مجتمع

الشروع في توزيع المواشي على المتضررين من حرائق الغابات بالشمال

شرعت السلطات المعنية قي عملية توزيع الأغنام والماعز على المتضررين من حرائق الغابات بأقاليم الشمال، حيث انطلقت بجماعة تطفت بإقليم العرائش، اليوم السبت، إجراءات التنزيل الفعلي للتدابير الاستعجالية التي جاءت تنفيذا للتعليمات الملكية من أجل الحد من تأثير الحرائق على النشاط الفلاحي والغابات ودعم الساكنة المتضررة منها.

وبحسب السلطات، فسيتم تنزيل هذه التدابير بشكل تدريجي على المديين القريب والمتوسط، حيث انطلقت اليوم عملية توزيع الأغنام والماعز على المتضررين من حرائق الغابات، على أن تتواصل العملية الأسبوع المقبل بتوزيع الشعير المدعم، ثم بعد ذلك تسليم خلايا النحل وشتائل الأشجار المثمرة، والقيام بعملية تشجير للمساحات الغابوية المتضررة.

وفي هذا الصدد، أوضح المدير الجهوي للفلاحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، محجوب لحرش، أن هناك أيضا برنامجا متوسط المدى يشمل توزيع الأشجار المثمرة وعددا كبير من خلايا النحل، وهو يهم أقاليم العرائش وتطوان ووزان، إلى جانب إحداث عدد من المسالك القروية”.

وأشار المتحدث، وفق “لاماب”، إلى أن الأمر يتعلق بمجموعة من المبادرات الرامية إلى التخفيف من آثار حرائق الغابات وأيضا المساهمة في إعادة بناء الاقتصاد المحلي لمجموعة من الدواوير التي تضررت من الحرائق”.

جاء ذلك بعدما أشرف رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أمس الجمعة، على مراسيم توقيع اتفاقية لتنزيل مجموعة من التدابير الاستعجالية للحد من تأثير الحرائق التي اندلعت خلال شهر يوليوز الجاري، على النشاط الفلاحي ‏والغابات، ودعم الساكنة ‏المتضررة منها، خيث تصل كلفة تنزيل هذه التدابير إلى 290 مليون درهم.

وتهدف اتفاقية الإطار التي تأتي تفعيلا للتعليمات الملكية، إلى التخفيف من تبعات الحرائق الأخيرة على الساكنة المتضررة، منها اتخاذ مختلف التدابير على المدى القصير والمتوسط من أجل دعم الساكنة على تأهيل وترميم المنازل المتضررة التي تم إحصاؤها من طرف السلطات العمومية، والقيام بعمليات التشجير في الغابات التي دمرتها الحرائق وإعادة تأهيل ‏الأشجار المثمرة المتضررة من خلال إعادة تشجير حوالي 9330 هكتارا .

كما تهدف تعزيز وسائل الوقاية من الحرائق الجديدة ومكافحتها والتخفيف من الآثار الضارة للحرائق على مربي الماشية ومربي النحل بالمناطق المتضررة، مع تنفيذ مشاريع التنمية الاقتصادية المتكاملة في المناطق المتضررة،‏ بالإضافة إلى خلق ألف فرصة ‏عمل إضافية لجهة طنجة تطوان الحسيمة موجهة لفائدة المتضررين وأفراد أسرهم للعمل في إطار برنامج أوراش.

ووقع على الاتفاقية الإطار كل من نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، وفاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ومحمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ويونس سكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، ومحمد مهيدية، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، وسعيد زنيبر، والي جهة فاس مكناس، وعمر مورو، رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وعبد الواحد الأنصاري، رئيس مجلس جهة فاس مكناس.

واعتبر رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن فرق التدخل التابعة للقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، والوكالة الوطنية للمياه والغابات، تجندت، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، من أجل إخماد الحرائق ومساعدة الساكنة المتضررة وحمايتهم وممتلكاتهم، كما ثمن أخنوش التعبئة الشاملة لمختلف المتدخلين الذين تعبؤوا من أجل السيطرة على الحرائق.

ودعا رئيس الحكومة مختلف المتدخلين إلى التنزيل الفوري للتدابير الاستعجالية بهدف التخفيف من تأثير الحرائق على النشاط الفلاحي ‏والغابات، ودعم الساكنة ‏المتضررة ‏من الحرائق التي اندلعت خلال شهر يوليوز 2022. ‏

جهة طنجة.. 8 ملايين 

وفي سياق متصل، أعلن مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة عن تعبئة 8 ملايين درهم ضمن الاتفاقية الإطار لتنزيل مجموعة من التدابير الاستعجالية للحد من تأثير الحرائق ودعم الساكنة المتضررة منها، والتي جاءت بتعليمات ملكية.

وأفاد مجلس الجهة في بلاغ له، بتخصيص مبلغ 8 ملايين درهم، لإعادة تهيئة الدور السكنية المتضررة من الحرائق بتراب الجهة، حتى تكون مهيأة للسكن في أقرب الآجال.

وأضاف المصدر ذاته بأن هذا التدخل سيتم بناء على اتفاقية خاصة ستوقعها كل من ولاية الجهة ومجلس الجهة وإقليما تطوان والعرائش، موضحا أن تعبئة هذا الغلاف المالي قد تمت من صندوق تدبير الكوارث بالجهة الذي تمت المصادقة عليه في ميزانية 2022.

وأشاد مكتب مجلس الجهة بالمجهودات الجبارة التي تم بذلها من طرف جميع المتدخلين المؤسساتيين والمجتمع المدني والساكنة، للسيطرة على اندلاع الحرائق في وقت قياسي، وكذا بتتبع ومواكبة مجلس الجهة، عن قرب، لتطور الحرائق وللآثار المدمرة التي خلفتها على الغطاء الغابوي والأشجار المثمرة والماشية والدور السكنية.

وتم خلال الاجتماع التأكيد على ضرورة التسريع بإخراج “منصة تدبير مخاطر الكوارث بالجهة”، التي صادق المجلس على إحداثها في الدورة العادية لشهر مارس 2022، إلى حيز الوجود، كي تساهم إلى جانب بقية المتدخلين، في مواجهة مخاطر الكوارث التي قد تتعرض لها الجهة مستقبلا، والمساهمة في التخفيف من آثارها لاسيما في ظل التأثير المتزايد للظواهر المرتبطة بالاحتباس الحراري والتغيرات المناخية.

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، قد كشف أن الحرائق التي شبت بعدد من غابات شمال الممكلة، ألحقت أضرارا بما يناهز 10560 هكتار من الغابات، بكل من أقاليم العرائش ووزان وتازة والحسيمة وتطوان.

وأعلنت وزارة الفلاحة، في وقت سابق، أن حرائق الغابات التي اندلعت بمدن الشمال طالت زهاء 9200 هكتار، منذ اندلاعها، كما جرى إجلاء أكثر من 1300 أسرة موزعة على قرابة 20 قرية، وتمت الاستعانة خلال عمليات احتواء الحريق بـ 5 طائرات (كنادير) و8 طائرات من نوع (توربو تراش) تابعة للدرك الملكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *