منوعات

بعد خوارزمية فهم الدعابات .. “غوغل” تطور نظارة ذكية للترجمة الفورية

يكشف اعتماد الخوارزميات من طرف شركة التكنولوجيا وخدمات الإنترنت “غوغل”، عن القدرات الهائلة التي يمكن أن يوفرها الذكاء الاصطناعي لعملاق البحث في الشبكة العنكبوتية.

وبعد أن كشفت الشركة الأميركية عن خوارزميات ذكاء اصطناعي جديدة تتيح فهم دعابات المستخدمين، وهي آلية تحتاج إلى فهم كبير للمعاني المختلفة للكلمات والتصرفات البشرية، تكشف الشركة عن اختراق جديد عن نموذج اختباري لنظارة تستطيع عرض الترجمة من اللغات الأخرى في مدى رؤية المستخدم أثناء أي محادثة مع شخص آخر.

وحسب الجزيرة نت، كشفت شركة غوغل خلال مؤتمر “مطوري غوغل آي/أو” (Google I/O)  إلى أنه سيكون خلال وقت قصير للغاية في مقدور مستخدمي الإنترنت في العالم البحث عن أي معلومات بمجرد توجيه كاميرا الهاتف الذكي المتصل بالإنترنت إلى أي شيء يريدون معرفة معلومات عنه.

وحسب غوغل، فإن مجرد صورة لأي طعام ستكون كافية لمعرفة كل المطاعم الجيدة التي توفر هذا الطعام في المنطقة القريبة من المستخدم.

كما يمكن توجيه كاميرا الهاتف الذكي إلى أرفف المقرمشات في أي متجر لاكتشاف أكثرها صحية.

وفي إطار رؤيتها طويلة المدى، تطور غوغل نظارات ذكية تستطيع عرض الترجمة مكتوبة وبشكل آلي في مدى رؤية المستخدم.

وأطلقت غوغل على هذه التقنية “الترجمة الفورية النصية”، إذ تم خلال المؤتمر عرض فيديو لتوضيحها، من دون المزيد من التفاصيل.

ولم تكشف الشركة المزيد من التفاصيل الفنية الخاصة بهذه النظارة، مثل عمر بطاريتها مثلا.

في الوقت نفسه، فإن النظارة من الخارج تشبه النظارة التقليدية ذات الإطار، باستثناء أنها أكبر قليلا.

يذكر أن تكنولوجيا دمج المحتوى الرقمي في بيئة خارجية -سواء على شاشة عرض مباشرة أو في مدى رؤية المستخدم- تعرف باسم الواقع المعزز “إيه آر” (AR).

وكانت غوغل طرحت في 2013 نظارة ذكية باسم “غوغل غلاس” (Google Glass)، لكنها لم تحقق النجاح والانتشار المطلوبين؛ مما دفعها في 2017 إلى التحول إلى نسخة جديدة من النظارة موجهة للشركات فقط، تحت اسم “نظارة غوغل إصدار الشركات”.

والمعروف أن شركات أخرى مثل آبل (Apple) وفيسبوك (Facebook) تعمل على تطوير نظارات ذكية باستخدام تكنولوجيا الواقع المعزز.

ومنذ سنوات قليلة عرضت شركة بوش (Bosch) الألمانية نموذجا اختباريا لنظارة تعرض أسهما لتحديد الاتجاهات أمام عين المستخدم لمساعدته في الوصول إلى وجهته.

خوارزمية الدعابة

كما سبق ونشرت “العمق المغربي” فشركة غوغل كشفت قبل أسابيع قليلة عن الخوارزمية الجديدة المعروفة بالأحرف “بي إيه إل إم” (PaLM) (الأحرف الأولى من عبارة “نموذج مسارات اللغة”) تتيح للأجهزة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي إدراك المغزى الساخر في الدعابات، من دون أن يكون قد سبق تدريبه عليها.

وكما هو معلوم فعندما يقول الممثل الكوميدي مثلا عبارة ساخرة أو مثيرة للجدل، فإن المستمع يدرك ذلك من مجرد نبرة الكلام أو لغة الجسد وغير ذلك من المؤشرات التي تراكمت دلالاتها لدى المتلقي عبر سنوات من التفاعل الإنساني.

وبعد تلقيها دعابتين فقط، أصبحت الخوارزميات الجديدة قادرة على تفسير أي دعابة جديدة والتفاعل معها وفقا لما ذكرت شركة غوغل.

ولا يعدّ فهم النكات والدعابات الهدف النهائي لشركة “ألفابيت” (Alphabet Inc) (الشركة الأم لشركة غوغل) من تطوير هذه الخوارزميات، وإنما تستهدف زيادة قدرة أجهزة الذكاء الاصطناعي على تحليل الفروق الدقيقة في اللغة الطبيعية وطلبات البحث على محرك غوغل بحيث يمكن تقديم إجابات للأسئلة المعقدة التي يطرحها المستخدمون بشكل أسرع وأكثر دقة عبر مزيد من اللغات والأشخاص.

وهذا بدوره يمكن أن يكسر الحواجز ويزيد القدرة على التواصل مع الأجهزة من خلال التفاعل بسلاسة أكبر.

ويقول تونج نجوين، كبير المحللين الرئيسيين في شركة غارتنر للأبحاث والاستشارات التكنولوجية، إن من الصعب التحدث مع أشخاص غير متخصصين عما تفعله خوارزميات “بي إيه إل إم” فضلا عن معالجة اللغة الطبيعية؛ فالأجهزة تعمل جزئيا كآلية توصيل لكل الأشياء المدهشة التي يفعلها المرء.

وحسب موقع “للعِلم” يؤدي نصفا الدماغ الأيمن والأيسر وظائف مختلفة عند معالجة الدعابة؛ إذ يتعاونان معًا لفهم المعنى الكوميدي المزدوج في التلاعب بالألفاظ.

واستخدام التورية، أي التلاعب بالكلمات، تشير دراسة حديثة نُشرت في دورية “لاتيراليتِي: أسيمتريز أوف بَدي برين آند كوجنيشن” Laterality: Asymmetries of Body, Brain and Cognition، إلى أن نصفي الدماغ الأيسر والأيمن يؤديان دورين مختلفين في معالجة التورية، ويتطلب الأمر في نهاية المطاف تواصلًا بينهما لكي يكتمل تفسير الدعابة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *