وجهة نظر

توهتم الديمقراطية وتوهتمونا معها

بعد موجة (الربيع العربي) خافت الديمقراطية أن نستغلها باستدعائنا لها ونستعملها في سلب الحقوق بدل منحها

عندما خرج المواطنون للشارع ورأت الشعارات المرفوعة والمطالب، ذهب الخوف ليحل محله الأمل في الحلول ضيفة وسط شعب واع بأهميتها

بعد دستور 2011 فرحت أكثر وبدأت تسرع في تحضير حقيبتها وهي تتابع الأحداث حتى لا يفوتها شيء.

تمهلت في إعداد حقيبتها بعد أن بدأت أحزاب تحاول عرقلة عمل الحكومة لكنها قررت أن تحل ضيفة وأن تحتاط ولا تتسرع في الدخول.

وضعت الديمقراطية رجلا ثابتة على أرضنا، وتركت الرجل الأخرى تنتظر أن ترى إن كانت تستطيع أن تدخل وتستقر بأمان.

بقيت المسكينة على رجل واحدة أربع سنين إلى أن ظهرت نتائج انتخابات شتنبر فوضعت رجلها الثانية ووضعت حقيبتها الثقيلة على الأرض لكنها ما لبثت أن رفعتها بعد إعلان إلياس رئيس جهة بديبلومه المزور وأصواته الأربعة وثمانون.

رفعت رجليها وقفزت إلى خارج الوطن وبدأت تطل برأسها تحاول أن تفهم كيف لحزب خسر أن ينجح وكيف لحزب نجح أن يخسر، بدأت تستعد أَن ترجع من حيث أتت لكنها أحست أن الشعب أصبح أكثر وعي بضرورة استقبالها وازدادت اقتناعا بعد أن رأت كيف لم يستطع أعداؤها تنظيم مسيرة ضددها، فتأكدت أن لا مستقر لها غير المغرب ودخلت ووضعت حقيبتها مبتسمة وهي تتذكر ما قالته المرأة العجوز عن بوشعيب ولد زروال، بدأت تتتبع معنا الحملة الانتخابية وتأكد لها أنها ستستقر طويلا في هذا البلد.

في أول أيام أكتوبر بدأت تقلق وهي تنظر إلى المقدمين يطرقون أبواب المواطنين يطلبون منهم عدم استضافتها.

لكنها ما لبثت أن نسيت الإهانة التي تعرضت لها وهي تسمع النتائج الأولية

قلقت ثانية وهي تسمع حكايات المواطنين عن انتهاك عرضها هنا وهناك

حجزت لها في أول طائرة وهي تسمع عدد المقاعد التي حصل عليها البام.

يحكى أنها لا زالت في المطار مترددة بين الذهاب والبقاء، وهناك من يقول أنها جنت تتحدث بجمل غير مفهومة.

سألت أحد المسافرين الذين رأوها تخطو خطوات مترددة في بهو المطار أن يردد علي تلك الجمل التي سمعها تكررها فأخبرني أنه سمعها تقول جملا متقطعة مثل:

هل أذهب أم أبقى؟ ولنفرض أنني بقيت من يضمن لي أن لا يتكرر نفس سيناريو الحكومة السابقة… ضغوط من داخل الحكومة ومحاولة إجهاضي في أقرب محطة انتخابية… الشعب هل يريدني حقا أم لا؟ هل يخاف مني؟ هل يخاف من التغيير؟ لنفرض أن الغني يخافني لأنه يخشى أن أسلبه بعضا من ثروته، لكن ما بال الفقير لا يرغب بي؟ هل يعلم أنني هنا لأرجع له حقه؟ وحتى إن عذرت الجاهل لجهله بقيمتي، فما عذر المثقف الذي يعلم من أنا؟ …

#الصماين_العربية
#ما_ناقلاهاش