تقرير “هايف” حول “حالة مكان العمل” (Hive State of the Workplace)  بين الجنسين أنه بشكل عام، يتم تكليف النساء بعمل أكثر من الرجال، حيث تظهر البيانات أن 55% من المهام يتم تكليف النساء بها في حين يتم تكليف الرجال بـ 45% من المهام، مع قيام كل من الرجال والنساء بإكمال حوالي 66% من المهام الموكلة إليهم.

ووفقا لـ”هايف”، فقد وجد أنه يتم إعطاء النساء المزيد من العمل للقيام به، وأن ذلك يعود إلى نوع العمل المخصص للنساء مقارنة بالرجال. حيث أن النساء يقضين وقتا أطول في مهام غير قابلة للترقية مقارنة بالرجال. وهذه المهام غير القابلة للترقية هي أي نشاط مفيد للمنظمة، لكنه لا يساهم في التقدم الوظيفي. لذلك في الأساس، يتم تسليم الأشياء التي لا يريد الرجال القيام بها إلى النساء.

الدردشة لا تعيق النساء

ووفقا لتقرير “هايف” ترسل النساء 20% رسائل أكثر عبر الدردشة التي تهيمن عليها الأمور الشخصية، أما بالنسبة للدردشات الجماعية، مثل تلك التي يتم إجراؤها على منصات مثل “سلاك” (Slack)، فهي أقل ترحيبا بالموظفات، ويشارك فيها الرجال أكثر قليلا من النساء.

وبالرغم من نتائج الأبحاث التي أجرتها جامعة كاليفورنيا فيما يتعلق بأن الدردشة تعطل يوم العمل بشكل كبير حيث تستغرق، في المتوسط​، حوالي 25 دقيقة للعودة إلى العمل بعد هذا الانقطاع. إلا أن تقرير “هايف”، لا يجد أن الدردشة تمثل مشكلة بالنسبة لإنتاجية النساء فهن ينجزن أكثر بنسبة 10%.

المرأة جيدة في تعدد المهام

ووفقا لموقع “نحلة المسح” (Survey Bee)، فإنه على الرغم من تكليف النساء بمزيد من العمل مقارنة بالرجال، وعلى الرغم كذلك من العديد من الانقطاعات أو الدردشات التي تجعل من الصعب العودة إلى سير العمل سريعا، إلا أن النساء يحققن نتائج أكثر من الرجال، وذلك لأنهن يُجِدن تعدد المهام، وأقل عرضة للإلهاء، ويعملن بمرونة، ولديهن توازن بين العمل والأسرة.

ووفقا للورقة البحثية المنشورة في مجلة “إم بي سي علم النفس” (BMC Psychology)، تتفوق النساء على الرجال عند تعدد المهام، على الأقل في حالات معينة. وهذا يعني أن المرأة قادرة على المشاركة بشكل أكبر في تعدد المهام وقادرة على القيام بالمهام في وقت واحد. وهذه القدرة تؤثر بشكل إيجابي على إنتاجية المرأة من حيث الموازنة بين العمل والحياة.

المرأة أقل عرضة للإلهاء

وفقا للدراسة التي أجراها معهد بونيمون، وهو شركة استشارية بحثية مستقلة، يقل تشتت انتباه النساء خاصة في أثناء العمل، حيث يمكن للمرأة العمل لفترات أطول من دون تشتيت الانتباه، مما يؤدي إلى إنجاز المهمة في فترة أقصر.

الفتيات موهوبات

ووفقا لبحث تم إجراؤه في جامعتي جورجيا وكولومبيا، فإن الفتيات موهوبات بقدرات وكفاءات مثل الانتباه، والمثابرة على المهام، والحرص على التعلم، والاستقلال في التعلم، والمرونة والمشاركة، وتنظيم العمل بشكل أفضل حيث يسهل على الفتيات التعلم بشكل أسرع وعلى نطاق أوسع، ويتفوقن على الأولاد في المدرسة وبيئات التعلم الأخرى.

ومن خلال تميز الفتيات بهذه القدرات فإنهن يكبرن في النهاية ليصبحن أفضل حالا من نظرائهن الذكور في المهام الوظيفية بالمؤسسات، والسبب هو أنهم طوروا نهجا استباقيا للتعلم وأصبحوا الآن أفضل في التنظيم لأنهم يفهمون المهام المعروضة بشكل أسرع.

قدرات التطوير والتنظيم

في مراجعة حول القيادة في جامعة هارفارد، تم تصنيف النساء على أنهن متفوقات في نشر المبادرة، والعمل بمرونة، وممارسة التطوير الذاتي، والقيادة لتحقيق النتائج، وإظهار النزاهة والصدق. هذا بالمقارنة مع الرجال الذين تم تصنيفهم بشكل أفضل فقط من حيث قدرتهم على تطوير منظور إستراتيجي وخبرة فنية.

وإلى جانب المهارات الفطرية الأخرى مثل قدرات إدارة الصراع والترابط الاجتماعي ومهارات التفاوض، تقوم النساء بتدريب المهنيين الذين يعملون تحت قيادتهم بشكل أفضل من الرجال.

وهذا يفسر سبب تفوق الشركات ذات التمثيل الأعلى للمرأة في مكان عملها على الشركات التي لديها تمثيل أقل للموظفات من حيث معدل تعيين الوظائف الإستراتيجية للموظفين. وذلك لأن النساء يمكنهن استخدام مهاراتهن المختلفة لتحقيق الأهداف التنظيمية.

الضريبة الوردية

ووفقا لموقع “ويفورم” (weforum)، فإنه بالرغم من الإنتاجية الأعلى للنساء مقارنة بالرجال في مكان العمل؛ فإنه لا تزال هناك “ضريبة وردية” (pink tax) تجعل المرأة تجني 81.8% مما يكسبه الرجل مقابل نفس العمل الذي يؤديه كل منهما. ولا يزال هناك نقص صادم في تمثيل النساء في المناصب التنفيذية.

وبالرغم من الاعتقاد السائد بأن المرأة لا تتمتع بالحزم الكافي في العمل فيما يتعلق باختيار الكلمات التي تستخدمها للتواصل، إلا أن بحث “هايف” لم يجد أي دليل على هذه الفجوة بين الجنسين. فقد وجد أن الرجال يقولون “شكرا” أكثر من النساء و”آسف” بنفس المقدار تقريبا.

وبالرغم من أن الرجال يعملون في عطلات نهاية الأسبوع أكثر من النساء وفقا لتقرير “هايف” أيضا فإنهم لا يزالون ينجزون أقل بنسبة 10% مقارنة بالنساء.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *