أخبار الساعة

في بيانات قمة عالمية: 20% من الطفلات عبر العالم مهددة بالعنف الجنسي عبر الانترنيت مستقبلا

يكشف تطور البيانات المتعلقة بالصور والفيديوهات الإباحية للأطفال على شبكة الأنترنيت تسارعا مقلقا لظاهرة استغلال القاصرين جنسيا على الشبكة العنكبوتية.

والظاهرة التي لها بعد عالمي تؤكد مختلف البيانات المتخصصة أنها قابلة للتفاقم في المستقبل، خاصة وأنها تضاعفت 6 آلاف مرة مند سنة 2010، وتتوقع أن يكون خمس طفلات العالم وثمن أطفاله ضحايا الاستغلال الجنسي عبر الأنترنيت.

التقرير التالي، المنجز اعتمادا على قناة الحرة وقناة يورو نيوز، يقربنا من حجم ظاهرة استغلال الأطفال جنسيا في الأنترنيت عبر العالم، كما يقدم نماذج لتفاقم الظاهرة في بعض الدول الأوروبية.

65 مليون صورة وفيديو إباحي للأطفال سنة 2020

حسب الأرقام الصادرة عن المفوضية الأوروبية في أيار/مايو عام 2020، رُصد أكثر من 65 مليون صورة ومقطع فيديو إباحي للأطفال في جميع أنحاء العالم.

وتشير دراسات تعنى ببحث مسائل الاستغلال الجنسي الذي يتعرض له الأطفال، إلى زيادة معتبرة في تداول الصور الإباحية المرتبطة بالأطفال على شبكة الإنترنت العام الماضي، حيث تقول الإحصاءات إن شبكة الإنترنت عرفت أحجاما كبيرة من الصور تتعلق بالاستغلال الجنسي للأطفال، بلغ عددها 85 مليون صورة بزيادة قدرها 6000 ٪ منذ عام 2010 حسب البيانات.

قمة عالمية تناقش السبل الكفيلة للتصدي لإساءة معاملة الأطفال عبر الإنترنت

في بروكسل، التقت الأربعاء والخميس، منظمات من المجتمع المدني تعنى بحماية الأطفال وممثلو بعض الحكومات، في إطار قمة عالمية، لمناقشة السبل الكفيلة للتصدي لإساءة معاملة الأطفال عبر الإنترنت. مهما كان العنف المرتكب والذي يترك جروحا لا تندمل لدى الأطفال، فإن الضحايا الذين يجرؤون على الجهر بما مر بهم يريدون أن يُسمعوا أصواتهم لتغيير الوضع القائم.

وفي هذا الصدد، تقول دانييلا ليجيرو، من مؤسسة براف موفمون، “مثل العديد من الناجين، عشت في خوف وصمت لفترة طويلة، لكنني أعتبر أيضًا واحدة من القلائل المحظوظين، لأنني في النهاية تمكنت من الوصول إلى الموارد والمساعدة والدعم مما سمح لي أن أتغير وأصبح على ما أنا عليه اليوم. ”

في السابعة والأربعين من عمرها، لم تعد دانييلا ليجيرو تخشى التحدث عما عانته من تجارب مريرة مرت بها حيث تقو إنها كانت ضحية للاستغلال الجنسي حين كانت طفلة. تعرضت دانييلا ليجيرو، التي كانت تعمل سابقا في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للإيذاء منذ أن كانت في السادسة من عمرها من قبل قريب لها وهو جار لعائلتها. عندما كانت في سن المراهقة، كانت لديها الشجاعة لتثق بوالديها وتفصح لهما عن كل شيء. وهي اليوم، تدعو الضحايا للتحدث بصراحة على الرغم من المعناة المستمرة.

وتقول في هذا الصدد : ” تشير البيانات إلى أن واحدة من كل أربع فتيات وواحد من كل ثمانية فتيان في جميع أنحاء العالم سيتعرضون لشكل من أشكال العنف الجنسي في مرحلة الطفولة مستقبلا”.

وتعمل السلطات المخولة تقنيات متعددة للكشف عن المحتوى الإباحي للأطفال من خلال استخدام تقنيات محددة تحلل المحتوى بما يتضمن الصور أيضا في حين فإن بعض التكنولوجيات تستند إلى تحليل الصور والفيديوهات من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات معينة مرتبطة أساسا بمواد إباحية تستهدف الأطفال عبر الإنترنت.

اليونيسف: ظاهرة حديثة بعواقب مدى الحياة

تشير منظمة اليونيسف إلى أن إساءة معاملة الأطفال عبر الإنترنت هي ظاهرة حديثة يعود تاريخها إلى حوالي عشر سنوات. لكن العواقب تدوم مدى الحياة.

ويقول كورنيليوس ويليامز، مدير مكتب حماية الطفل باليونيسف : “نحن نتحدث عن ملايين الصور للأطفال التي يتم تداولها، ومن خلال ذلك، فإن انتشارها عبر الإنترنت يعيد آثار الصدمة من جديد للطفل: مضيفا ” تخيل أنك تعرضت للإيذاء في طفولتك، عندما تكبر، تظل تلك الصورة متداولة لدى العامة، فهي لا تختفي أبدا”.

ويعمل الاتحاد الأوروبي من أجل محاربة الظاهرة، على إنشاء مركز جديد للاتحاد الأوروبي لمساعدة الدول الاعضاء على “التحقيق ومنع ومكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال” ويتم ذلك عبر تسهيل مشاركة المعلومات بهذا الشأن.

في يونيوز/حزيران 2021 كشف الاتحاد الأوروبي عن سلسلة من الإجراءات لمكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال بعد أن زاد الطلب على المحتوى غير القانوني عبر الإنترنت الذي يشمل القاصرين بشكل خاص.

مسؤولة ألمانية: أوروبا محور لنشر صور العنف الجنسي

أعلنت الشرطة الألمانية، قبل أقل من أسبوعين، أن نشر الصور الإباحية لأطفال أو مراهقين ازداد بواقع أكثر من الضعف في ألمانيا العام الماضي، مشيرة إلى أن خوادم المعلوماتية الأوروبية أصبحت “محورا” في هذا المجال.

وأوضح تقرير خاص يعنى بإحصاءات الجرائم، أعلنت عنه الشرطة، أنه تم تسجيل أكثر من 39000 حالة العام الماضي، أي بزيادة قدرها 108.8٪ وتشمل تلك الحالات توزيع وحيازة وإنتاج صور للعنف الجنسي ضد الأطفال والمراهقين.

كما أن الاعتداءات الجنسية على القصّر تشهد ازديادا، إذ سُجل أكثر من 15500 حالة العام الماضي، بارتفاع نسبته 6,3 في المئة مقارنة بالعام السابق.

وفي الوقت نفسه، أكد رئيس الشرطة القضائية الألمانية هولغر مونش أن الزيادة في هذه الأرقام تؤكد أيضا التقدم المحرز في “الكشف عن النسبة العالية من الحالات غير المبلغ عنها”.

ولا يزال عدد الانتهاكات التي لا تعلم بها الشرطة كبيرا، بحسب السلطات التي تقدّر أن تلميذاً أو اثنين في الفصل الواحد هو عدد الأطفال الذين يقعون ضحايا شكل أو آخر من أشكال العنف الجنسي في ألمانيا.

وأكثر من 60% من الصور الإباحية للأطفال التي يتم نشرها تستضيفها خوادم أوروبية.

وقالت المسؤولة الحكومية الألمانية المكلّفة قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال كريستين كلاوس للصحافيين: “أصبحت أوروبا محوراً لنشر صور العنف الجنسي”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *