مجتمع

الريسوني يدعو إسلاميي المشرق للاستفادة من نظرائهم المغاربة

دعا أحمد الريسوني نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إسلاميي المشرق إلى الاستفادة من تجربة نظرائهم في المغرب، نافيا ممارسة الأستاذية أو التعالي على المشارقة، مسجلا أن المغاربة لم يتدخلوا في قرار حركة النهضة فك الارتباط مع الإخوان المسلمين.

تعالم المغرب

وقال أحمد الريسوني في حوار مصور مع “عربي21”: “أدعو إخواننا في المشرق أو المغرب أو في الإخوان المسلمين تحديدا أن نعالج الأمور بعلمية، وبنية حسنة، بعيدا عن التعالي وإعطاء الدروس”.

وتابع: “فحكاية التعالي وإعطاء الدروس غير واردة بهذه الصفة القدحية، لكن نحن يشرفنا أن نقدم شيئا ينفع، سواء بتجربتنا العملية، أو بتصريحاتنا، أو بانتقاداتنا.. لم لا؟ هل مكتوب على المشرق أن يعلم المغرب؟ والعكس لا يكون أبدا!! لا.. هذا المنطق غير وارد عندنا”.

وسجل: “نحن نسقط كل هذه الاعتبارات ونقول ننظر فيما نقول وتقولون بعلمية، نحن حقيقة متشبعون بالإسلام ولا فرق عندنا بين مشرق ومغرب”.

وأضاف: “فلو فرضنا أننا نعطي الآن بعض الدروس، فإننا تلقينا دروسهم منذ 60 سنة، ولم نستفد منها إلا القليل”.

وأوضح: “فكثير من الحركات في العالم الإسلامي أخذت أخطاءهم ودفعت مثل الذي دفعوه، والإخوان المسلمون المصريون بالخصوص معروفون، وإحدى إشكالاتهم هو الأستاذية على العالم وليس فقط على المغاربة”.

وسجل: “بكل تأكيد فالتجربة الآن في المغرب العربي، خاصة في تونس والمغرب وموريتانيا، لأن هذه الدول الأبعد والأقل ارتباطا بالإخوان، تجربة يجب أن يستفيدوا منها، إذا كان لهم من التعقل والحكمة، ما يجب أن يكون عندهم، يجب أن يستفيدوا من تجارب إخوانهم ولو جاؤوا بعدهم، ولو أنهم استفادوا منهم في بعض الأوقات”.

حركة النهضة

وبخصوص العلاقة مع حركة النهضة، قال الريسوني: “لسنا داعمين لا سلبا ولا إيجابا، لعلاقة الإخوة التونسيين بجماعة الإخوان المسلمين، ولا بغيرهم في أي بلد. نحن دائما نجيب ونؤكد الحقيقة الواقعة أننا لم نرتبط تنظيميا بالإخوان في أي لحظة من اللحظات”.

وزاد الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح: “لا نتدخل في الآخرين التابعين للجماعة والمنضويين تحتها، ربما تأثيرنا غير مباشر، لأن تواصلنا مع التونسييين هو الأكثر من علاقتنا بأي بلد آخر، حتى الجزائر لأسباب معروفة علاقتنا بهم أقل”.

وأفاد: “لذلك فعلاقتنا بالتونسيين وتفاعلنا معهم وتفاعلهم معنا، ودراسة التونسيين هنا بالمئات في المغرب، منهم الآن قياديون في حركة النهضة، كل هذا جعل التوافق كبيرا، نحاضر عندهم ويحاضرون عندنا، يجلسون معنا في خواص جلساتنا ونفعل ذلك معهم، فهناك تفاعل متبادل بين التجربتين بصفة خاصة في الفصل بين الحركة والحزب”.

وخلص الريسوني: “أتصور أن التجربة المغربية كانت ملهمة وموحية ومؤثرة في الخيار الأخير للإخوة التونسيين”.