منوعات

مجلس الأمن منقسم حول مأساة مليلية .. إليك أخطر طرق الهجرة السرية عبر العالم

أبرزت فاجعتين متتاليتين مأساة المهاجرين عبر العالم إلى واجهة الأحداث. وأثارت مأساة وفاة 23 مهاجرا بمدينة مليلية المغربية المحتلة، ومأساة وفاة 46 شخصا على الأقل داخل شاحنة مهجورة في مدينة سان أنتونيو، في تكساس بالولايات المتحدة اختناقا، ثلاثة أيام بعد ذلك، خطورة التحديات التي تعرفها الهجرة السرية عبر العالم والتهديدات التي يواجهها المهاجرون عبر مختلف طرق الهجرة.

وعقد مجلس الأمن الأربعاء جلسة مغلقة لمدارسة مأساة مليلية، وتقدر المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، أنه منذ عام 2014 مات ما يقرب من 5 آلاف مهاجر أو فُقدوا أثناء محاولتهم الوصول إلى وجهات مثل الولايات المتحدة أو بلدان الاتحاد الأوروبي.

فبماذا خرج مجلس الأمن في اجتماعه الطارئ حول مأساة مليلية؟ وما هي أخطر طرق الهجرة عبر العالم؟ وما هي أشكال المعاناة التي يعيشها المهاجرون عبرها؟

انقسام مجلس الأمن حول مأساة مليلية

عقد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، جلسة مغلقة بشأن المأساة التي شهدتها مليلية الجمعة الماضية حين قُتل 23 مهاجرا على الأقل أثناء محاولتهم دخول المدينة المغربية المحتلة انطلاقا من الأراضي المغربية، وأصيب 140 شرطيا بجروح.

لكن أعضاء المجلس الـ15، حسب قناة الحرة، لم يتفقوا على موقف موحد تجاه هذه المسألة، بحسب دبلوماسيين.

وحسب نفس المصدر، كانت كينيا، التي طلبت عقد هذه الجلسة، اقترحت إصدار بيان يدين معاناة المهاجرين الأفارقة على طول ساحل البحر المتوسط ويدعو كلا من المغرب وإسبانيا إلى إجراء تحقيق سريع ونزيه في الواقعة.

وحسب يورو نيوز هذا النص، الذي أثار على وجه الخصوص امتعاض الولايات المتّحدة، لم يرَ النور في غياب الإجماع المطلوب لصدوره عن المجلس، بحسب ما أفاد دبلوماسيون.

ووصل الانقسام حول هذه القضية إلى أعضاء المجلس الأفارقة الثلاثة، وهم غانا والغابون وكينيا، إذ لم تتمكن الدول الثلاث من الاتفاق على موقف موحد بشأن الطريقة التي يتعين على مجلس الأمن أن يتعامل بها مع المأساة، بحسب ما قال مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس مشترطا عدم الكشف عن هويته.

من جهته، حسب قناة الحرة، رفض نائب السفير الكيني في الأمم المتحدة، مايكل كيبوينو، في أعقاب الجلسة الرد على سؤال بشأن مشروع البيان الذي صاغته بلاده، مؤكدا للصحفيين أن المناقشات لاتزال مستمرة بشأن هذا النص.

ولفت دبلوماسيون، حسب نفس المصدر، إلى أن الجلسة بدأت بإحاطة قدمتها إيلز براندس كيهريس، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وهو أمر نادر الحدوث في مجلس الأمن.

وأصدر الدبلوماسي الكيني بيانا إثر الجلسة أكد فيه أن الهدف من الجلسة التي عقدها مجلس الأمن هو الدعوة إلى “معاملة إنسانية” للأفارقة والتأكيد على ضرورة “الاستجابة للمتطلبات الأمنية للأفارقة الفارين من الحروب وانعدام الأمن في بلادهم”.

أخطر طرق الهجرة حول العالم

حسب “بي بي سي عربي”، يبدو أن عدد الرحلات والطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم آخذة في الازدياد، بعد الاضطراب الذي خلفه تفشي فيروس كورونا، الذي دفع العديد من البلدان إلى فرض قيود دخول صارمة عبر حدودها. ويحذر الخبراء من أن هذه الرحلات قد تؤدي إلى المزيد من الوفيات.

+ وسط البحر المتوسط الطريق الأكثر فتكاً بالمهاجرين

وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، يعد وسط البحر المتوسط الطريق الأكثر فتكاً بالمهاجرين في العالم.

وتشير التقديرات، حسب بي بي سي عربي، إلى أن أكثر من 19500 شخص لقوا حتفهم منذ عام 2014، أثناء محاولتهم عبور هذا البحر من شمال أفريقيا إلى أوروبا.

وغالباً ما تحدث محاولات العبور في سفن مكتظة بالناس مثل القوارب المطاطية أو المصنوعة بشكل عشوائي تفتقر إلى الجودة، مما يجعل الرحلة محفوفة بالمخاطر وقد تكون قاتلة.

وحسب نفس المصدر، غالباً ما تتم قيادة السفن من قبل عصابات إجرامية ومهربي البشر. ففي تونس، التي تعد إلى جانب ليبيا نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، توجد مقبرة مخصصة للذين ماتوا غرقاً في البحر.

وقالت فيكي، وهي مهاجرة نيجيرية تأمل في القيام برحلتها من تونس، لوكالة الأنباء الفرنسية أثناء زيارتها للمقبرة: “إن رؤية هذه القبور هنا تجعلني أشعر بالحزن الشديد”.

وأضافت: “بعد رؤيتي لهذه القبور، لم أعد متأكدة من رغبتي في الهجرة عبر البحر”.

وتخشى وكالات مثل المنظمة الدولية للهجرة من ألا تثني هذه الحوادث المهاجرين الآخرين.

تقول صفاء مشهلي، المتحدثة باسم المنظمة: “تتواصل عمليات مغادرة المهاجرين عن طريق البحر الأبيض المتوسط. ومما يثير القلق بشكل كبير هو العدد المتزايد للوفيات باستمرار في هذا المعبر البحري الأكثر خطورة في العالم، والذي لا يزال يودي بحياة الكثيرين في غياب إجراءات ملموسة من قبل الدول”.

وقد أفادت وكالة الحدود وخفر السواحل الأوروبية “فرونتكس” أنه تم إنقاذ ما يقرب من 300 ألف شخص أثناء محاولتهم العبور وسط البحر المتوسط منذ عام 2015.

+ طريق الصحراء: قاس وطويل

يمثل طريق الصحراء خطرا كبيرا على المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى شمال إفريقيا.

بالنسبة للعديد من المهاجرين الأفارقة، يبدأ حلم الوصول إلى أوروبا برحلة عبر قارتهم، والتي غالباً ما تتضمن مسافات طويلة يسلكونها عبر الصحراء لكي يصلوا إلى بلدان شمال أفريقيا.
تشكل الظروف البيئية القاسية تهديداً كبيراً، حيث تقدر المنظمة الدولية للهجرة أن طريق الصحراء وحده كان مسؤولاً عن وفاة ما يقرب من 5400 شخص بين عامي 2014 و 2022.

وقال المهاجر عبد الله إبراهيم لوكالة الأنباء الفرنسية عن تجربته في العبور: “في الصحراء ترى الناس يموتون، بعضهم بسبب نفاد طاقتهم وقدرتهم على الاستمرار، وبعضهم الآخر بسبب نفاد الماء لديهم”.

وثمة تهديد كبير آخر للمهاجرين، ألا وهو عصابات وتجار البشر الذين ينشطون بكثرة في المنطقة.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة في أحدث تقرير لها حول هذه القضية: “إن العنف على أيدي المهربين والمتاجرين بالبشر ومسؤولي الحدود في المنطقة، يشكل نسبة كبيرة من سبب الوفيات على طرق الهجرة المسجلة في الصحراء الكبرى أيضاً”.

+ معبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك

يحاول المهاجرون عبور الحدود الأمريكية المكسيكية باستخدام العديد من الطرق، لكن البعض يحاول ببساطة القيام بالرحلة سيراً على الأقدام.

في حين أن طرق الهجرة في الأمريكيتين لا تتعلق فقط بالوصول إلى الولايات المتحدة، إلا أنها الهدف النهائي لمعظم الأشخاص الذين يبحثون عن موطن جديد في المنطقة.

تمثل الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك تحدياً كبيراً، حيث تشتهر المنطقة بجغرافيتها القاسية، بما في ذلك المناطق الصحراوية، وغالباً ما يحاول المهاجرون العبور إلى الولايات المتحدة عبر نهر ريو غراندي، المحفوف بالمخاطر والذي يمتد على طول جزء من الحدود.

الغرق هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة على هذا الطريق، والذي تقدر المنظمة الدولية للهجرة أنه أودى بحياة أكثر من 3000 شخص منذ عام 2014.

أولئك الذين يحاولون تجنب المخاطر الناجمة عن الطبيعة، من خلال الاختباء في المركبات، يواجهون مخاطر مختلفة مثل تلك التي أدت إلى الوفيات في مدينة سان أنتونيو.

تقول صفاء مشهلي، المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة: “وقعت مؤخراً حوادث أخرى أدت إلى خسائر كبيرة في الأرواح على طرق الهجرة نحو الولايات المتحدة”.

في ديسمبر/كانون الأول 2021 ، توفي 56 مهاجراً في تشياباس بالمكسيك بعد تحطم الشاحنة التي كانوا يستقلونها.

وتضيف مشهلي: “لا تزال المنظمة الدولية للهجرة قلقة بشأن مخاطر الهجرة من أمريكا اللاتينية إلى الولايات المتحدة”

تقول المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 4 من بين كل 10 مهاجرين حول العالم في عام 2020 ولدوا في آسيا، والقارة لديها العديد من طرق الهجرة الرئيسية.

+ خليج البنغال وبحر أندامان  

ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة، مات أو فُقد ما يقرب من 5000 في آسيا في السنوات الثماني الماضية.

وتشمل غالبية هذه الوفيات، مهاجرين من الروهينجا وبنغلاديش، ممن استخدموا الطرق البحرية التي تعبر خليج البنغال وبحر أندامان للوصول إلى بر الأمان في البلدان المجاورة، أو حتى لمحاولة الوصول إلى أوروبا في نهاية المطاف.

يمكن أن تكون المشقة التي يواجهونها أثناء العبور شديدة.

محمد الياس؛ لاجئ من الروهينجا يبلغ من العمر 37 عاماً، أنقذته البحرية الهندية بعد تعطل القارب الذي كان يستقله، قال لوكالة الأنباء الفرنسية: “”كنا نتضور جوعاً، لم يكن لدي أي طعام أو شراب، ولا حتى القليل من الأرز، لم يتوفر لدي أي شيء لأتناوله، كان الحال هكذا في عرض البحر لمدة شهر”.

كما هو الحال في طرق أخرى، غالباً ما يكون هؤلاء المهاجرون أيضاً ضحية الاستغلال من قبل عصابات الاتجار بالبشر.

+ الحدود بين إيران وتركيا

وهناك طريق آخر إشكالي، وهو الحدود بين إيران وتركيا، التي شهدت تدفقاً غير مسبوق للمهاجرين الأفغان منذ تولي طالبان السلطة في أغسطس/آب من العام الماضي.

تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن أكثر من مليوني أفغاني مسجلون كلاجئين في إيران والدول المجاورة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *