منوعات

تودون تربية أطفالكم على اللطف مع أنفسهم وغيرهم؟ إليكم الطريقة

من بين الأمور التي تفشل فيها تربية الأبناء أو تجد فيها صعوبات كبيرة على الأقل، تربية الأبناء على أن يكونوا لطيفين مع أنفسهم ومع غيرهم.

وتكمن الصعوبات في هذا المجال في عدة مستويات تهم سوء فهم معنى اللطف، وعدم اتباع الأساليب التربوية المناسبة لتحقيقه.

فكثير من الناس، لسوء إدراك معنى اللطف وأهميته، وخوفهم من تنشئة أطفال ضعاف الشخصية، يسهل استغلالهم من طرف الآخرين، يلجأ بعض الآباء إلى أساليب تربوية تنتج “أشرارا” يأدون أنفسهم وآباءهم قبل إيداء الآخرين. والبعض الآخر يريد التنشئة على اللطف لكن عن طريق العنف وغياب القدوة !

فكيف نعرف اللطف للأطفال؟ وما هي أفضل الأساليب التربوية للتنشئة عليه؟

في التقرير التالي، حسب الجزيرة نت، أجوبة خبراء عن تلك الأسئلة وغيرها.

في معنى اللطف

التحلي باللطف والأخلاق الكريمة ليس مستحيلا، لكن الأطفال يحتاجون إلى بالغين يساعدونهم على تعلم الاهتمام بالآخرين، والاحترام، وتحمل جزء من المسؤولية المجتمعية خلال كل مرحلة من مراحل طفولتهم.

قبل تعليم الطفل كيف يكون لطيفا، يجب أولا تعريف اللطف ومناقشة معناه.

ويمكن استخدام عبارات سهلة لتعريف ذلك، مثل “اللطف هو التفكير في الآخرين، وليس في نفسك فقط”، أو “اللطف هو تقديم العون لشخص يحتاج إلى المساعدة”، أو “اللطف هو إظهار الاهتمام بالآخرين”، أو “اللطف هو إظهار الود في أقوالنا وأفعالنا خلال معاملاتنا”.

مساعدة الآخرين أولوية

يميل الآباء إلى إعطاء الأولوية لسعادة أطفالهم وإنجازاتهم على الاهتمام بالآخرين، لكن يحتاج الأطفال إلى تعلم الموازنة بين احتياجاتهم واحتياجات الآخرين، سواء كان ذلك بتمرير الكرة إلى زميل في الفريق أو اتخاذ قرار بالدفاع عن صديق يتعرض للتنمر.

ويمكنك القيام بعصف ذهني مع أطفالك ووضع قائمة بالأشياء اللطيفة التي يمكن القيام بها تجاه الآخرين، مثل:

– إمساك الباب مفتوحا لشخص قادم خلفك

– ترك المقعد في الحافلة لشخص مسن أو مريض

– التوقف لمساعدة شخص تعطلت سيارته

– شراء وجبة لشخص فقير أو إعطاء المال له

– زيارة الأقارب والأصدقاء عند مرضهم أو للمباركة وقت المناسبات

– التقرب من الطفل الذي يجلس بمفرده في المدرسة بلا أصدقاء

– عرض المساعدة على الآخرين قبل أن يطلبوا ذلك

– التحدث بهدوء عندما يكون أحد أفراد الأسرة نائما لعدم إزعاجه

دفع الأطفال للتطوع

يمنح التطوع المنتظم الأطفال إحساسا قويا بالمسؤولية، لأنهم يرون أنفسهم قادرين على تقديم المساعدة والإحسان للمحتاجين، ويعزز ذلك ثقتهم بنفسهم وقدراتهم.

كما يدعم التطوع شعور طفلك بالتعاطف مع الآخرين، وعدم التصرف بسلبية عند رؤية شخص آخر في مأزق والمبادرة لمساعدته.

تشجيع طفلك على الإيجابية

يتسبب انتشار الأخبار السلبية وما يواجهه العالم من تغيرات متسارعة في الشعور بالعجز واللامبالاة.

وخلص البحث الذي قام به الدكتور دينيس بادن، بجامعة ساوثهامبتون البريطانية، ونقلته صحيفة “غارديان” البريطانية، إلى أنه كلما تعرض الناس للأخبار السلبية، قلت احتمالية مبادراتهم لتحسين العالم من حولهم.

ولذلك، يجب إفهام أطفالك أنه وإن لم نكن قادرين على تغيير العالم وما به من سلبيات، إلا أننا يمكننا أن نكون إيجابيين ولطفاء في محيطنا وتعاملاتنا اليومية، ويمكن تخصيص وقت يومي لمشاركة الأفعال اللطيفة التي قاموا بها خلال يومهم، وشاركي معهم أيضا تجاربك، لإلهامهم وتشجيعهم.

علميه ممارسة الامتنان

يقول ريتشارد فايسبورد، عالم نفس في جامعة هارفارد، لصحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية، إن الدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين اعتادوا على التعبير عن الامتنان يصبحون أكثر عونا ولطفا وكرما وتسامحا من غيرهم.

ولذلك، ينبغي جعل الامتنان من الطقوس اليومية خلال وقت العشاء أو وقت النوم أو في السيارة، والتعبير عن الشكر لكل من يقدم لنا المساعدة، والتفكير في الآخرين الذين يقدمون لنا الخدمات والشعور بالامتنان لهم، ولو لم نقدر على شكرهم.

توسيع دائرة اهتمام طفلك

يهتم الأطفال -بطبيعة الحال- بمن يحتكون بهم أغلب الوقت، وهم دائرة صغيرة من أفراد عائلاتهم وأصدقائهم.

ولمساعدة الطفل على توسيع هذه الدائرة يجب أن يلفت الآباء نظر أبنائهم لمن هم خارج دائرتهم، مثل الزميل الجديد في الصف، أو حارس المدرسة، أو النادلة، وكيف نكون لطفاء خلال التعامل معهم.

وتحتوي الدائرة الموسعة أيضا على الأشخاص الذين تؤثر عليهم قراراتنا، مثل قرار طفلك للانسحاب من الفريق الرياضي بشكل مفاجئ، إذ يمكن مناقشة تأثير قراره على الآخرين، وإذا ما كان الوقت مناسبا لذلك، وإمكانية تأجيل القرار إذا كان سيلحق الأذى بباقي الفريق.

أن نكون نموذجا

يتعلم الأطفال القيم الأخلاقية من مراقبة تصرفات البالغين الذين يتطلعون إليهم، وكونك نموذجا أخلاقيا يعني أنك بحاجة إلى الاهتمام بالآخرين بنفسك والتحلي بالصدق والإنصاف، لكن هذا لا يعني أن تكوني مثالية طوال الوقت.

ولتحقيق ذلك، يمكن مشاركة الأطفال في الأعمال التي نشجعهم على أدائها، مثل الاشتراك في صنع وجبة الغداء معا وتوصيلها إلى جارنا المريض.

وكذلك يجب على الآباء الانتباه إلى الطريقة التي يتحدثون بها عن أشخاص خارج الأسرة، والطريقة التي يتحدثون بها مع بعضهم بعضا، خاصة عندما يتجادلون.

لا تنسوا مشاعره

لتعليم الطفل أن يكون لطيفا خلال معاملاته اليومية، يجب ألا ننسى أن لديه مشاعر متقلبة، ويصعب التحلي باللطف في أثناء المرور بمشاعر سلبية، لذلك من المهم تعلم كيفية إدارة مشاعر الغضب أو الإحباط أو أي مشاعر سلبية أخرى، وألا يدفعنا ذلك للتصرف بجفاء مع الآخرين.

ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى تعليم الأطفال أن كل المشاعر مقبولة، لكن بعض طرق التعامل معها قد لا تكون فعالة.

ولتعليم طفلك تهدئة نفسه، ينصح فايسبورد بهذه الطريقة البسيطة “اطلبي منه التوقف، والتنفس بعمق وهدوء من الأنف وإخراج الزفير من الفم، وتكرار ذلك 5 مرات على الأقل، حتى يشعر بالهدوء، ويمكنه التعبير عن نفسه”.

ويمكن التدرب عندما يكون طفلك هادئا. وفي حال شعوره بالانزعاج لاحقا، ذكريه بالخطوات وافعليها معه، وبعد فترة، سيبدأ في القيام بذلك بمفرده حتى يتمكن من تنظيم مشاعره والتعبير عنها بطريقة فعالة ومناسبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *