أخبار الساعة، مجتمع

الملك يعزي أسرة البروفيسور “إيف كوبينس”.. المعلم الأكبر لعلم الأحياء الفرنسي

بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة البروفيسور الراحل، إيف كوبينس، المعلم الأكبر لعلم الأحياء الفرنسي، والعضو المشارك في أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات بالمغرب.

وقال في هذه البرقية إنه “تلقى ببالغ التأثر نبأ وفاة عالم المستحاثات والمؤرخ البارز لحقبة ما قبل التاريخ، البروفيسور إيف كوبنيس، الذي عمل طوال مساره المهني من أجل جعل الولوج إلى تاريخ الإنسان متاحا للعموم”.

وأضاف الملك بالقول إن البروفيسور الراحل، “العضو البارز في أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، قدم على الدوام إسهامات مفعمة بحكمة عميقة”.

وتابع الملك: “سأحتفظ، بشكل خاص، بذكرى لقائي بالبروفيسور كوبينس خلال إحدى زياراته للمغرب. تأثرت بأناقة روح رجل العلوم هذا الذي كان يكن العطف الكبير للإنسانية”.

وبهذه المناسبة الأليمة، تقدم الملك إلى أسرة وأقارب وأصدقاء الراحل بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة.

المعلم الأكبر لعلم الأحياء الفرنسي

وكانت أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، قد أعلنت، أمس الجمعة، عن وفاة البروفيسور “إيف كوبينس”، العضو المشارك للأكاديمية منذ سنة 2013.

وقالت الأكاديمية في بلاغ لها، إنه “في هذا الظرف الأليم، أعرب أعضاء أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات لأسرة الفقيد وأصدقائه والأسرة العلمية الكبيرة، عن خالص التعازي وأصدق مشاعر التعاطف، داعين الله عز وجل أن يشمل الراحل برحمته الواسعة، ويلهم ذويه الصبر والسلوان”.

وأوضحت الأكاديمية أن الراحل الذي وافته المنية الأربعاء الماضي بباريس، كان قد عينه الملك محمد السادس، في 5 فبراير 2013، عضوا مشاركا في أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات.

ويعتبر الراحل المعلم الأكبر لعلم الأحياء الفرنسي، وكان له تأثير كبير على أبحاث علم الأحياء القديمة خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين، لا سيما من خلال المساهمة في دفع حدود أصل الإنسان، بحسب البلاغ ذاته

وكان الراحل قد اكتشف أول جمجمة أسلاف بشرية في عام 1961 في تشاد، ثم فك اسفليا يعود إلى 2.500.000 عام في إثيوبيا خلال عام 1967.

والتحق البروفيسور الذي كان مهووسا بعصور ما قبل التاريخ منذ طفولته، بـالمركز الوطني للبحث العلمي (CNRS) في سن 22 عاما.

ومنذ سنة 1960، قام برحلات استكشافية إلى تشاد وإثيوبيا وشمال إفريقيا وموريتانيا وإندونيسيا والفلبين والصين وسيبيريا ومنغوليا.

كما حظي باستقبال من طرف الملك محمد السادس، في 11 يناير 2011، حيث قدم لجلالته مستحاثات بشرية مكتشفة بجهة الدار البيضاء (موقع سيدي عبد الرحمان وموقع طوماس).

وخلال مسيرته الأكاديمية، تقلد البروفيسور العديد من المناصب المرموقة. ففي سنة 1969، تم تعيينه محاضر ا في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، وانضم إلى المديرية الفرعية لمتحف الإنسان، الذي أصبح مديرا له في عام 1980، واعتلى كرسي الأنثروبولوجيا، بعد أن اعتلى كرسي علم المستحاثات القديمة وعصور ما قبل التاريخ في كوليج دو فرانس.

في 2002-2003، صاغ ميثاق البيئة، المنصوص عليه في الدستور الفرنسي سنة 2005. وخلال سنة 2006، تم تعيينه في المجلس الأعلى للبحوث والتكنولوجيا (فرنسا).

حصل الراحل على العديد من الأوسمة، منها وسام جوقة الشرف برتبة قائد، وسام الاستحقاق الوطني برتبة قائد، والسعفات الأكاديمية برتبة قائد، ووسام الفنون والآداب برتبة ضابط، ووسام الاستحقاق الوطني بتشاد برتبة ضابط.

وحصل على العديد من الجوائز الفرنسية والأجنبية عن أعماله، من بينها على وجه الخصوص، “Le Singe, l’Afrique et l’Homme” (فايارد 1983)، و”Préambules” (أو. جاكوب 1992) و”Le Genou de Lucy: histoire de l’homme et l’histoire de son histoire” (جاكوب 2000) و”Aux origines de l’humanité” (فايارد 2003)، و”Histoire de l’homme et changements climatiques” (فايارد 2006).

وشارك الراحل بانتظام في الجلسات العامة السنوية الرسمية للأكاديمية إلى غاية تفشي وباء كوفيد 19. وألقى محاضرة نالت إعجاب الحاضرين حول موضوع “المستوطنات البشرية الأولى على ضفاف البحر الأبيض المتوسط”.

كما ساهم بشكل فعال في تطوير التعاون بين أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات والأكاديمية الفرنسية للعلوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *