منوعات

دراسات: مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية بانتظام تعزز قدراتهم العقلية والفكرية

من الأخطاء التربوية الاعتقاد أن تنمية القوى العقلية للأطفال وتطوير قدراتهم الفكرية تتوقف فقط على ما يتم تلقينه لهم من علوم وآداب، وتكشف الأبحاث العلمية الأدوار التي تكون لأساليب التربية الأخرى من تأثير حيوي في تحقيق تلك النتائج.

ولعل أهم ما كشفت عنه دراسة حديثة هو دور إشراك الأطفال في الأعمال المنزلية في تحقيق تلك الأهداف وبشكل أعمق وأقوى.

وموضوع إشراك الأطفال في الأعمال المنزلية ليس غائبا في التنشئة الأسرية لكنه يحضر بمقاربات لا تستحضر تأثيراته الإيجابية القوية على نمو الطفل ونضجه العقلي والفكري والتنظيمي، وفي كثير من الأحيان تفرض تلك الأعمال على الأطفال في سياق عقابي، او في إطار تقديم المساعدة، أو في سياق تعليمهم مهارات سيحتاجونها في المستقبل، أو فقط لإشباع رغبتهم الطفولية.

ومن شأن التعرف على نتائج الدراسة الجديدة وضع إشراك الأطفال في الأعمال المنزلية في إطار جديد يجعلها ضمن الرهانات الأساسية في التربية السليمة.

المشاركة المنتظمة

الدراسات الحديثة المشار إليها سابقا كشفت، حسب الجزيرة نت، أن مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية بانتظام، مثل الطهي وأعمال الحديقة والتنظيف، تعزز قواهم العقلية وتطور قدراتهم الفكرية والتنظيمية وتضبط سلوكهم.

وأشارت نتائج دراسة أجرتها جامعة لاتروب بأستراليا ونشرتها على موقعها الإلكتروني إلى أن تولي الأطفال للعديد من المهام داخل المنزل يطور قدراتهم التنفيذية ويُحسّن مهارات التخطيط والتنظيم الذاتي لديهم.

وأوضحت الباحثة الرئيسية في الدراسة الدكتورة ديانا تيبر أنه يمكن للآباء الدفع بأبنائهم للقيام بالأعمال المنزلية المناسبة لهم حسب أعمارهم وإمكانياتهم، مما يعمل على تطوير الوظائف التنفيذية لديهم.

وشارك في الدراسة 207 أطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثالثة عشرة في منتصف عام 2020.

وأظهرت النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن 86% من الأطفال يضعون ملابسهم في سلة الغسيل، لكن 59% فقط يرتبون أسرَّتهم الخاصة و26% فقط يقومون بفرز الغسيل.

واكتشفت الدراسة أيضًا أن 49% من الأولاد و70% من الفتيات يرتبون أسرتهم بأنفسهم، وهو ما يبين أن الفتيات يشاركن في الأعمال الروتينية أكثر من الأولاد.

وقالت ديانا إن الأطفال الذين يطبخون وجبة عائلية أو يزيلون الأعشاب الضارة من الحديقة بشكل منتظم أكثر تفوقًا في مختلف جوانب الحياة سواء العمل المدرسي أو حل المشكلات.

وختمت حديثها قائلة عادة ما تبدأ هذه المهارات في التطور في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر في التطور إلى مرحلة المراهقة المتأخرة والبلوغ المبكر ، مؤكدة أن مشاركة الأطفال في أعمال المنزل تساعد على ضبط سلوكهم.

وفي هذ السياق، أثبتت دراسة أُجريت في جامعة هارفارد أن الأطفال الذين يقومون بالأعمال المنزلية أصبحوا بعد بلوغهم ناجحين مستقلين وأكثر تحملًا للمسؤولية من غيرهم.

واعتمدت الدراسة التي نشرت نتائجها العام الماضي، على مراقبة سلوك الأطفال ومراحل تطورهم على مدار 75 عاما، لتكتشف أن قيام الأطفال بأعمال التنظيف والطهي طوّر لديهم روح الفريق وشجعهم على أن يكونوا مواطنين صالحين.

من جانبها، أجرت شركة (براون ريسرش) استطلاع رأي على 1001 من الآباء لتجد أن 28% فقط منهم يخصصون مهام لأطفالهم بانتظام، على الرغم من أن 82% قالوا إنهم نشأوا وهم يقومون بالأعمال المنزلية

وأظهر استطلاع الرأي أن بعض الآباء يرغبون في تجنيب أطفالهم الكدح الذي تحملوه، وأن بعضا آخر يرى أن قيام الأطفال بأعمالهم المنزلية يمثل عبئًا على الأسرة أكثر من كونه مساعدة لها.

الأعمال المنزلية المناسبة للأطفال في كل عمر:

من المهم التذكير أن عملية الإشراك الواعي للأطفال في الأعمال المنزلية ينبغي أن تكون وفق مقاربة بيداغوجية ترتكز على التحسيس والتشجيع والتحفيز، وليس على الإكراه.

وتختلف الأعمال المنزلية المناسبة للأطفال في أعمارهم المختلفة وذلك طبعا لمهاراتهم الجسدية والذهنية والتركيز واعتمادهم على أنفسهم.

وفيما يلي لائحة المهام المنزلية المناسبة لكل فترة عمرية، على سبيل الاستئناس، حسب موقع “سالوبيت” المتخصص في قضايا التربية.

+ أعمال منزلية مناسبة للطفل من عمر 3 الى 5 سنوات:

– بعد انهاء وجبة الطعام على الطفل جمع الصحون ووضعها في الحوض.

– تعليق الفوط على الفواطات بشكل مناسب.

– جمع الاحذية وترتيبها ووضعها في المكان المناسب.

– وضع الملابس غير النظيفة في سلة الغسيل.

– جمع الجوارب المطابقة مع بعضها.

+ أعمال منزلية مناسبة للطفل من عمر 6 الى 8 سنوات:

– تلميع الاثاث.

– تنظيم الاسِّرة.

– تنظيف المرآة.

أعمال منزلية مناسبة للطفل من عمر 9 الى 12 سنوات:

– استخدام المكنسة الكهربائية في كنس السجادة.

– ترتيب الملابس الخاصة بهم وتوزيعها في الدولاب الخاصة بها.

– غسل الصحون.

– المشاركة في تنظيف الحمام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *