خارج الحدود

حكومة الكويت تعبئ المجتمع لمحاربة المثلية  

يبدو أن دولة الكويت قد قررت أن تخوض حربا شاملة ضد المثلية في بلدها، وقد دشنت توجهها الجديد بموقفها من التدوينة التي نشرها القائم بأعمال السفارة الأميركية بالإنابة على مواقع التواصل الاجتماعي، والأحد أعلنت بشكل رسمي شن حملة ضد الرموز المثلية ودعت المجتمع للانخراط الواسع فيها.

وتعتبر المثلية الجنسية غير مجرمة على وجه التحديد في الكويت، لكن يمكن مقاضاة مجتمع المثليين بموجب قانون “الفجور”. ويواجه الأشخاص من مجتمع الميم وصمة عار في المجتمع الكويتي.

منشور “شارك في الرقابة”

نشرت وزارة التجارة والصناعة في الكويت، الأحد، حسب قناة الحرة، منشورا بعنوان “شارك في الرقابة” يحض على الإبلاغ عن أي علم أو شعارات اعتبرتها تخالف “الآداب العامة”، وهي الخاصة بألوان علم المثليين.

وحسب المنشور فإن العلم “المخالف” يضم 6 ألوان فقط، فيما فرقت الوزارة بينه وبين ألوان الطيف العادية التي تضم 7 ألوان.

وخاطب المنشور الكويتيين بالقول: “قم بإبلاغنا عن العلم أو أي شعارات أو جمل تدعو أو توحي بمخالفة الآداب العامة وشارك في الرقابة”.

وقال مسؤول في وزارة التجارة التي تشرف على الحملة خلال التقرير المصور “لدينا جولة للشعارات التي تنافي العقيدة الإسلامية والآداب العامة وترويج الألوان المثلية وتستهدف الأجيال الناشئة”.

واعتبر التقرير أنّ هذه الألوان تبعث بـ”رسائل مسمومة” للأطفال و”تغرس المثلية الجنسية في العقل الباطن للطفل”.

وأضاف التقرير أن “العديد من دول المنطقة لا تعترف أصلا بمفاهيم مثل التوجه الجنسي أو الهوية الجندرية”.

استدعاء القائم بأعمال السفارة الأميركية بالإنابة

في بداية يونيو الجاري، أعلنت وزارة الخارجية الكويتية، استدعاء القائم بأعمال السفارة الأميركية بالإنابة للاحتجاج على نشر السفارة في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مواد “تدعم المثلية” الجنسية.

وكانت السفارة الأميركية في الكويت نشرت على حسابيها على منصتي إنستغرام وتويتر صورة تظهر علم قوس قزح وذلك بمناسبة بداية شهر يونيو المخصص للاحتفال بمجتمع الميم.

وتضمنت المنشورات أيضا مقتطفات من تصريحات سابقة للرئيس الأميركي جو بايدن يقول فيها “يستحق كل الناس الاحترام والكرامة والقدرة على العيش دون خوف بغض النظر عمن هم أو من يحبون”.

وأعلنت وزارة الخارجية الكويتية، ردا على ذلك، أنها استدعت القائم بالأعمال بالإنابة جيم هوليستايدر “على خلفية نشر السفارة في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي “إشارات وتغريدات تدعم المثلية”.

وبحسب بيان الوزارة، فقد سلم مساعد وزير الخارجية لشؤون الأميركيتين بالإنابة نواف عبد اللطيف الأحمد المسؤول الأميركي “مذكرة تؤكد رفض دولة الكويت لما تم نشره وتشدد على ضرورة احترام السفارة للقوانين والنظم السارية في دولة الكويت والالتزام بعدم نشر مثل تلك التغريدات التزاما بما نصت عليه اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961”.

انتفاضة مواقع التواصل الاجتماعي ضد مقال

وفي مارس الماضي ثارت حالة من الجدل في الكويت تنامت عبر العالم الافتراضي، عقب مقال لكاتب صحفي دعا فيه المجتمع المحلي للتعايش مع المثليين جنسيا، وأن يكون الناس “أكثر تفهما وإنسانية” مع هذه الفئة.

وفي صحيفة “القبس” قال أحمد الصراف إن مقاله “ليس دعوة لمواكبة الدول الأوروبية في تشريعاتها، ولو أن الوقت سيجبرنا على ذلك إن لم نقم به طواعية، ولكنه دعوة لأن نكون أكثر تفهما وإنسانية مع هؤلاء. فممارسة الرفض معهم واستخدام العنف لم يفلحا يوما، ولن يفلحا.. يوما!”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الصراف عن المثلية ويدافع عن حقوق المثليين. وقد أثارت مقالة مشابهة قبل عامين ردود فعل واسعة وانتقادات.

وقبل أيام صادرت السلطات السعودية ألعابا وقمصانا ومتعلقات للأطفال بألوان قوس قزح الذي يرمز لمجتمع الميم من محلات في الرياض، في إطار حملة حكومية لمكافحة “المثلية الجنسية”، على ما أفاد الإعلام الرسمي.

وتشمل المواد المصادرة ألعابا وقمصانا وقبعات وحافظات أقلام وتنانير ملونة بألوان قوس قزح، جميعها مخصصة للأطفال الصغار، بحسب تقرير بثته قناة الإخبارية الحكومية مساء الثلاثاء.

وفي 2018 نشرت منظمة “هيومن رايتش ووتش” تقريرا عن “نضال مجتمع المیم في الشرق الأوسط وشمال أفریقیا” أشارت فيه إلى أن “الناشطين في تلك البلدان يواجهون عدائية الدولة بدرجات مختلفة”.

عقوبات قانونية ضد مجتمع الميم

حسب ويكيبيديا يحتوي قانون العقوبات الكويتي على بعض الأحكام العامة ضد “الفجور والفسق” التي يمكن استخدامها لمعاقبة مجتمع الميم.

تعاقب المادة 193 من قانون العقوبات الفجور (التي تفسرها المحاكم على أنها تعني المثلية الجنسية بين الرجال) بالسجن لمدة تصل إلى 6 سنوات.

المادة 198 تحظر الفجور العام. في عام 2008، تم توسيع القانون ليحظر أيضًا “تقليد الظهور كشخص من الجنس الآخر” بغرامات أو السجن.

في سبتمبر 2013، تم الإعلان عن موافقة جميع دول الخليج التعاونية على مناقشة اقتراح لإنشاء شكل من أشكال الاختبار، غير معروف حتى الآن، لمنع الأجانب المثليين من دخول أي من هذه الدول.

في عام 2017، قُبض على نجم وعارض الإنستغرام السعودي “كينك لوكسي”  (King Luxy)‏ في الكويت بزعم أنه أنثوي للغاية. أمضى أسبوعين في السجن قبل إطلاق سراحه.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *